المقالات

من هو العراقي الرخيص ....؟

1567 22:18:00 2006-10-06

( بقلم : محمد الوادي )

ليس هناك في عراق اليوم أرخص من حياة العراقي وحرمته , هي حياة وحرمة مستباحة امام كل من اراد ان يجرب جانبه السيء ومواهبه الارهابية والدموية فلن يجد ارخص واهون وابسط من قتل العراقي او قص رقبته او التعدي  عليه وعلى عائلته من خلال القتل هذه المرة بالجملة وليس بالمفرد دون استثناء صغار وكبار نساء ورجال فالكل مستباح ومتوفر بشكل حتى يفوق الطلب المحلي والعربي والعالمي !! لقد كانت في ايام الصنم الساقط وامتدت ولم تنقطع هذه الميزة الفريدة لرخص وهوان العراقي وكل ادواته الانسانية في بلده , تعددت الاسباب والموت والسعر الرخيص واحد فمرة باجهزة النظام الساقط ومرة اخرى ببقايا هذه الاجهزة و ايضآ بيد من اخذته النخوة " اليعربية والاسلامية " لحفظ ماء وجه العروبة والاسلام عن طريق ذبح العراقي بالجملة والمفرد بالسكين والسيف او بالبهائم العروبية والاسلامية المفخخة او بقذائف الكاتويشة الوطنية التي تسقط بشكل منتظم يوميآ على بعض مدن بغداد وبالذات على بيوت الابرياء في مدينة الصدر او الشعلة الصدرين او استهداف مراقدهم المقدسة وحسينياتهم , لتصدر بعدها البيانات التي تتبنى هذه البطولات وتتوعد الاحتلال الامريكي بالكثير من هذه البطولات الوطنية التي تستهدف العراقيين الابرياء !!

اجزم ابدآ ليس هناك ارخص من حياة العراقي .. فقنينة الغاز سعرها يصل الى خمسة وعشرون الف دينار  وهي اغلى بكثير من حياة العراقي  ,وهي حياة ارخص من سعر لتر البنزين التي وجدت فيه الحكومة تسلية محببة على قلبها وهي تصعد السعر الرسمي من جهة وتتوعد بذات الوقت بارتفاع اخر في المستقبل القريب من جهة اخرى , وذلك ارضاء لصندوق النقد والبنك الدولي وكانهم يتعاملون مع شعب هون كونك او شعب الامارات العربية المتحدة , وليس مع شعب العراق الذي حرم من ثرواته عقود طويلة وتحيط به الامراض المزمنة والعوز والجوع الكافر اضافة الى البطالة الكبيرة . والعراقي حياته ارخص من سعر برميل النفط التي منحته اياه وزارة النفط الشهرستانية كحصة سنوية وحسب البطاقة التمونية لغرض استعماله للطبخ والتدفئة , وهو أحسبه اجراء حكيم من الوزارة حتى لايؤثر على مستوى الانتاج في سلة أوبك وبالتالي يؤدي الى تداعيات  كبيرة في الاسعار العالمية !! و في وقت نفط هذا العراقي المسكين يصرف الى الاردني مجانآ او باسعار رمزية وبمقدار من ثلاثين الف برميل الى ستين الف يوميآ !! ومع هذا وغيره الكثير السيد الاردني غير قابل على " العبد " العراقي فيزيد ه اهانات  وثلم للكرامة العراقية من حدود الروشيد وحتى وسط الساحة الهاشمية في عمان , كيف لايفعلها وهو متفضل على العراقي بان ياخذ نفطه من بين عيونه مجانآ !! وحياة العراقي ارخص بكثير من سعر لتر الماء الصالح للشرب في العراق ومن يريد ان يتاكد عليه فقط ان يسال ابن البصرة والعمارة عن سعر لتر الماء . وحياة العراقي بطبيعة الحال ارخص بكثير من سعر أمبير الكهرباء الذي يتوسل فيه الى صاحب المحولة الكهربائية لكي يدفع به الى بيته رغم انه مدفوع الثمن مسبقآ . والعراقي حياته وكرامته ارخص بكثير من سعر طبقة البيض او لتر اللبن او الحليب . هي ارخص من كل هذا وغيره وهي حياة لاتعادل سعر الطلقة النارية التي كان يطلقها الحارس الشخصي لعدنان الدليمي الذي تم القبض عليه متلبسآ في بيت الاخير وهو يفخخ السيارات لتوزع الحلوى على اطفال بغداد !! وحياة العراقي رخيصة حد الذل حيث يتم تسوية مثل الموضوع الخطير بين ليلة وضحاه باشارة وبيان من السفير الاميركي زلماي وقائد القوات الامريكية في العراق الجنرال كيسي وليتحول المتهم بعد فقط اربعة وعشرين ساعة من اكتشاف الجريمة العار الى راعي اساسي لمبادرة جديدة مع الحكومة العراقية لحقن دماء العراقيين !!  

وستكون حياة وكرامة العراقي أرخص واكثر ذلة وهوان مع اصدار قانون الاستثمار الجديد في العراق خلال الايام القادمة و حيث سيكون الاجنبي هو المالك والعراقي العبد والاجنبي صاحب الدار والعراقي الوافد الاجنبي

والاجنبي يجلس على مكتبه الفاخر والمواطن العراقي يستاذنه لرفع قدميه لكي ينظف الارض من تحت خذائه .

والعراقي سوف يقبل الايادي للحصول على فرصة عمل ثانوية وهامشية وخدمية مع خليط من الذل والعوز ليس ذلك في ابو ظبي اودبي بل سيكون كل ذلك وسط بغداد ووسط بلده العراق الذي يعرض للبيع والايجار كله من رأسه حتى قدميه من خلال قانون اسمه الاستثمار الاجنبي في العراق . ( وسوف يزعل علي بعض اعضاء البرلمان العراقي وايضآ بعض المستفيدين من مثل هذه القوانين , وسوف يتهموني مثلا بعدم الخبرة والدراية في مثل هذه الامور ) لكني اجيبهم بمختصر مفيد أن بعضكم مستفيد جدآ !! و انكم تعرضون العراق كل العراق باهله وناسه وكراماتهم للبيع , وتتعاملون مع البلد وكانه احد المجتمعات الاسكتندنافيه المتطورة اقتصاديآ او مجتمعات الخليج العربي المكتفية اقتصاديآ . ان العراق المتعب المتهالك سيكون لو نجح  تمريرهذا القانون بتفاصيله الحالية دون اضافة ضوابط قانونية تحكمه , مثل الجثة العارية التي يدخل عليها الاوباش لاغتصابها وتناول لحمها نيآ . ولم تفهموا كلامي هذا لانكم وببساطة اكثر لم تجربوا ان  تدفعوا من جيوبكم سعر الوقود اليومي  لسياراتكم الكثيرة العدد التي تستخدموها بغير وجه حق ولاتدفعون ايضآ من جيوبكم مقدار الطعام الذي في بطونكم ولاحتى سعر أمبير واحد من الكهرباء . لهذه الاسباب لاتشعرون بما يشعر العراقي البسيط الذي بعد اصدار هذ ا القانون وتنفيذه سوف يكون سعره رقم ساقط بمعنى لاسعر لشراء العراقي  . وهنا الامانة تفرض علي ان أحي بعض الذين كانوا يدافعون ويرفعون اصواتهم في قاعة البرلمان وهم يطالبون لضمان حقوق العراقي في بلده قبل المستثمر الاجنبي . اما اني لااتوقع مثلآ من وزير يصرف من خزينة الدولة في رحلة قصيرة له خارج العراق اكثر من اربعمائة الف دولار كمصاريف ايفاد !! مثل هذا لايصلح ان يشعر باهات واوجاع العراقيين بل انه احد ذباحيهم وان اختلفت اساليبه عن الزرقاوي وخليفته المهاجر . فمن هو الرخيص؟ ولاتصدقوا ان العراقي الحقيقي والمخلص رخيص . بل هو اقوى و اغلى وانجب واشرف وانقى واكبر من كل عناصر السؤ التي تحيط به و نوائب الايام و الدهور المظلمة التي لاتريد ان تفارقه .

 محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك