المقالات

بناء المرقدين بين الحرب الاهلية وتشجيع الفيدرالية


( بقلم : مصطفى الكويي )

كم كانت الصورة تبدو اجمل وانصع يشع منها بريق الوحدة ويتجسد في ابعادها التاخي وتعمق روح اللحمة الوطنية,ذلك لو ان اهالي سامراء خصوصا وصلاح الدين عموما كانوا قد خرجوا رافعين العلم الحالي المحبب لهم واغصان الزيتون وبايدي اطفالهم الازهار والورود مرددين الهتافات والشعارات الوحدوية اخوان سنة وشيعة هذا الوطن مانبيعةسامراء ترحب بكماهلا وسهلا بالضيوف في دارهماهلا وسهلا بكم في سامراء يدنا بيدكم نعلي البناءونعمر سويا مرقد الامامين.

وترى وسائل الاعلام تقتطف بعض الكلمات من رجال الدين والسياسة والعشائر وبعض المواطنيين,هذا يقول نحن نرحب باخوتنا ابناء الجنوب والفرات الاوسط,والاخر يقول بيوتنا مفتوحة لهم وهي بيوتهم,وذلك يقول بلهجة عراقية عين غطة وعين فراش وعدسات الكاميرات تلتقط الصور والاخرى تصور نصب المضايف وذبح الاغنام والبدء بطهي الطعام ايذانا بقرب وصول الاخوة الزائرين وهناك من ذهب على عجل الى مشارف سامراء كي يتنظر وصول القافلة الزائرة ويرحب بهم مع سقيهم الماء البارد.. لكن للاسف فان الحلم لم يتحقق والامر الخيالي هذا بعيد عن جميع الاذهان بل قد يقال ان صاحبه مصاب بالهذيان!

حيث ان ما جرى عكس ما ترى وارى,حيث خرج اهالي سامراء وبعدهم اهالي صلاح الدين وبتنظيم من هيئة علماء السنة والحزب الاسلامي مع اسناد عشائري في مضاهرات ومسيرات منددين بالمسيرة الاهلية التطوعية لاعمار مرقد الامامين العسكريين في سامراء.. والحجة هي ان في صولهم وتواجدهم اي الشيعة سوف يؤجج الفتنة الطائفية ويؤدي الى حرب اهلية في العراق!!

في الحقيقة ان هذا السلوك قد اذكى روح الطائفية وهز نسيج الوحدة الوطنية,ان هذا الفعل الطائفي سوف يوازيه رد فعل طائفي عند الطرف الاخر,بدل ان يتم احتوائه والتقليل من شدة مصابه بفاجعة تفجير مرقد اماميه.وبعد هكذا اجراء سوف يزداد اصرار الطرف الاخر على تتمة مشروعه بالقدوم والمباشرة بعملية الاعمار,ذلك ان هذا الخطاب المتشنج والمعبئ بالطائفية والمناطقية يزيد من ظاهرة التخندق المناطقي والمذهبي.فاذا باتت سامراء محرمة ومقفلة بوجه ابن الجنوب والفرات الاوسط وبغداد ولايحق لهم بناء مرقد امامهم الذي تم تفجيره في فبراير الماضي بيد زمرة ارهابية تابعة للقاعدة الارهابية بقيادة الطريد هيثم البدري وهو من ابناء تلك المدينة ودون صدور برائة عشائرية منة؟

افلا يثير ذلك الشكوك في جدية احتضان المرقدين والدفاع عنهما مستقبلا من لدن السامرائيين؟؟وحينما يرى ابناء الجنوب والفرات الاوسط وبغداد ان اهالي سامراء لم يحركوا ساكنا منذ فبراير الماضي الى الان ولم يخطوا اي خطوة عملية في البدء الحقيقي في عملية الاعمار,افلا يحق لهم اي الشيعة اخذ زمام المبادرة لبدء عملية اعادة اعمار المرقدين؟

واذا اصبح وجود ابن الجنوب والفرات الاوسط وبغداد ثقيلا على سامراء واهلها يؤدي الى الفتنة الطائفية والحرب الاهلية,اذن فسامراء اصبحت مقفلة على الشيعة العراقيين واصبحت مربعا امنيا خاصا ومحصورا للاقلية العربية السنية وهذا بحد ذاته يثير تساؤلات حول ملف تهجير الاقلية الشيعية في المحافظات الغربية ومن يقف ويدعم ذلك من جهات سياسية ودينية وعشائرية؟

ان هذا التوجه الانغلاقي المحافظاتي الذي هو اشبه بجدار عزل طائفي خطير جداعلى اللحمة الوطنية والمذهبية وهذا كله يتناقض بشدة مع التصريحات المتشدقة بالوحدة الوطنية والدينية والتباكي على وحدة العراق المهددة بخطر التقسيم من خطر بروز الفيدراليات في العراق من قبل الزعماء العرب للاقلية السنية؟وهذا النهج العازل الذي تبنته سامراء وبدعم سياسي وديني واسناد عشائري يزيد من احقية وجدية المطالبين باقامة الفيدالية في الجنوب والوسط وبغداد في العراق على الاقل كحالة ردع وسياسة المعالمة بالمثل,ناهيك عن ان الفيدرالية ليست سوى نظام اداري ذاتي ضمن الاطار الوطني الوحدوي وليست وسيلة عزل مناطقي مبني كاساس لكانتون طائفي اشبه ما يكون بمربع جغرافي مغلق لطائفة واحدة ومعينة ومحرم على ابن الوطن الاخر دخوله كما هو الحال في سامراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك