المقالات

المرأة في فكر الأمام علي (ع)


( بقلم : حوراء كاظم فرهود )

كان لأمير المؤمنين عليه السلام أهتمام خاص بالمرأة ، فنراه تارة ينظر اليها كآية من آيات الخلق الألهي ، وتجلي من تجليات الخالق عز وجل فيقول (عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم). وتارة ينظر الي كل ما موجود هو آية ومظهر من مظاهر النساء فيقول (لاتملك المرأة من أمرها ماجاوز نفسها فأن المرأة ريحانة وليس قهرمانة)، أي المرأة ريحانة وزهرة تعطر المجتمع بعطر الرياحين والزهور .

لقد وردت كلمة الريحان في القرآن الكريم في الآية التالية(فأما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة النعيم) والريحان هنا كل نبات طيب الريح مفردته ريحانة ، فروح وريحان تعني الرحمة والرحمة.فالأمام هنا وصف المرأة بأروع الأوصاف حين جعلها ريحانة بكل ما تشتمل عليه كلمة الريحان من الصفات فهي جميلة وعطرة وطيبة تسر الناظر اليها ، أما القهرمان فهو الذي يكلف بأمور الخدمة والأشتغال ، وبما ان الأسلام لم يكلف المرأة بأمور الخدمة والأشتغال في البيت ، فما يريده الأمام هو أعفاء النساء من المشقة وعدم الزامهن بتحمل المسؤوليات فوق قدرتهن لأن ما عليهن من واجبات تكوين الأسرة وتربية الجيل يستغرق جهدهن ووقتهن ، لذا ليس من حق الرجل اجبار زوجته للقيام بأعمال خارجة عن نطاق واجباتها .

فالفرق الجوهري بين اعتبار المرأة ريحانة وبين اعتبارها قهرمانة هو ان الريحانة تكون محبوبة، محفوظة ، مصانة ، تعامل برقة وتخاطب برقة ، لها منزلتها وحظورها العاطفي في قلب الزوج فلايمكنه التفريط بها.أما القهرمانة فهي المرأة التي تقوم بالخدمة في المنزل وتدير شؤونه دون ان يكون لها في قلب الزوج تلك المكانة العاطفية والأحترام والرعاية لها .

فمعاملة الزوج لزوجته يجب ان تكون نابعة من اعتبارها ريحانة وليس من اعتبارها خادمة تقوم بأعمال المنزل لأن المرأة خلقت للرقة والحنان فتغذي الرجل العاطفة والحنان. وعلى الرغم من ان المرأة مظهر من مظاهر الجمال الألهي فأنها تستطيع كالرجل ان تنال جميع الكمالات الأخرى ، وهذا لايعني لابد ان تخوض جميع ميادين الحياة كالحرب والأعمال الشاقة ، بل ان الله تعالى جعلها مكملة للرجل ، أي الرجل والمرأة احدهما مكملا للآخر.

وأخيرا ان كلام الأمام علي(ع) كان تكريما للمرأة ووضعها المكانة التي وضعها الله تعالى بها، حيث لم يحملها مشقة الخدمة والعمل في المنزل وأعتبر أجر ما تقوم به من اعمال في رعاية بيتها كأجر الجهاد في سبيل

حوراء كاظم فرهود

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك