المقالات

متى نعلن نهاية انظمة العربان ....المتخلفه؟؟؟

856 16:32:00 2010-07-22

الدكتور يوسف السعيدي

الزمان يتخطانا بخطى سريعة وقفزات متوالية ..وما زالت الشعوب العربية ترزح تحت أنظمة حكم بالية ..وشائخة ..وما زالت تلعق بواقي شعارات الأزمنة البائدة والحقب الفاسدة .. شعارات من قبيل القائد الملهم .. والقائد الضرورة .. والقائد الحكيم .. والزعيم الأسطورة .. ناهيك عن الشعارات المشتراة بمئات المليارات من دماء الشعوب المنكوبة من قبيل ملك الملوك .. والمليك المفدى .. وسلطان السلاطين .. وسمو الأمير العبقري الخطير .. وغيره وغيره .. من ألقاب فاقت في معانيها الأحجام والقدرات البدنية والذهنية والعقلية لمن تقلدها أو من قلدها نفسه وفرضها على رعيته .. حتى أنه صار هناك فارق هائل كالأخدود بين حزمة الألقاب التي يحملها الحكام العرب على كاهلهم وعلى رءوسهم وبين فاعليتها أو واقعيتها .. وذلك بالنظر إلى الشعوب التي يحكمونها والتي صارت بين أيديهم .. وبين أرجلهم .. ومن خلافهم قطعاناً هائمة.. شاردة ..واهنة ..ضعيفة ضربها المرض .. وأمرضها الجهل .. وجهلها الاستبداد.. واستبد بها البطش .. وبطش بها حكامها ..وحكمها الهوى.. وهوى بها ذلها ..واستكانتها ..واستسلامها :إما لمهووس يبتغي مجداً لنفسه ..أو لمأفون يجرب فيها كل ما يعن له من أفكار شاذة وخيالات مريضة ..أو لموسوس مرتاب أقام في ربوع وطنه سلخانات يسلخ ويشوي ويسجن ويسحل ويعذب كل من يعتقد أنه ينظر أو يتطلع إليه أو إلى كرسيه ..أو لضائع انفتحت له كنوز الطبيعة فبعثرها وبذرها ونثرها على ملذاته وعائلته ..حتى أنهم يسافرون بأساطيل من الطائرات تحمل العوائل والحاشية وقوافل من المتملقين والمنافقين والمتسلقين يقطعون ربوع الأرض تنزف ورائهم آلاف الملايين من قوت بلادهم ليقضوا وطرهم في بلاد السياحة والاستجمام!! بينما شعوبهم من ورائهم تجأر بالشكوى من الجوع والإملاق ونقص في الأموال وفي الثمرات وفي والأولاد الذين لا يجدون حليباً أو دواء أو قلماً أو كراساً أو حتى ما يقيم أودهم ويبقيهم على ناصية الحياة الكريمة .أو لمستبد ظالم بدأ شبابه بالثورة ضد الظلم والفساد فإذا ما سقط تحت يده البلاد فاق ظلمه كل ظلم وفاق فساده كل فساد .. وتوزعت خيرات بلاده بين محاسيبه وحواشيه .. وتفرقت أراضي وأموال الشعب بين أيادي زمرة لا تزيد عن حفنة بكلتا اليدين .. وانقلبت البلاد من بين أغلبية كاسحة من الشعب المترنح بين فقر مدقع وظلم مفزع وبين حزب متربح من دماء ومال وأراضي وخيرات الشعب المسكين ..أنظمة حكم ربطت مستقبل ومصائر شعوبها بأمزجتها الشخصية .. وساديتها الشاذة .. ورعونتها الخائبة .. وطيشها الأرعن ..فتراهم يتقاذفون أطباق الطعام في الوجوه في قممهم.. فيتبعه طرد للعمالة وفرض التأشيرات بلا أدنى تمهيد ... فيليه مقاطعات وتنابذ بالقول وبالفعل ثم تهديدات بالانسحاب من مؤتمرات قمم هلامية تفضح عجزهم أكثر مما تبين وحدتهم ..علاوة على مصيبتهم السوداء في التعامل مع القضية الفلسطينية من مشاركة في حصار جائر لشعب خائر أعزل وتحريض أبناء الصهاينة المجرمين على تصفية خصومهم من حركات المقاومة فكانوا مع العدو المجرم على أبناء الدم والعقيدة والمصير ..هذا هو حال العرب اليوم ..(1)توزيع في غاية السوء للثروة في كافة البلاد العربية بلا استثناء(2) توزيع في غاية السوء للسلطة في كافة البلاد العربية بلا استنثاء(3) استئثار أبناء الطبقة الحاكمة أو النافذة أو اللامعة بأغلبية المناصب الهامة والحساسة وذات العائد بينما ينحشر باقي الشعب في الوظائف الهلامية والوضيعة وغير ذات العائد ..(4) استحواز كامل و سيطرة شاملة على المال العام والمرافق العامة والمنافع العامة والأجهزة الإعلامية و بيوت العبادات وأماكن ممارسة الشعائر بطريقة خانقة للشعوب خالقة للكبت والإحباط واليأس والانهيار..(5) تغييب تام وتعمد إضعاف وترهيل الجيوش وصرفها عن مهامها الوطنية وإبقائها فقط في وظيفة حماية العروش وتثبيت أركان ودعائم السلطة والأنظمة . مما نتج عنه الشعور العارم لدى الشعوب العربية بعدم فاعلية جيوشها وهلاميتها وتفككها والخوف المستديم من أي مواجهة عسكرية مع أي طرف خارجي وخاصة مع الأعداء التاريخيين للعرب وأخصهم إسرائيل والشعور بالانهزامية الاستباقية رغم عشرات الآلاف من المليارات التي تتدفق على صفقات الأسلحة التي لا تستخدم والرابضة في مخازنها لا يمسها إلا القوارض والصدأ ورمال الصحراء الناعمة ..(6) تفشي ثقافة الجهل والأمية والمرض والاعتماد على قصص الخرافات والمعارك الهلامية المسطحة وشغل الناس بالتوافه من الأمور والخائب من القضايا علاوة على سريان الأمراض المتوطنة والسرطانية والقاتلة بالمبيدات المسرطنة القاتلة والحالقة للزرع والضرع والنسل علاوة على إهلاك قوى وصدور الشعوب بالمخدرات بأنواعها والقات بأنواعه والمنشطات الضارة بالصحة علاوة على الأغذية الفاسدة والأدوية الفاسدة ..وغيرذلك كله مما يثبط من قوى وهمم الشعوب ويضعف عزيمتها ويوقعها فريسة للتسليم بالأمر الواقع والرضا القانع بالوضع المزري الذي تعيش فيه دون امتلاك ثمة أرادة أو قدرة على الاحتجاج أو الرفض أو محاولة تغيير أوضاعه المأساوية ..هذه بعض حصيلة حكم الأنظمة العربية الحالية القابعة على كراسيها والقابضة على أنفاس شعوبها عشرات السنين لا تتبدل ولا تتغير . حتى طواقمها من الحكومات و الوزراء صرنا نرى حكومات يزيد عمرها على العشر سنوات وأكثر.. ووزراء تعدوا الربع قرن في أماكنهم لا يتبدلون ولا يتغيرون .. !كل ذلك أدى إلى تكلس الحياة .. وتيبس أوصال الأنظمة .. و بالتالي توقف حياة الشعوب عند مرحلة معينة بينما العالم من حولنا يهرول نحو الجديد كل بل كل ثانية من اختراعات وابتكارات و تغيير نظم وإعادة تشكيل أوجه الحياة.. واتحادات مبنية على المصالح المشتركة و سلوك كل مسلك وولوج كل طريق نحو الرفاهية والتقدم ..بينما نحن نغط في نوم عميق .. وفي تأخر سحيق .. وفي سبات مؤذي.. وفي ترهل مزري ..الأمر الذي لم بد مما لا بد منه .. وهو إعادة الشعوب العربية هيكلة نفسها من جديد.. ونفض تلك الأنظمة البالية (جميعها) كماً وكيفاً وبلا أدنى استثناء .. وصياغة ما يشبه العقد الاجتماعي الجديد لكل شعب ولكل بلد عربي وفق مبادئ الديمقراطية والحرية وفي أطر من عقائدها (السليمة) غير المشوبة بخبل العقول المريضة من الذين توقف بهم الزمن عند الحفظ دون الفهم ليسيطروا على عقول وأفهام ومقادير الناس باسم العقيدة والدين .. وليمكنوا الأنظمة المستبدة من مسك لجام الشعوب المسكينة المستكينة.. وليعيشوا هم على بساط هناء العيش ورغد السلطة متاجرين بمشاعر وعقائد بسطاء الناس لصالح طغمة باطشة مستبدة ظالمة ديكتاتورية من الحكام..يجب أن يتسنى للشعوب العربية أن تقترب ولو حثيثاً من الطريق الصحيح ... وذلك بتغيير آلية تلك الأنظمة البالية المهترئة المتكلسة..فمتى تعلن الشعوب العربية وفاة تلك الأنظمة العربية؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب بدقة12
2010-07-24
عندما نلجاء الى ديننا الا سلامي الذي يبحث عن الانسان لاعن الالوان والبلدان./ هؤلاء تركو دينهم تطبيقا والحكمة التي فيه ولجاءو الى صهيل العربي الحصان الاصل العربي مهم اهم من الدين المهم ان يكون عربيا حتى لوكان حصان ؟؟ذلك هو ال (الخوط ابصف الاستكان )؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك