المقالات

هرب محاموهم فتركوهم لمصيرهم الأسود ولمحكمة ضحاياهم العادلة

1543 01:23:00 2006-09-27

بقلم: المحامي طالب الوحيلي

لدى سؤال لبديع عارف احد محامي دفاع الطاغية في قضية الأنفال ،استخف به رئيس المحكمة السابق حين قال له هل كنت نائما إثناء تدوين أقوال الشاهد ،وقد اعتذر هذا المحامي له كونه قد تعب من طول الجلسة،وحقيقة الأمر ان هذا الزميل كان غافيا طوال حكم الطاغية ،ولم يستيقظ إلا وهو يرى صداما وقد اخرج من جحره ليقف أمام القضاء العراقي ،وهو ما لم يستطع استيعابه فراح يدافع عن طارق عزيز وكأنه بطل قومي وهو لا يدري ما كان يعنيه هذا البائس من اهانة بالغة للشعب العراقي وحياته ،ثم حضر مرافعات قضية الأنفال منكرا تماما حجم الكارثة الإنسانية التي أحدثها صدام ونظامه وزمره التي لا محل لها في حضيرة البشر ولا حضارات الأمم ،وحين اتضحت لهذا المحامي وجماعته أبعاد الجريمة التي أحيل إليها موكليهم ،وهي لا تشرف احد في التوكل فيها ،كان يحاول التلاعب بالمشتكين الذين قضى الله سبحانه ان يمنحهم الفرصة المستحيلة بالوقوف وجها لوجه مع جلادهم وقاتل النفس البريئة ومخرب جمال كردستان وهاتك ستر العذارى بعد ان سلط كلابه البشرية لنيل منهن اغتصابا وتعذيبا وقتلا ولكل واحدة منهن قصص تدمي القلوب وتسيل الدموع ،الا دموع محامي دفاع صدام وشركائه فقد كانوا اشد قسوة من أولئك الجلادين لأنهم إما كانوا نياما او كانوا مغفلين كغيرهم من أتباع وأيتام الطاغية المهزوم.فلا شك الوقائع التي رواها المشتكون يشهد لها ويؤيدها كل من ابتلي بالخدمة العسكرية في منطقة كردستان ،ولعل أسماء القرى مألوفة لدى الكثير من منصفين او جاحدين ،فما يريد بديع عارف من إحراجه للمشتكين الذين أنطقتهم الحقيقة ولم تعيق وصولها رداءة الترجمة وعدم حرفيتها ،وبالرغم من المآخذ التي أشرت على القاضي العامري ،الا انه تمكن من الحد من طغيان محامي الدفاع إلا ان ذلك لم يمنع المحامي عارف من مطالبة المحكمة باغرب طلب في القضاء وهو اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الادعاء العام في المحكمة واتهامه بتقديم شهود زور في الوقت الذي لم يحين له ذلك كون الامر مازال في مرحلة سماع اقوال المشتكين والمدعين بالحق الشخصي وهم ليسوا شهودا على كل حال ،فيما يعتبر الادعاء العام الممثل الشرعي للحق العام أي انه يمثل الهيئة الاجتماعية والمدافع عن حقوقها وليس طرفا محايدا كما يعتقد الزميل المخضرم الذي قاد جماعته للمغادرة من قاعة المحكمة تاركين موكليهم دون محام لهم سوى رحمة القضاء الذي ينبغي عليه ان ينتدب محامين للمتهمين وتلك هي قواعد القانون العراقي بل والتقليد القضائية في العالم اجمع ،اما الخاسر الأكبر في هذا التصرف الغير مسبوق او مسئول فهو صدام وبقية المتهمين اذ لا يمكن للمحكمة تعطيل جلساتها امتثالا لرغبات محامين كانوا اصغر حجما من المسؤولية او مستوى القضية والأدلة الدامغة التي تدين موكليهم ،مما الجأهم ذلك لمثل هذا التصرف البائس الذي رفضه حتى المتهمون كما يبدو من وقائع جلسة يوم الاثنين المصادف 25/9/ 2006هذه الجلسة التي تجلت فيها وقائع لا نظير لها في تأريخ القضاء العراقي ،حيث راى العالم النهاية الحقيقية للطاغية ووقوفه الذليل أمام القاضي العراقي محمد العريبي مجيد الخليفة الذي سبق وان طرده شر طردة من قاعة المحكمة لتطاوله على النظام ومحاولته أحداث الفوضى من اجل صرف أنظار العالم عن حقيقته البشعة ،فيما حاول تكرار هذا الموقف في الجلسة المذكورة ،فأراد رئيس المحكمة توضيح ما التبس على الطاغية ،وهو كونه متهم وان المحكمة عراقية تنظر في قضية دولية وهي الفصل بجريمة ضد الإنسانية ،لكن المتهم المذكور بدل الانصياع احتج على وقوفه في قفص الاتهام ،ولا ندري أي قفص آخر يريد ؟!!فما كان من رئيس المحكمة سوى إصدار قراره بإخراج المتهم الذي بدت عليه علائم الارتباك لاسيما استفساره من المحكمة عن الطلب الذي يرمي الى تقديمه ،فلم يعبأ به وأصر على قراره المذكور، وللمحكمة ان تخرج من تشاء وتجلب من تريد ،وذلك حق قانوني لرئيس المحكمة لان الجلسات وضبطها منوطة برئيسها ولا ولاية لأحد عليه سوى القانون .ومن الوقائع الأخرى ما وجهته المحكمة للقضية على ان يكون محل الفصل فيها هو جرائم الابادة الجماعية ضد الإنسانية بعد ان ركزت على قومية المجني عليهم وبذلك فهي محصورة بعرق معين مما يضعها في مصاف الجرائم الموجهة للتصفية العرقية ضد جنس معين ،بعد ان توفر فيها عنصر اخر وهو جرائم الاغتصاب التي ارتكبت ضد بعض النساء ومحاولة استعبادهن ناهيك عن جرائم قتل الأطفال والأجنة ،و الأقسى موت امرأة حامل وبقاء جنينها في بطنها وهو يتحرك لتخمد حركته فيما بعد ،او رؤية المشتكين الشهود جثث الموتى او القتلى وقد نهشتها الكلاب في نقرة السلمان ،فاين يقف بديع عارف وخليل الدليمي والمحامي الثالث الذي يفتخر بكرديته اما طفلة كردية ذبلت بعد ان كانت وردة يانعة ،وهي في نزعها الأخير تهمس لأمها بان لديها أمنيتان الأولى ان تعود الى السليمانية فترى شقيقها ،والثانية ان تنال قدح ماء بارد فتسلم أمرها الى الله وقد حرمت من هذه الأمنية ، انها طفلة في الرابعة من عمرها ايها الزملاء!!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك