المقالات

الشعب العراقي بين مطرقة البعثــيين وسندان المتاجرين والعـبثـــيين

626 11:56:00 2010-02-22

بقلـم : مصطفى مهدي الطـاهـر

الخلاص من الطاغية المقبور وعصابته كان حلما يراود الشعب العراقي ‘ المُهّجّرين منه قسرا خارج الوطن العزيز او داخله ممن بقوا قسرا ايضا تحت وطأة الطاغية وعصابته المجرمة ‘ ومن اجل تحقيق هذا الحلم ضحوا بالنفس والنفيس ‘ وتحدوا أعتى دكتاتورية اجرامية في التاريخ ‘ لذا تجد خصوصا في محافظات بغداد وجنوبها ومحافظات كُردستان ‘ اغلب العوائل قد أُعدِم او سُجِن أحد اعضاءها على الاقل‘ كما فقدت كثير من العوائل في المحافظات الغربية ابناءها على يد الطاغية المقبور.

حلم الخلاص من المنظمة السرية العفلقية وعلى راسها الطاغية المقبور‘لا يعني الخلاص من الظالمين واجرامهم فقط بل كان يعني الخلاص من كل التصرفات الصدامية ‘ واحقاق الحق وانصاف المظلومين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ‘ ويعني تحقيق الكرامة والعزة للوطن ومواطنيه.

عزة المواطن وكرامته بل وحياته تكمن في ان يرى انزال القصاص بجلاديه بقطع النظر عن انتماءاتهم بجميع اشكالها فالعدل اولى ان يُتَبَع‘ والقصاص المادي والمعنوي يجب ان ينزل بالقاصي والداني إنْ استحقه على حد سواء.

جاء يوم الخلاص وانهزم الطاغية وازلامه وولوا الدبر‘ واختبيء كالجرذ المذعور في حفرته الى ان اخرجوه منها ذليلا صاغرا‘ وتحقق شيء من الحلم ‘ وللاسف بَقِيّتْ اشياء حتى هذه اللحظة‘ فلم يتم انصاف المظلومين !ولم ينزل القصاص بكل الذين اجرموا بحق الشعب وخربوا الوطن وارجعوه قرونا الى الوراء‘ولم تقف الامور عند هذا الحد‘ بل تم ترك اغلب العفالقة ( العفالقة اعني بهم الذين انتموا لحزب عفلق طوعا وقناعة به) ‘ يصولون ويجولون في داخل العراق وخارجه وعادوا الى دوائر ومؤسسات الدولة ‘ واصبح المظلوم يتوسل بهم لانجاز معاملته‘ويستجدي عطفهم لصرف راتب بخس له!!

المظلوم لم يتذوق طعم الكرامة والعزة بعد! طالما هو يرى ان العدل المادي والمعنوي لم يتحقق! وهل يتحقق ذلك من خلال محاكمة بضع عشرات من القتلة يُنفَق عليهم من مال الشعب مايسد جوع وعوز آلاف الايتام والمحتاجين والمعاقين ! وحلا ورغد ومشعان وعمة المطلق وغيرهم يتنعمون بملايين الدولارات من اموال الشعب التي سرقوها ‘وكذلك ماسرقته البنوك العربية والعالمية التي حول لها الطاغية المقبور وعصابته ملايين الدولارات ايضا.

اذن الحلم لم يكتمل بعد ‘ ويحتاج مَن يسعى بكل امانة ونزاهة واخلاص لتحقيقه لكي تقر عيون الثكالى والارامل والايتام وغيرهم من المظلومين‘ فكيف يتحقق ذلك والشعب صار بين مطرقة البعثيين الذين عادوا للسلطة من باب الديمقراطية العوراء التي لاترى المظلومين‘ حتى صاروا يتبجحون بكل وقاحة وخسة بانهم قادمون الى البرلمان القادم وهم في الحقيقة فيه الان‘ وبين سندان اناس تاجروا ويتاجرون بآلام الشعب ومصائبه التي خلقها وخلفها لهم العفالقة ‘ فهم يتحدثون باسم المظلومين ولكن يخذلونهم في تصرفاتهم ‘ فهل تم توظيف او تعيين اغلب المظلومين؟ هل خلصوهم من العيش المزري والاوضاع البائسة التي يعانيها معظمهم؟

ان ماجناه ظافر العاني والمطلق وعبد الناصر الجنابي والدايني والدليمي الهزاز من الاموال فقط عدا الامتيازات الاخرى من خلال عضويتهم في البرلمان حتى هذه اللحظة ‘يكفي لانتشال آلاف العوائل الفقيرة من الحرمان والفاقة وتبليط شوارع الموت التي تزهق يوميا ارواح مئات الضحايا البسطاء.

الذين يسرقون مال الشعب وتحت عناوين مختلفة‘ وياخذون الرشى من المواطنين البسطاء‘ ولا ينجزون معاملات المواطنين ويتسببون بارهاقهم ماديا ويهدرون اوقاتهم بالوقوف طوابيرا امام الدوائر لساعات طويلة بلا سقف يقيهم حر الصيف و برد الشتاء ‘ او يقولون لهم تعالوا غدا او بعد غد او بعد شهر لانجاز معاملة لاتحتاج الا دقائق ‘كل هؤلاء صداميون بافعالهم وان لم ينتموا.

الشعب حقا اصبح بين مطرقة البعثــيين وسندان المتاجرين والعــبثــيين‘ لكن يجب أن لا يدفعه سلوك المتاجرين والعبثــيين للسقوط مجددا في احضان البعثــيين‘ لان البعثــيين شــر مطلق وداء ميؤوس من شفاءه...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك