المقالات

ظاهرة غائبة منذ اربعين عاما


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

من اهم ميزات النظام السابق على صعيد السياسة الخارجية انه افقد العراق لعلاقاته مع محيطه العربي والاسلامي والدولي عبر سياسة اصطلح عليها المراقبون الدوليون بسياسة تجريف المحيط وهو المصطلح الرديف لمصطلح سياسة تسوير المحيط الذي تعمل كل الانظمة بموجبه بما فيها الشمولية.

النظام السابق انفرد عن غيره بهذه الممارسة السياسية فكان من نتائجها انه قد ادخل العراق في ازمة علاقاتية مع جيرانه العرب والمسلمين والمجموعة الدولية كالعربية السعودية والكويت وايران والاردن وسوريا وتركيا بعضها اصطدم معها بحروب كارثية واحتلال وخيم وبعضها عاش معها ازمات سياسية لا تقل خطرا عن سياسات الحروب التي ادخلت العراق اتفاقات مظلمة طيلة عقدين من الزمن.

هذه الصورة او المشاهد السياسية لعلاقات العراق مع محيطه قد تكون اقل ازمة وارباكاً من علاقاته مع المنظومة الاقليمية والدولية اذ ان العراق خلال عقدين من الزمن كان يمثل الدولة المعزولة عن العالم الغربي والاسيوي والاممي ولم يشهد العراق خلال تلك المرحلة أي نشاط اقليمي او دولي على ساحته وكلنا نتذكر كيف طُرد العراق من المنظمة الدولية للامم المتحدة وكيف انتزعت منه فرصة ضيافته للمؤتمر السابع لدول عدم الانحياز وكيف توقفت بسببه مؤتمرات القمم العربية او عدم دعوته اليها.

الذي يلاحظ حركة الدولة العراقية الجديدة فانه سيرصد بسهولة حجم الجهد الذي تبذله في مجال اعادة العراق لمحيطه بكافة اتجاهاته الدولية والاقليمية ولعل اهم مؤشرات هذه العودة هو ان العالم اسقط عن العراق خلال العام الحالي ما يقرب من المئتين مليار دولار كديون كانت مستحقة على النظام السابق فضلاً عن رصده لمليارات الدولارات لاجل دعم المشروع الوطني العراقي الجديد والوصول به سريعاً الى آفاق جديدة متطورة. وهذا ما اعلنت عنه الدول الدائنة في نادي باريس وكذلك الدول المانحة في مؤتمر مدريد.

ونحن نستحضر هذه الاشكاليات فاننا لابد ان نشير الى ان حركتنا السياسية والدبلوماسية خلال الفترة الماضية والتي امتدت من الامارات العربية المتحدة وطهران الى واشنطن وجاكارتا والقاهرة وعمان وعواصم عربية واوربية مهمة وفاعلة الغرض منها إحياء المنهج العلاقاتي الآخر المسمى (تسوير المحيط) او عودة العراق الى منظومته او عودة منظومته ان كانت اقليمية او دولية اليه لا فرق وهذا ما يؤشر اهمية العراق السياسية والاقتصادية كونه دولة لها الدور الاكبر في صنع الامن والاستقرار وحركة السوق في كل العالم.

وهنا لابد من الاشارة الى جولة السيد رئيس الجمهورية الاخيرة والتي تكللت بزيارته الى الولايات المتحدة الامريكية ولقائه الرئيس الامريكي جورج بوش والقائه كلمة العراق من على المنصة الدولية للامم المتحدة وبحضور ما يقرب اكثر من مئة وخمسين ملكاً ورئيس دولة ورئيس حكومة وقد لاحظ العالم باجمعه الاهتمام البالغ الذي اظهرته الوفود المشاركة بالكلمة التي القاها رئيس الدولة العراقية وهذه ظاهرة لم تشهدها الامم المتحدة منذ ثلاثة عقود تقريبا فضلا عن ان الشعب العراقي لم ير أي رئيس جمهورية له وقد اعتلى اعواد المنصة الدولية ليقول كلمته بجرأة وصراحة وموضوعية، واللافت للنظر ان هذا تزامن مع حركة السيد نائب رئيس الجمهورية السيد عادل عبد المهدي ووزير خارجية العراق السيد هوشيار زيباري ومشاركة وزير داخلية العراق بمؤتمر جدة لوزراء داخلية دول الجوار العراقي . كل ذلك بالتأكيد اشر بصراحة على اهمية العراق واهمية عودته الى محيطه ان كان اقليميا او دوليا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك