( بقلم : محمد الوادي )
تعرضت امس قناة الفيحاء العراقية بيت كل العراقيين الشرفاء والنجباء الى مجزرة حقيقية بكل معنى لكل حرف من هذه الكلمة , حيث تم تنفيذ قرار ايقاف البث الصادر بحقها من قبل السلطات الاماراتية بدون وجه حق او مبرر مهني او اخلاقي , واننا وكخطوة ( حضارية أولى ) نناشد حكومة دولة الامارات العربية بالعدول عن هذا القرار الغريب وافساح المجال الكافي والقانوني والمعنوي لقناة المظلومين والفقراء الفيحاء العراقية الاصيلة التي تميزت بواقعيتها وانحيازها لكل العراق دون استثناء وبمحاربتها للتطرف والعنف والارهاب, بذات الوقت الذي نطالب فيه ايضآ السلطات الاماراتية بالنظر الى هذا الامر كما هو معروف عنها دائمآ بالحكمة والتروي والبصيرة الكبيرة , وان لاتنظر الى الامور بعين واحدة وان الاتعطي مسامعها الى " الناعقين " الطائفين الحاقدين على كل ماهو عراقي أصيل مثل بيت العراقيين الفيحاء الاصيلة .
اني اجزم ان 85% من الشعب العراقي والذين هم ابناء العراق الجديد اليوم يشعرون بالحزن العميق والغبن الكبير والصدمة والذهول من اصرار السلطات الاماراتية على تنفيذ هذا القرار الذي يمكن وصفه بالحد الادنى من المفردات بانه " غير عادل " وهو لايتطابق مع نظرة العراقيين الى سياسة وسلوك دولة الامارات العربية والتي نتمنى مخلصين ان تبقى كما هي دائمآ بعيدآ عن التداخل العنصري والطائفي الذي يمارسه البعض من خلال استهداف المعتدلين وصوت الحق والمهنية الاعلامية والرسالة الصادقة المتمثلة بفيحاء العراق ونخلته الجميلة التي زرعت بارض الامارات العربية المتحدة , فكيف يمكن قلعها !!ولمصلحة من دولة الامارات تمس مشاعر غالبية الشعب العراقي .
اما الحكومة العراقية المنتخبة والوطنية فان امتحانها الحقيقي والوطني هو في موقفها الواضح والقوي بدعم الفيحاء , وليس بالاماني والطموحات والتصريحات ,فكم كان كبيرآ لو اتصل امس وفي ساعات البث الاخيرة للفيحاء وعلى الهواء مباشرة السيد الطلباني او السيد المالكي ليعبر وبصوت عالي عن تضامنهم مع ابناء شعبهم ومحنته الحقيقية التي يشعر بها الحليم مع كل نبرة حزن وألم في اصوات المتصلين والمتداخلين , وفي عيون وصوت دمث الاخلاق والانسان والوطني الاعلامي د. محمد الطائي وفي صوت وعيون المبدع العراقي الاصيل صاحب الالتفاتات الرائعة د. هاشم العقابي , وهم يقدمون الساعة الاخيرة من البث وبشكل مباشر , ومن خلفهم وفي الكواليس اصدقاء واخوة غاية في الروعة والابداع وحب العراق والعراقيين مثل ابو فراس الحمداني وعلي الشايع والسيد المظفر وغيرهم الكثير من الذين نذروا انفسهم لايصال صوت العراقيين النجباء .
ان هذا الاتصال لو كان جرى من قبل السيدين الطلباني والمالكي لكان له وقع كبير في نفوس العراقيين , لايقل عن الوقع الكبير الذي أحدثه السيد الطلباني وهو يتبرع بالالاف من الدولارات الى شاعر من المغرب العربي .او الالتفاتة الانسانية الكبيرة للحكومة العراقية وهي تتبرع بثلاتين الف برميل قابلة للزيادة الى ستين الف برميل من نفط العراقيين الى الاردن " الشقيق ". ان من واجب رئيس الدولة ورئيس الحكومة ان يقفوا وبشكل واضح مع الفيحاء في محنتها هذه خاصة وهي تمثل الالام واوجاع العراقيين والجميع صعد وحصل على منصبه تحت شعار كرامة والالام واوجاع العراقيين , وايضآ مطلوب موقف واضح وصريح من البرلمان العراقي وليس مجرد تصريحات اعلامية لاتغني ولاتسمن من بعض اعضائه . يجب ان يكون موقف رسمي واضح وشفاف وصريح فهذا العراق وهولاء في بيت الفيحاء هم ابنائه الطيبين . يجب ان يكون واضحآ ان العراقي لايمكن ان يكون كما كان في عهد الصنم الساقط مستباح الكرامة والاماني والطموحات في البلدان الاخرى وليس هناك من يتابع اموره او يدافع عنه , وكأن الشعب في واد والحكومة في واد اخر يجب ان تعمل الحكومة على جعل حد فاصل واضح وكبير بين العهود السلبية السابقة والعهد الحالي ,و ان أقل واجب قانوني ودستوري واخلاقي يجب ان تقوم به الحكومة والبرلمان العراقي المنتخب هو الدفاع عن حق الفيحاء في استمرار بثها وحرية افرادها في عملهم المهني من الامارات او المعاملة بالمثل , مع الاشارة الى أننا كمتابعين لم نسمع او نلاحظ اي صوت او دور لسفارة العراق في دولة الامارات العربية بخصوص هذا الموضوع وكأن الزمان لم يتغير ومازال واقفآ الى ماقبل التاسع من نيسان 2003 عند البعض , وهذه اشارة خطيرة وكبيرة تستحق التوقف عندها عن دور السفارات العراقية في الخارج هل هي في خدمة المواطن العراقي او امورآ اخرى!! أن الفرصة مازالت قائمة ان تتدخل الحكومة وبشكل رسمي لاعادة الامور الى نصابها الصحيح , واني احسبها فرصة كبيرة للحكومة والبرلمان المنتخب ان يقول كلمته الوطنية الحقيقية في مثل هذا الهم الوطني الحقيقي .
نعم أظلمت شاشة الفيحاء وأختفت صورتها المميزة وصوتها الوطني والانساني منذ حوالي اربعة وعشرين ساعة , ويعز علينا والله ان نذكر ذلك , لكن عزائنا أن الفيحاء لايمكن ان تختفي الى الابد وان صوتها الاصيل لايمكن خنقه لان دنائة وخسة وطائفية اعدائها وخصومها هو وقود استمرارها مثل الصنم صدام وطه الجزراوي وبرزان التكريتي ونجيب النعيمي وخليل الدليمي والعرموطي وعبد الباري عطوان وغيرهم من الاوباش الذين ارتضوا ان يكونوا خصومها بهجومهم العلني والمتكرر على قناة العراقيين النجباء . وفات عليهم جميعآ ان روح الفيحاء ونشاطها المتميز مستمد من ارواح ومعنويات الفائزين من المظلومين والمذبوحين والمحرومين والفقراء والمضطهدين ومن عوائل واهالي الشهداء والامهات العراقيات الثكالى في العراق , ان ارواح الذين دفنوا في المقابر الجماعية لنظام الصنم الساقط والمفقودين أحسبها اليوم تشكوا الى الخالق جل جلاله مصادرة وحرمان صوت منبرهم الانساني الحقيقي من على شاشة الفيحاء التي كانت وستبقى موطن كل فقير شريف طاهر في الارض . سوف تبقى الفيحاء وستعود اقوى واكثر ارتكاز مادام نخيل البصرة مازال مثمرآ ومازالت حناء الفاو تعطي ثمارها وجبال كردستان تلوح سلامآ لها واهوار الجنوب متعطشة لاحتضانها وعنبر الفرات الاوسط تحني سنابلها حبآ بها وبركات مراقدنا المقدسة تحيط بها. ولم ولن نسمح ان تكون الفيحاء احد ضحايا المقابر الجماعية في العراق . وللحديث بقية ولن نسكت .
محمد الوادي
https://telegram.me/buratha
