بقلم : المهندسة بغداد
استيقظت فجرا على صوت منبه اعتدت أن أصحا على صوته وبينما عيوني مغلقة راحت أناملي تبحث عنالمنبه لتسكته أملة في دقائق نوم إضافية كعادتي ! إلا إنني استدرك أنها همزات الشيطان المجتهد فاستعذت
بالله منه ونهضت مسرعة لأداء صلاتي داعية ربي بان يخلو يومي من الأحداث التي تشهدها أيامي السابقة
وانهي دعائي بزفير طويل يعبر عن ما تحمله نفسي من هموم إلا أن شيئا غريبا أثار انتباهي حيث إنني أتممت
صلاتي وضوء غرفتي الخافت ما زال منيرا لم تنطفئ الكهرباء هذا اليوم ! أعددت فطوري وهيئت نفسي
لمغادرة المنزل والذهاب الى عملي الذي تتثاقل إليه الخطوات !! غادرت منزلي محفوفة بدعاء الوالدة وعيون
الوالد تترقبني لحين قدوم الحافلة الخاصة بمقر عملي. وقفت على ناصية الشارع ومرة أخرى ثمة أمر غريب
فقد رفعت كل الحواجز الكونكريتية من الشارع والسيارات تنساب بشكل منظم ورائع وبينما أنا اتسائل وإذا
بحافلتي قادمة بموعدها على غير عادة ! ألقيت التحية على زملائي وجلست بمقعد اعدت الجلوس عليه قرب
النافذة لأشاهد عاصمتي الحزينة, كان زملائي في حالة صمت وهدوء رائعين لم أشهده من قبل سالت نفسي
ما الذي يحصل اليوم بدا كل شيء غريب ؟ لم نقف في الازدحام اليومي الذي يستمر ساعات ولم يخرج سائق
الحافلة رأسه من النافذة ليتقاذف الشتائم مع السائق المجاور ولينظر بالمرآة إلينا متهما جميع السواق بأنهم
أغبياء!! لم نسمع أصوات انفجارات مدوية هذا اليوم ربما كانت عطلة الإرهابيين؟!!! وصلت الى مكان عملي
في الوقت المحدد لاندهش مرة أخرى حيث إنني لمحت طريقا معبدا يوصلني الى دائرتي ! أين البحيرة التي
اعتدت عبورها وأنا أتمايل على بقايا (طوابيق مكسرة ) اعبر عليها كل يوم وأتمتم غاضبة من هذا الوضع
دخلت دائرتي وجلست على مكتبي أفكر في ما يحدث لي هذا اليوم وذهولي في ازدياد وأنا أرى ساعتي تدق
الثانية وقت انتهاء عملي ولم تحدث أي مشكلة أو مشاحنة مع أي شخص كل شيء بدا رائعا ومنظم وقانوني
وهذا ما لم أشهده في دوائرنا ! رجعت الى ذات الحافلة لتوصلني لمنزلي وطلب زملائي كعادتهم من السائق بان
يدير المذياع لسماع نشرة الأخبار كنت انزعج من هذا الطلب الذي ينتهي دائما بان يعلو صوت نقاشهم على
صوت المذيع! ألا أن الأخبار جاءت مختلفة الخبر الأول الحكومة قد شكلت ووزعت الحقائب الوزارية حسب
الكفاءات والأصول المتبعة ففرحت وجاء الخبر الثاني بإقامة مشروع نصب محطة كهرباء كبيرة في مكان ما
فازددت فرحا وجاء النبأ الثالث بان هنالك منح دراسية لمن يستحقها وبإعداد كبيرة وهنا طلبت من السائق رفع
صوت المذياع إلا انه قد انحرف عن الطريق بعد أن فوجئ بسيارة ظهرت أمامه أغمضت عيني وإذا بصوت
شديد يهزني بقوة فتحت عيني لاارى ما الذي حصل وإذا بي في فراشي وقت الفجر وكان الصوت صوت انفجار
مدوي عرفت بأنه حلم ليس إلا فتبسمت بصعوبة وأنا أجد جوابا لجميع الأشياء الغريبة التي عشتها رن منبهي
بالوقت المحدد فأغلقته ووقفت أمام نافذتي داعية الله بان يتحقق الحلم لي ولجميع بناء شعبي المثقل بالجراح
ولكني أنتبهت الى أن ضوء الغرفة الخافت ليس منيرا !!! فصبرا أختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha