( بقلم : د. حسين ابو سعود )
ايها التركمان لا تضيعوا انفسكم مع العربان ، هذه العبارة الصحيحة الفصيحة الصريحة قالها بالنص الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب في جلسة البرلمان بتاريخ 25 /9/2006 مخاطبا الاعضاء التركمان في المجلس اثناء مناقشة لجنة تعديل الدستور ، قالها عندما طالب الاستاذ سعد الدين اركينج رئيس الجبهة التركمانية باضافة عضو تركماني الى لجنة تعديل الدستور ، وقد رفض رئيس المجلس الطلب فورا من دون اخذ راي اعضاء المجلس، وقد منع الاستاذ عباس البياتي الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق من الكلام قائلا بان من حق رئيس الجلسة ان يقطع الكلام غير المثمر ، والحق ان من حقه ان يمارس حقه في قطع الكلام غير المثمر ولكن كيف عرف بان كلام الاستاذ البياتي غير مثمر وهو لم يسمح له بالكلام اصلا وانما قال له : ايها التركمان توحدوا اذا تريدون ان تكون لكم ميزة وحتى نستطيع ان نتعامل معكم وانتو متفرقين بين الكتل السياسية ، منين تريدون تغرفون ) وقد اعقب كلامه بابتسامة عريضة ، ولا احد ينكر طبع المشهداني المتسم بحب المزاح والدعابة الا ان كلامه هذا يحمل بين طياته الكثير من الموضوعية والدقة ، نعم لقد قالها بالبنط العريض : ايها التركمان اتحدوا ولا تضيعوا انفسكم مع العربان ، لان التوحد سيجعل للصوت التركماني وزنا وقدرا واهمية .ويبدو لي ان الطريقة القاسية التي استخدمها المشهداني يقصد منها اعلام التركمان الى حقيقة شأنهم واهمية توحدهم ولايقاظهم من سباتهم ،خاصة وان الطيور قد طارت بارزاقها وتم تقاسم الكعكة العراقية تماما ولم يبق منها الا الفتات، والا هل يعقل ان لا يحصل التركمان وهم القومية الثالثة في البلاد الا على وزارة واحدة مع ان استحقاقهم هو منصب سيادي واحد مع وزارتين اثنتين ، نعم انه اصاب كبد الحقيقة واسدى نصيحة تاريخية للتركمان بضرورة التوحد وعدم اضاعة الفرصة ، خاصة وانه قد أقر بكون التركمان مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي .
هذا وقد رأى القادة التركمان والشعب التركماني مدى الحيف الذي لحق بهم ومدى التهميش المتعمد الذي تعرضوا له منذ سقوط النظام الى الان ، وانا لا اريد ان اخطئ القيادات التركمانية في تحالفاتها مع الاحزاب الاخرى لان هذا امر له محاسنه ايضا ، حيث ان التوزع على الكتل السياسية والتحالفات القوية القائمة توصلهم الى البرلمان لا محالة فهم مع انقسامهم وتوزعهم وصلوا الى البرلمان بعدد لا باس به من الاعضاء ، ويمكن لهم البقاء على هذا النمط شريطة ان يشكلوا فيما بينهم مجلسا اعلى للحركات السياسية التركمانية مهمتها تنظيم البيت التركماني بعيدا عن الخلافات الطائفية العقيمة وبعيدا عن المصالح الفردية الانية ، وسوف يظهرهم هذا المجلس ككتلة واحدة وان توزعت تحالفاتهم ، وان ولائهم الاول والاخير يكون للقضية التركمانية العليا ، ولا سيما ان المرحلة حرجة للغاية تتطلب سرعة التحرك وسرعة اتخاذ الموقف الموحد لمواجهة التسلط الجديد للجماعات القوية الموجودة على الساحة السياسية ، ويظل مسالة اندماج التركمان في حزب سياسي واحد مؤثر وقوي حلما صعب التحقيق او قد يكون مستحيلا ، ولكن تنسيق المواقف من خلال مجلس اعلى للحركات السياسية التركمانية يبدو ممكنا وعمليا ، وليقبلوا ما قاله الدكتور المشهداني بروح رياضية عالية ويفكروا بمصلحة الجماعة ويفضلوها على المصالح الفردية ، فالوقت عصيب والتحديات كبيرة ولنردد جميعا : ايها الزعماء والسياسيون التركمان اتحدوا قبل فوات الاوان و لا تضيعوا انفسكم فمستقبل الاجيال امانة في اعناقكم.
https://telegram.me/buratha
