الصفحة الاقتصادية

العقوبات على روسيا تحرج ميزان الأقتصاد للدول الصناعية

2149 2014-05-02

في تصريح للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل نيابة عن الدول الصناعية السبع عرضت إمكانية فرض مزيد من العقوبات على روسيا، اذا ما استدعت الحاجة، أما ضيفها رئيس الوزراء الياباني شينغو آبل فأشاد بدوره بوحدة الصف السباعي، منوها في الوقت نفسه إلى أهمية التواصل مع روسيا.

لكن هل جاء ميدان السياسة بما يخدم اقتصاد البلدين؟، خاصة أن السوق الروسية هي ثاني أكبر سوق تجزئة في أوروبا.

حجم الشراكة بين اليابان وروسيا شهد تنامياً كبيراً في الأعوام الماضية خاصة بعد مشروع التنمية الضخم للشرق الأقصى الروسي والذي دخلت فيه الشركات اليابانية بعقود كبيرة لعل أبرزها معمل سيارات قيد الإنشاء اضافة لعروض سخية في تطوير مشاريع الطاقة الروسية، ناهيك عن الإعتماد المتزايد على الغاز الروسي القادم من إقليم سخاليم الروسي، الأمر الذي يجعل هذه الشراكة في غاية الأهمية خصوصا بعد تدني المؤشرات اليابانية خلال كارثة التسونامي وحادثة مفاعل فوكوشيما.

أما بالنسبة للجارة الألمانية فإمدادات الغاز الروسي الى ألمانيا هي العنصر الأهم في حال فرض العقوبات، لكن العلاقة الاقتصادية هي مركبة أكثر من ذلك، فعدد الشركات الألمانية العاملة في روسيا يزيد بعشرة أضعاف عدد الشركات العائدة لأي بلد أوروبي آخر، فالشركات الـ 6500 الألمانية لا ترغب في هكذا خسارة في غياب أي بديل ولو بالمستقبل القريب.

التحدي لهذه العقوبات ظهر علانية بشكل سريع، رئيس شركة سيمنز الهندسية زار الرئيس بوتن قبل اشتداد الازمة مبيناً عدم تأثر التعاون في قطاع بناء سكك الحديد الروسية في أية عقوبات على روسيا ولا يخفى أيضا تزايد الضغوطات التي تمارسها الشركات الألمانية على حكومتها لعدم الخوض في هذه العقوبات.

,وقبل ذلك زار المدير التنفيذي لشكرة "شل" النفطية الرئيس بوتن مبيناً أن عقود استثمار للشركة داخل الأراضي الروسية مستمرة دون أي توقف حسب العقود في تحد واضح للعقوبات.

لكن الملاحظ من العلاقة الأمريكية الأوروبية هو تخطي مرحلة الاستهلاك السياسي التي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية لحلفائها الأوروبيين، لتصبح المرحلة الحالية هي التضحية بالإقتصادات الأوروبية التي تعاني من تعثر مسبق في حال فرض هكذا عقوبات على عملاق الطاقة الروسي منتهزة فرصة بداية أيام الصيف والطلب المتدني على الطاقة، لكن السؤال البديهي هنا .. ماذا بعد نهاية الصيف ؟! وخاصة أن التجربة الأوكرانية في ثورتها البرتقالية عام 2005 ليست بالبعيدة عن الأذهان.

11/5/140502

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك