هذه المحاولات والنوايا المبيتة الرافضة لقبول قيادة الائتلاف أخذت خطوات متعددة ومتواصلة ، وكلما فشلت محاولة اردفوها بمحاولة خائبة أخرى ، وكانت محاولة الالتفاف الأولى هي الادعاء بان نتائج الانتخابات مزورة وأثاروا ضجة كبرى حول ذلك وطلبوا تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، على الرغم من ادراكهم الحجم الحقيقي للائتلاف والتفاف جماهيره وهو تكتل متماسك جواد عزيز النادر
عندما توجه السنة الى الانتخابات وأعلنوا المشاركة فيها تفاءل المراقبون والسياسيون والمجتمع واعتقد الجميع إن تلك المشاركة ستسهم في التقليل من الإرهاب وتحدث تغييرا في الوضع الأمني لصالح المجتمع ، ولكن في الحقيقة ان المشاركة كانت لها دوافع أخرى وكانت بعيدة عن الرغبة او النية في تطوير العملية السياسية والبحث عن وسائل تحقق الأمن والاستقرار، اذ يبدو ان كان باعتماد وسيلة وسبيل اخر لعرقلة العملية السياسية والدينية لعرقلة العملية السياسية والالتفاف على نتائجها ومنع قيام حكومة او إمكانية التوصل الى اتفاق ، وبذلك وظفت المشاركة في الانتخابات كسلاح مكمل للإرهاب الذي فشل في تحقيق هذه الأهداف لوحده .
فضلا عن ذلك ان هذه الرغبة السنية وهذه المخططات والمصالح السنية الضيقة مع الأسف اتفقت وبأهداف مشتركة مع العلمانيين بقيادة الدكتور اياد علاوي الذين راؤ في الائتلاف عقبة أمام إمكانية حصولهم على المقاعد من جهة والرغبة الأمريكية في منع الائتلاف من قيادة العملية السياسية ، ودخل الأكراد ايضا في اللعبة نتيجة البحث عن المصالح الضيقة وبحثهم عن مزيد من المكاسب بالإضافة إلى رضوخهم للرغبات الأمريكية ، وبذلك تكونت جبهة عريضة واسعة اجتمعت على أهداف ونوايا خبيثة تتعارض مع الديمقراطية وتدفع البلاد الى متاهات وصراعات وأوضاع أمنية قاتلة ، وهذه المخططات والنوايا كانت مدفوعة من قوات الاحتلال ومن قبل الولايات المتحدة بالتحديد .
ومن هنا وفي الوقت الذي أعرب الجميع من قادة الكتل السياسية في العراق والمراقبين والصحفيين وقادة الدول عن سعادتهم بالإقبال الواسع للعراقيين على صناديق الاقتراع وتحديهم للإرهاب وعلى سير عملية الانتخابات ، ووصفت بانها منعطف كبير ومهم في تاريخ العراق ، وإنها ستسهم في العملية السياسية نحو عراق ديمقراطي مستقر .ولكن حدث تحول خطير ومؤسف بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات ، إذ هبت الكتل والشخصيات التي رأت إن في اكتساح الائتلاف العراقي الموحد لنتائجها سيجعله يتصدر العملية السياسية ويقودها في المرحلة المقبلة من تاريخ العراق .فضلا عن ان هؤلاء عرفوا جميعا حجمهم الحقيقي الي لا يؤهلهم لقيادة المجتمع ، وبذلك تحالفت هذه القوى والمجاميع الخائبة على مشروع خطير ومؤلم بحق شعبنا ، اذ هبت هذه القوى الى وضع العراقيل امام العملية السياسية وإفشالها وبدأت مرحلة جديدة انكشفت فيها اوراق اللعب ، واتضحت ان هؤلاء الذين يتاجرون بالديمقراطية وبالأهداف الوطنية والحفاظ على العراق ، لا يهمهم سوى مصالحهم الضيقة الأنانية .
هذه المحاولات والنوايا المبيتة الرافضة لقبول قيادة الائتلاف أخذت خطوات متعددة ومتواصلة ، وكلما فشلت محاولة اردفوها بمحاولة خائبة أخرى ، وكانت محاولة الالتفاف الأولى هي الادعاء بان نتائج الانتخابات مزورة وأثاروا ضجة كبرى حول ذلك وطلبوا تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، على الرغم من ادراكهم الحجم الحقيقي للائتلاف والتفاف جماهيره وهو تكتل متماسك . وبعد كل ذلك التطبيل والتهويل خابت ظنونهم وفشلت محاولاتهم ، فانتقلوا الى مرحلة جديدة بطرح مفهوم الاستحقاق الوطني ، وكأن الانتخابات ليست استحقاق وطني شرعي ، وعادوا بالعراق الى نقطة الصفر بالبحث عن المحاصصة وتوزيع المناصب على أسس ليست ديمقراطية او شرعية ، ويطالبون بإقامة حكومة وحدة وطنية بغض النظر عن النتائج الانتخابية ، فكيف يمكن إرضاء هذه الشريحة الواسعة من الكتل والشخصيات السياسية والاتفاق على برنامج مشترك اذا كان كل منهم له شروطه التعجيزية التي لا يمكن أمامها تحقيق أي تطور في العملية السياسية ، لذلك كان الهدف من ذلك الالتفاف على نتائج الانتخابات من جهة وعرقلة الملية السياسية التي ستفضي الى قيادة الائتلاف للحكومة . ان الائتلاف هو المؤهل لطرح فكرة إقامة الحكومة الوطنية بصيغة المشاركة الوطنية والحفاظ على إرادة الشعب لا تفرض عليه الشروط والقوانين .
تطور الأمر باتجاه أكثر تعقيدا وخطورة بطرح فكرة تشكيل مجلس الامن القومي ليكون صاحب القرار الرئيسي ويلتفون على الدستور والصلاحيات الدستورية وهو مخالفة واضحة لأسس العملية الديمقراطية وثوابتها ، والتطور الأخر ويبدو انه ليس الأخير تمثل في رفض ترشيح الائتلاف العراقي الموحد للدكتور إبراهيم الجعفري رئيسا للحكومة المقبلة ، ويعد هذا الأجراء الأخير تدخل سافر في شوؤن الائتلاف وهي محاولة لإفشاله ومحاولة لتمزيق وتفتيت وحدته وتماسكه ، إذ أنهم اخذوا يراهنون على ذلك .
ادت هذه المحاولات الى تعطيل وتأخير قيام حكومة عراقية ، وكانت السبب الرئيسي وراء تصعيد أعمال العنف وإعطاء فرصة للإرهابيين في استهداف الشعب بعمليات واسعة ومجرمة ، ولا تزال هذه ألازمات المفتعلة هي السبب وراء عرقلة الخطط الأمنية وتشجيع الطائفيين التكفيريين على المراهنة على إمكانية إفشال حكم القانون وإفشال عمل الحكومة والمساومة على مكاسب غير قانونية وبعيدة عن الشرعية ، وكل ذلك يؤكد حجم المؤامرة وحجم التحدي الذي يواجه الشيعة ويواجه الائتلاف ، وهذا التحدي دوافعه طائفية ضيقة ، فضلا عن اتفاق وتنسيق واضحين بين المخطط الامريكي من جهة وبين المخطط الإرهابي الطائفي من جهة أخرى في اتفاقهما على عدم قبول قيام حكومة يقودها الشيعة ويقودها الائتلاف ، فضلا عن ذلك فقد كشفت هذه الأزمات المفتعلة عن زيف وكذب هؤلاء المزايدين والذين يرفعون شعارات الديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان والوحدة الوطنية وشعار المقاومة الزائف .
كل ذلك مدعاة لان يدفعنا الى مزيد من التماسك والاحتفاظ بالائتلاف كقوة سياسية رصينة معبرة عن امال الشعب وامال وحقوق الشيعة والالتفاف حول هذه القوة الجماهيرية ودعم برنامجها ، ان أي محاولة لشق وتمزيق وتفتيت قوة وتماسك الائتلاف يعد جريمة كبرى .
جواد النادر
https://telegram.me/buratha