الوثائق

من هو المهندس السري لدور تركيا في مايسمى “الربيع العربي” ؟


 

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، أن رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان يُعدّ القوة الدافعة الحقيقية وراء تدخل تركيا في دعم مقاتلي المعارضة السورية المسلحة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في أعقاب انطلاق شرارة مايسمى «ثورات الربيع العربي»، برز دور فيدان، البالغ من العمر 45 عاماً، والذي لم يكن معروفاً خارج منطقة الشرق الأوسط، باعتباره العقل المدبر لإستراتيجية الأمن الإقليمي التركي، التي تميل لمصلحة الحليف الأميركي منذ فترة طويلة.

ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى كل من تركيا والعراق جيمس جيفري قوله إن «فيدان هو وجه الشرق الأوسط الجديد، ونحن بحاجة للتعاون معه لأنه يستطيع إنجاز هذه المهمة»، مشيرة إلى أن فيدان يوصف بواحد من بين ثلاثة رؤساء لوكالات استخبارات، منهم رئيس جهاز الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، وقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، تتصارع لمساعدة بلدانها لملء الفراغ الذي أوجدته الاضطرابات والنهج الأميركي المتردد في جزء كبير من المنطقة.

ورأت الصحيفة أن صعود فيدان ليحتل مكانة بارزة تزامن مع وجود تآكل ملحوظ في نفوذ الولايات المتحدة داخل تركيا، لافتة إلى أن واشنطن لطالما كان لديها علاقات وثيقة مع الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في «حلف شمال الأطلسي»، إلا أن القيادات العسكرية تحولت لتكون تابعة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومستشاريه المقربين، ومنهم فيدان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذين يستخدمون «الربيع العربي» من أجل تحويل التركيز التركي تجاه توسيع نطاق التأثير الإقليمي لتركيا، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.

وأوضحت الصحيفة أن دور فيدان المتنامي قوبل بخليط من الشك والحذر والتذمر والاحترام في واشنطن، حيث يراه المسؤولون بديلاً موثوقاً لأردوغان في التعامل مع القضايا الإقليمية، والتي من بينها مستقبل مصر وليبيا وسوريا، والتي جلبها «الربيع العربي» إلى طاولة المحادثات الثنائية.

ولفتت الصحيفة إلى أن «فيدان أثار مخاوف عدة قبل ثلاث سنوات»، وفقا لمسؤولين أميركيين بارزين، «عندما أثار غضب حلفاء تركيا من خلال تقديم بعض المعلومات الحساسة، التي حصلت عليها واشنطن وإسرائيل، إلى المخابرات الإيرانية»، مضيفة أنه في الآونة الأخيرة، يبدو أن النهج التركي بشأن سوريا الذي وضعه فيدان أضاف المزيد من التوتر على العلاقات الأميركية التركية، فبالرغم من رغبة كلا الدولتين في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن تركيا ترى محاولة التسليح الدولي للمعارضة السورية كأفضل وسيلة لوضع نهاية للنزاع السوري، بعكس الموقف الأميركي الحذر الذي يضع على قائمة أولوياته عدم سقوط تلك الأسلحة في أيدي الجماعات الجهادية.

ومع ذلك، تعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية أن فيدان لا يسعى إلى تقويض مصالح الولايات المتحدة بل لتعزيز مصالح أردوغان، إذ أنه في الأشهر الأخيرة، وفي الوقت الذي توسعت فيه الجماعات الجهادية في شمال سوريا على الحدود التركية، شرع المسؤولون الأتراك في إعادة تقويم سياستهم، التي لا تتصل بالشكاوى الأميركية ولكن بتهديد الأمن القومي التركي، وفقا لمسؤولين أميركيين وأتراك.

8/5/131012

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك