انها اساءة لا تماثلها اساءة سوى تصريح الرئيس المصري الاخير عندما شكك بوطنية الشيعة. ( بقلم : جوني اسحاق )
تملكنتي الدهشة والغضب وانا استمع الى التصريحات النارية ليونادم يوسف كنا، سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية، وهو يعلن في ندوة سياسية معلنة على الهواء ان العراق للاشوريين هو مثل اسرائيل لليهود..فالسيد يونادم يقول ان برنامجه السياسي هو منح حقوق المواطنة العراقية لجميع اشوريي العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية الحالية او السابقة.. فكل من يتحدث لغة الاشوريين يجب منحه حقوق المواطنة في العراق، مثلما تمنح اسرائيل حقوق المواطنة فيها لكل يهود العالم..عموم العراقيين ليسوا ضد حق اسرائيل كدولة عضو في المجتمع الدولي.. فالامم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة والعديد من الدول العربية وحتى القيادات الفلسطينية اعترفت بالدولة الاسرائيلية.. والجميع يعمل على تحقيق السلام في الشرق الاوسط على مبدا الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية.. ونتمنى للعراق ان يكون جزءا من عملية السلام هذه من اجل اقامة منظومة سياسية واقتصادية مستقرة ومزدهرة في المنطقة..الموضوع ليس ذلك.. وسبب الدهشة والغضب ليس ذلك..ان سببهما هو ان السيد يونادم بتصريحه هذا ينكر العديد من الحقائق ويسيئ الى العديد من الجهات..فاولا يسيئ الى الشعب الاشوري عندما يقطع جذوره وانتماءه التاريخي العريق في ايران وسوريا وتركيا.. انه يسيئ الى الاف السنين من وجود الشعب الاشوري في اورمية وسلامس وطورعبدين وحكاري والجزيرة.. انه يسيئ الى الكنائس والاديرة والمكتبة الحضارية العريقة التي للشعب الاشوري في هذه المناطق.. مثلما يسيئ الى الاحزاب والقوى والشخصيات السياسية القومية والوطنية الاشورية في هذه المناطق.فالشعب الاشوري لم يتبرأ من هويته الوطنية ومن جذوره في هذه المناطق حتى يدعوهم السيد يونادم الى العراق، اسرائيل الاشوريين كما يوصفها في تصريحه.وثانيا فهو يسيئ الى الشعب الاشوري في العراق وكنائسه ومؤسساته وشخصياته الوطنية التي كانت وما زالت وستبقى عراقية الانتماء والمستقبل، ولا تسمح بالتشكيك او الاساءة الى انتماءها وحرصها على العراق والعراقيين جميعا، وبشكل خاص الاشوريين والمسيحيين عامة.واخيرا فانه يسيئ الى العراق والعراقيين من العرب والاكراد والتركمان ايضا عندما يقوم من خلال هذا التصريح بدق اسفين الفرقة والعداء معهم وبينهم.. مثلما يسيئ الى القيادات السياسية الوطنية العراقية وعلاقات العراق مع جيرانه عندما يدعو بتصريحه الى اعتبار اشوريي هذه الدول مواطنين عراقيين.. فهل يريد السيد كنا توسيع حدود الدولة العراقية لضم اورمية وحكاري وطورعبدين والجزيرة الى العراق، ام انه يدعو الى ترحيل اشوريي هذه المناطق واسكانهم في العراق..انها اساءة لا تماثلها اساءة سوى تصريح الرئيس المصري الاخير عندما شكك بوطنية الشيعة.ومن ناحية اخرى، فان هذا التصريح اللامسؤول وفي هذا الظرف العصيب والصعب الذي يمر فيه العراق وحملة الارهاب التي تستهدفهم هو ابعد ما يكون عن الحكمة والحرص على ابناء العراق والعراقيين المسيحيين والاشوريين بشكل خاص.الاشوريون في العراق وبقية الدول يرفضون ويستنكرون وينددون بهذا التصريح..ان المطلوب من كنائس شعبنا الاشوري والكلداني والسرياني وقواه السياسية ان تستنكر هذه التصريحات بشدة ولو من خلال القنوات الخلفية ان لم تكن القنوات الاعلامية.بل ان المطلوب من الحركة الديمقراطية الاشورية ان تصدر توضيحا تعتذر فيه عن هذه الاساءة والتصريحات التي اطلقها سكرتيرها العام.كما ان المطلوب من القيادات السياسية العراقية ان لا تاخذ هذه التصريحات في اعتبارها في تعاملها مع الاشوريين، فهذه التصريحات لا تمثل سوى راي السيد يونادم الذي يبدو انه مصر على توجيه الاساءات والتصريحات اللامسؤولة التي تثير التساؤلات الكثيرة عن دوافعها، وهل انها مرتبطة بارتباطات السيد يونادم مع اجهزة استخبارات صدام حسين كما كشفتها وثائق هذه الاجهزة..العراق، يا سيد يونادم هو عراقنا وهو عراق جميع العراقيين.. ولم يكن ولن يكون اسرائيل..جوني اسحاق
https://telegram.me/buratha