المقالات

تحت حمم البركان

4657 03:00:00 2006-03-09

نعم كنا ومازلنا في قمقمٍ تحت فوهة البركان ومازال شعبنا العراقي يتنهّد بآهاته وسكناته من ذلك البركان ومازلنا تحت البركان ،،، فالسياسة لها أيضاً بركان والشعب العراقي يعيش تحت البركان حتى عندما أختفى جزارنا من صومعته دخلنا في بركان وبركان ... شوقي العيسى

تخيّل وأنت تحت بركان هائج وترى تقاذف حمم هذا البركان الملتهبة تذيب الأجساد المرنة وتصعق الأجسام الصلبة مالذي يحدث لاشيء سوى أن تغلق عينيك وتستجيب للقدر مع أرتباط النفس بترنمات وأدعية خفية لا يكاد يسمع لها همس ولا نمس وثمة صوت خفي يرابطك بهذا الهيجان الصاعق هو الله ... هو الرب فلا أحد غيره يسمعك وينجدك سواه فقد تكون نجاتك كلمح البصر.. هل من تشابه من حيث مايجري على أرض العراق أرض بلاد مابين النهرين فهل هناك بركان بماهو بركان أم أن هناك فقط تعابير مجازية يستعيرها الكاتب لكي يتسلسل في مقاله لنرى ماهو.....

كثيراً مايؤلمنا جرح العراق وكثيراً مايؤرقنا أهوال العراق فهل مايحدث في أرضي وأرض أجدادي وآبائي هو بركان يرمي بحممه على أهلي . آه آه ما أشد المصاب وطول العتاب وفقدان الأحباب بجز رؤوسهم كخرافٍ في محراب وا أسفاه على دمٍ باردٍ يراق في البلدان ويسيل كالنهران بمرأى ومسمع من العربان فهل كنا تحت البركان

.

قد تولانا جزارٍ مامثله جزارٍ في كل الأوطان وأشبعنا قتلاً وسجناً وأحياءاً بالتربان وكلما أستفاق جزارنا من نومته أمر بقطع رؤوسنا ورميّها كرميّ القمامة في سلال المهملات وكلما أفاق ثانياً أمر أذنابه وجلاديه بتهجير قرىً بأكملها بتهمة التواطيء والخذلان فياترى هل كنا تحت البركان ؟؟؟؟؟؟

نعم كنا ومازلنا في قمقمٍ تحت فوهة البركان ومازال شعبنا العراقي يتنهّد بآهاته وسكناته من ذلك البركان ومازلنا تحت البركان ،،، فالسياسة لها أيضاً بركان والشعب العراقي يعيش تحت البركان حتى عندما أختفى جزارنا من صومعته دخلنا في بركان وبركان

...

فمن يفكر بشعب العراق أيها الساسة الكرام فقد أسديتم اليه جملة من براكين الزمان فهل له الحق أن يسأل عن الخبز مادخله في هذا الأمر من السياسة التي ترتجزونها يومياً على أعتاب القنوات الفضائية وهل له أن يسأل عن هذا الخذلان فما له بما تطبخون في مطابخكم السياسية وهو الذي أنتخبكم ووجلكم وقدركم وأوصلكم ومازال في فوهة البركان ماله وما لأزماتكم السياسية التي لا تنفذ ومالها من سداد ، هل الخدمات التي يطلبها العراقي أصبحت من بواطن السياسة ومدلولاتها وهل إيجاد فرصة عمل من السياسة وهل الفوضى التي تعم الشارع من السياسة وهل إنقطاع الكهرباء من السياسة وهل زيادة أسعار المحروقات من السياسة وهل تلوث المياه من السياسة ونحن يقع على نهرين يحسدنا الجوار عليهما وهل الفساد الإداري من السياسة وهل تشريد وتهجير العوائل من بيوتها من السياسة وهل أزمة السكن من السياسة وهل جز رؤوسنا في الطرقات من السياسة وهل تفجير جوامعنا ومساجدنا وكنائسنا ومعابدنا وحسينياتنا من عمل السياسة وهل الفرقة والنعرة الطائفية من السياسة فماهذا البركان وهل كتب علينا نحن الشعب العراقي أن نعيش أبداً تحت فوهة البركان

......

وفوق كل هذا وذاك مادخل المواطن العراقي بكل هذه الأزمات السياسية وغيرها وحتى وإن دخلت كل هذه الأزمات بالسياسة فلايجب أن يعم تأثيرها على المواطن العراقي لأنه وبكل بساطة أتاح فرصة اللعبة السياسية الى لاعبيها وطابخيها وعليه أن يستلم نتاج مايطبخ ونتاج ما يتوصلون اليه ولايعلق كل شيء بالأمن والأمان فالسياسي الغير قادر على توفير مستلزمات شعبه عليه أن يرحل ويترك المجال للقادرين على تحمل كل هذه الأعباء والتعامل مع المواطن العراقي كأنسان يعيش على أرض هذا الوطن وليس مايتقاذفه سياسيوا العراق من حمم بركانية يتلقفها الأنسان العراقي الذي يكون في نقطة بعيدة من الحدث السياسي ويتحمل كل أعباء وأخطاء السياسة لتثقل كاهله المنهك في ظل الظروف الراهنة

.

فعلى السياسيين العراقيين الرأفه بالمجتمع العراقي والتسريع لخطوات أفضل لحل جميع الحمم البركانية التي تصب على رؤوس العراقيين وتداعياتها الخطيرة في المستقبل والنظر للمجتمع العراقي على أنه يتطلّع الى معيشة حياة أفضل في ظل عراق حر ديمقراطي موحد وفدرالي يضمن للجميع حقوقهم وواجباتهم وكفى ضياعاً ومزيد من البؤس والشقاء يتحمله المواطن العراقي وعلى السياسي الناجح أن يضع حجاباً بين البراكين السياسية والمثقلة ليحجب وزرها عن المواطن العراقي

.......

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك