الصفحة الاقتصادية

ما جدوى رفع الا صفار من العملة العراقية ؟ ..... بقلم: راسم قاسم


 

تتردد في الاوساط الاعلامية تصريحات بعض المسئولين عن رفع الاصفار عن العملة العراقية ولابد هنا من التذكير ان الاصفار موجودة في الكثير من العملات الاجنبية ومنها شرق اوسطية ولم تفكر دولها من حذف هه الارقام وعلى سبيل المثال العملةالتركية واللينانية والايرانية وهذه الاصفار محذوفة في التعامل فمثلا العملة اللبنانية التي يساوي الدلار فيها 1500 ليرة اي المائة دولار تساوي 150000 مائة وخمسون الف ولكن التعامل في السوق هو دون اصفار اي ان سعر قنينة الماء هو ليرة اي 1500 ليرة اي وحدة وهكذا في تركيا وايران ولم تؤثر الاصفار على قيمة العملة وعندنا كذلك فعندما نريد شراء بضاعة يقول البائع باربعة دنانير اي اربعة الاف دينا ر اما الاصفار فهي محذوفة اساسا ،

ان الاستقرار الذي حصل للعملة العراقية احتاج لزمن طويل حيث استعادت العملة قيمتها مقابل بقية العملات العالمية والإقليمية وأصبح لها وزن وقيمة بعد أن كانت لا تساوي أي شيء ولا يمكن أن تشتري بها علبة ثقاب . إن عملية رفع الاصفار من العملة العراقية سيؤدي إلى إرباك الاقتصاد ويسمح بدخول عامل تخلخل الثقة والعودة للمربع الأول لان العملة العراقية بعد أن اكتسبت ثقة العالم والمنطقة ستتعرض لهزة عنيفة  وتحتاج إلى سنوات طويلة حتى تحظى مرة ثانية للثقة في التعامل بها

كما إن عدد الاصفار لا يشكل عائقا إمام تداول العملة العراقية حيث أصبح سعرها معروفا إمام العملات الأجنبية  ، ان عملية رفع الاصفار ماهي إلا مؤامرة خبيثة القصد منها إرباك الاقتصاد الوطني وقلقلة وضع السوق التجاري العراقي ولتكون وسيلة لنفاذ السراق والمزورين وذوي الضمائر الميتة لينقضوا  على أموال الشعب ،  ومن المؤكد إن هذه العملية ستكلف الميزانية العراقية الكثير , كونها تتطلب مبالغ لوضع التصاميم المطلوبة ومبالغ للطبع والنقل وتامين الحماية ومبالغ تدقيق الكميات المطبوعة وما يقابلها من أرصدة , ,

فضلا عن المجهود الإضافي الذي ستبذله المصارف هذه التكاليف والخسائر المادية والمعنوية كلها تهون أمام . مصيبة المصايب التي ستدمر الاقتصاد العراقي وتصيبه بالشلل هي مؤامرة ضخ الملايين وربما المليارات من العملة العراقية المزورة لاستبدالها بالعملة الجديدة  فتسريبات الأخبار تقول ان وزراء وبرلمانيين طبعوا وهيئوا مليارات الدنانير من العملة المزورة في بيروت انتظارا لإعلان المباشرة بعملية الاستبدال , والأمر في غاية السهولة لتمرير هذه المليارات لأسباب معروفة منها :: الزحام الذي ستشهده المصارف والإرهاق الذي سيصيب الموظفين يجعلهم يكتفون بعملية العد فقط من دون فرز العملة المزورة و التزوير قد يكون محكما وينطلي على الموظفين و الاتفاقات وإبرام الصفقات التي تمت وستتم بين المزورين وبعض  مدراء وموظفي المصارف ستمرر المليارات المزورة - وحسب تصريحات  بعض  النواب ان بعض المزورين ذوو نفوذ وأصحاب مناصب بينهم وزراء ونواب . وهذا ما اكتشفوه - حسب تصريحاتهم - في بيروت فقط فما بالك بالعواصم المعادية ؟!.

يضاف عامل تشجيعي آخر هو تفشي ظاهرة الفساد ونهب المال العام على أعلى المستويات دون خجل او رادع من خلق او ضمير أو قانون أو وازع من مخافة الله الأمر الذي جعل معظم الناس وبالأخص ضعفاء النفوس يستسهلون السحت ولقمة الحرام ونهب المال العام . وان التضخم الحاصل لا علاقة له بعدد الاصفار بل يعزوه خبراء المال والاقتصاد إلى عدة عوامل أهمها سياسة السلف الحكومية الكبيرة الممنوحة من قبل الحكومة العراقية إلى الموظفين وحجم المعونات المالية والقروض المقدمة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم وتعاظم حجم الكتلة النقدية في السوق العراقية ويخفض من قوة الدينار العراقي الشرائية من دون خلق فرص استثمارية حقيقية تنمي الثروة الوطنية أو تحافظ على قوتها.

إن رفع الاصفار سيؤدي إلى مشاكل داخلية وخارجية الاقتصاد العراق لا يتحملها الآن ولا مستقبلا وان بقاء العملة على وضعها الحالي  لايضر ولا يؤثر مطلقا على خطط التنمية المستقبلية لان العملة العراقية اكتسبت مصداقيتها وحجمها الاقتصادي والذي تطلب زمنا لا يمكن الاستهانة به والعبث بمعطياته  .

28/5/13114

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
HUSAM
2013-01-23
الجديد ومن ثم توزيع العملة الجديدة خطوة خطوة من دون اسقاط العملة ام الاصفار الى ان يتم سحب العملة الاصلية واستبعاد المزورة وشكرا.واعلموا ان تخلص العراق من الاصفار الثلاثة يعني نهوض العراق ماليا واقتصاديا.وهذا ما لا يريدة المتأمرون مع الاجندات الخارجية.مع الاسف ويعملون لعرقلة في حكومة المالكي.لافشالها.....
HUSAM
2013-01-23
علينا ان نغير من عملتنا وان نرفع الاصفار وندعم القيمة المضافة المقابلة من الذهب لرفع قيمة الدينار امام العملات الاخرى.اما بخصوص ان نقف ونتفرج ونخاف ان نحذف الاصفار فهذا كلام غير منطقي فلابد من وجود اليات متبعة ورصينة في التبديل وليس كما عمل في السابق بعد عام 3003 عندما استبدلت العملة القديمة بالجديدة .حيث قام ضعاف النفوس باستبدال المزور مع مدراء المصارف .وهذا ما حصل في مصارف الرافدين فرع الرستميةوباب الشيخ والخ في بقية المحافظات.وبالامكان طبع العملة المحذوف منها الاصفار بشكل جميل يليق بالعراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك