( بقلم : المهندسة بغداد )
عندما احتاج أن أرى دجلة فإنني أترقب التلفاز لكي يصور احد الجسور ولأرى دجلة الذي طالما اشتاق إليه وأنا في جواره نعم فهذا هو حالي كما هي حالة الإلف من النساء الذين أثرن الجلوس في المنازل وترك الوظائف لفترة لا يعلمها إلا الله بعد أن أصبح الشارع جبهة بحد ذاته وأصبحت الملامة تطاردنا من عوائلنا ومحبينا في أن لا نرمي أنفسنا في التهلكة ولطالما سالت نفسي لماذا يطلب مني حماية ذاتي لأعيش أكثر!! لأرى المصائب والهموم وليمتلئ قلبي أهات إضافية ؟ البعض اخبرني بان حفاظنا على ذاتنا يأتي من الشعور بالمسؤولية لحماية مذهبنا وقد ملت للإيمان بهذا السبب رغم شعوري بان نيل الشهادة هي الهدف الأسمى والخلاص من هذه الدنيا بهمومها الى حيث أبا الحسن ع لنستقي ماء الكوثر بإذن الله بعد أن قتلنا الظمأ لكن لمذهبنا علينا حق وهذا توفيق من الله يجعل البعض يحافظ على نفسه من منطلق المحافظة على استمرار المذهب ويوفق البعض للشهادة ولله حكمة في ذلك
وبينما أنا أشاهد التلفاز في ليالي رمضانية تعيشها منطقتي على أصوات القذائف المنهمرة علينا لتسقط بالقرب أو بالشارع الثاني أو على بعد 100 متر ونحن بالانتظار !!! متى نتشرف بزيارة احد الهاونات على دارنا ؟ ولتتحقق رغبة الوالد بان يكون موتنا في البيت لا في الشارع ؟؟!!! ويالها من أمنية يا لقلوبنا الحزينة التي تجرني الالامها الى البوح بما فيها رغم كوني عاقدة العزم على كتابة شيء أخر ولنرجع الى التلفاز وما فيه وفي قناة العراقية تحديدا وفي برنامج اربح مع العراقية حيث يتجول مقدم البرنامج في مصر ليلتقي إخواننا المصريين في الشوارع وليسألهم أسئلة وللفائز جائزة كعادة أكثر البرامج وبينما أنا أشاهد هذا البرنامج خنقتني العبرة وأحسست باليتم هل وصل بنا الحال الى أن نسال أبناء بلد أخر عن نخيلنا؟ وعن محافظاتنا ؟ وثرواتنا ؟ هل وصل بنا الحال لاستئجار أوطان أخرى وشعب أخر لنتكلم عن بلدنا وهل انقرض شعبنا أم ماذا وها هو مقدم البرنامج يسال الأخ المصري عن أكثر المحافظات نخيلا في العراق؟ ولتتحول عبرتي الى دموع غزيرة ولم أتحمل أن اتمم مشاهدة البرنامج فالتقطت الكنترول قبل أن ينفتح في قلبي جرح يحرمني نوم الليل إلا أنني اتفاجا بان هذا الأمر منتشر في جميع القنوات وبطريقة مخيفة فالعديد من القنوات تعرض مسلسلات عراقية ما إن تمعن النظر فيها حتى تجدها قد تم تصويرها في سوريا أو الأردن ولا اعلم هل ان الوضع الامني هو السبب ام ماذا؟ وأريد أن اعرج الى إن بعض القنوات كالشرقية لا تضع الله نصب أعينها في طرح الحقائق ضمن المسلسلات فلقد شاهدت حلقتين من مسلسل 18 الذي يعرض على قناة الشرقية محاولا عكس الواقع العراقي وهذا شيء جيد لكن من الظلم طرح الحقيقة منقوصة وطرح الواقع بمنظار واحد ولحساب جهة معينة ولقد رأيت لقطة شنيعة يظهر فيها العراقي وهو حرس وطني يقطع الشارع مساءا ليأتي شخص برفقة 4 نساء وربما أكثر وزوجته حامل ولا يسمح له الحرس الوطني بالمرور وملامح هذا الحرس عراقي فلا مجال للشك بان الشخص أميركي مثلا < ولربما قصد المخرج امريكي وجلب شخص عراقي> ولتنجب الزوجة في الشارع وأمام أنظار الحرس وتساعدها النسوة في ذلك وليخرج الطفل في أحشاء أمه والأب صامت طيلة الفترة وما أن يرى ابنه حتى يشتم الحرس الوطني وما كان من الحرس إلا أن يقتل الأب وإلام وكل النسوة ويبقى الطفل تعمدت حقيقة نقل هذا الموقف المبالغ به والمخزي والبعيد عن الحقيقة في شوارعنا رغم وجود سلبيات ضمن إطار الحرس الوطني لكن الأمر مستحيل يصل الى ما توصله هذه القناة وان كان الكتاب والممثلين يبحثون عن هكذا مشاهد فليكتبوا ما حدث في الانتفاضة فقد حصلت مثل هذه المواقف وأشنع بمباركة البعث المقيت ولست بصدد انكار ما يحدث على ارض الواقع من جرائم بشعة لم يرى مثلها التاريخ لكني أحب أن أرى حقيقة بكل أبعادها بدل أن يتطرقوا الى ما يحدث فقط فليعرضوا الأسباب من أوصلنا الى هذه النقطة أليست هو اللون الخاكي اللعين لماذا لا تضع القنوات الله نصب أعينها ولو في رمضان كحد أدنى أم أن جيوبها قد ملئت بما تعمى به الأبصار
كان هذا ما رصدته عيوني في ليلة رمضانية مع جهاز التلفاز الذي هو وكما أقول دائما احد أسباب رفع ضغط الدم خاصة لأبناء الوطن وأوجه العتب على قناة العراقية وأقول لها لم ينقرض الشعب بعد أيتها العزيزة أنتي أكثر القنوات مصداقية واخجل حتى من أن اعاتبكي لكننا قطعنا وعودا على أنفسنا بان نؤشر على ما نعتقده خطا ولربما كنا صائبين أم لا ؟ المهم النية السليمة للوصول لكل ما هو أفضل وأقول لكي يا عراقية يا أبية الجنوب هادئ وجميل لماذا لا تذهبي للبصرة وتسالي أهلها عن النخيل فأهل مكة ادري بشعابها لماذا لا تزوري الحلة والديوانية وكربلاء آه يا كربلاء حروف اسمك تملئني شوقا إليك لماذا لا تتنقلون بهذه المحافظات فتنقلون صورة الأمان فيها وأهلها البسطاء وتطفئون نار الشوق لمن يعيش في بغداد وهو يرى نجفه وكربلائه وحلته وسماوته بخير وأهلها بخير لكي يرتفع منسوب الأمل لديه ولكي تتعز فكرة الفيدرالية من خلال هكذا برامج هذا واجبكم ودوركم حيث إنني لاحظت كثير من البرامج وأتصور برنامج تابع لقناتكم يتجول في الشمال وينقل الصورة الجملية لشمالنا الحبيب فبلدنا لم يرفع نعشه بعد لا سامح الله لتنتقلوا الى شعب أخر ونسال الله في هذا الشهر الفضيل بان يمن كل شريف وأمين على البلد بالصحة والعافية والأمان ويحفظ من يدافع عن حقوقنا من شر قطاع الطرق وكل من لا يريد خيرا لهذا البلد يحفظكم الله وينصركم ولن ننقطع من الدعاء لكل شريف يخاف الله في أعماله
أختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha
