منى البغدادي
يبدو ان معاني ومقاسات الخجل غير واضحة في الوعي البشري وتختلف بحسب طبائع الناس وتقاليدهم وعقائدهم.فلعل ما نراه خجلاً في مفاهيمنا هو فخر في مفاهيم غيرنا والعكس كذلك وهذا كله يعود الى المنظومة الاخلاقية والدينية لكل مجتمع.واذا كانت بعض الصفات والسلوكيات الاخلاقية تختلف بحسب الرؤية القيمية للمجتمعات فان ثمة سلوكيات وتصرفات مرفوضة في كل المجتمعات البشرية وهي من الصفات الاخلاقية التي لا يختلف عليها اثنان مهما اختلفاً في الدين والقيم والتقاليد كالخيانة العظمى للوطن والجبن والخسة والتآمر والفساد المالي فهي من الصفات الذميمة المرفوضة عند المسلم والمسيحي واليهودي وعند العربي والعجمي فليس هناك خيانة مقبولة في مجتمع ومرفوضة في مجتمع اخر.ومن هنا فان بعض الصفات الاخلاقية مختلف عليها واخرى متفق على رفضها وقبحها فهناك مشاهد للوداع بين الزوج وزوجته او الحبيب وحبيبته في المطارات او الساحات العامة مقبولة في المجتمعات الاوربية لكنها مرفوضة في مجتمعاتنا الاسلامية.ويبدو ان الصفات المرفوضة عند كل البشر هي صفات البعثيين وابرزها الخيانة والتآمر والخسة والنذالة والجبن والانتهازية والعدوانية وهي صفات تميز بها البعثيون عن غيرهم من البشر.سجل البعثيين وقاموس اخلاقياتهم تفوح منه رائحة الموت والدمار والابادة وهم لا يخجلون من كل افعالهم الاجرامية طيلة الاربعين عاماً الماضية فقد كانوا وصمة عار في جبين التأريخ والبشرية وقد فعلوا ضد شعبهم ما لم تفعله كل الانظمة البوليسية مع شعوبها بل افعالهم الاجرامية لم تخطر على بال احد من مجرمي وطغاة الدنيا.فهل سمعنا ان حاكماً احرق مدنه بالكيمياوي او اعدم اكبر من مفكريه ومراجعه وهل يصدق الاخرون ان ما فعله البعثيون ضد شعبنا فاق كل جرائم النازية والصهيونية والموسولينية.والغرابة انهم لا يخجلون من افعالهم المخزية التي تقبح وجه التأريخ.اصبح واضحاً انهم لم يخجلوا من افعالهم الشنيعة بل يفتخرون بانها كانت افعالاً وطنية ولو عادوا على سبيل الفرض وفرض المحال ليس بمحال لفعلوا اكثر وابشع مما فعلوه سابقاً.ان الذين يمارس الجريمة البشعة والكارثة وهم في السلطة ويمارسونها وهم خارجها فهم اقل ما يقال عنهم انهم لا يخجلون.لو كان البعثيون يشعرون بادني حالات الخجل لاعتذروا من افعالهم السابقة ضد ابناء شعبنا واذا كانوا لا يريدون الاعتذار مكابرة وعناداً فليسكتوا ولا يكابرون ويخطئون غيرهم.واذا كان البعثيون لم يخجلوا من سلوكياتهم القذرة فلابد ان يخجل السياسيون الذين يحاولون التستر على البعثيين وتبرير افعالهم وتأهيلهم من جديد وادخالهم في العملية السياسية بلافتات وائتلافات خطيرة تريد تخريب العملية السياسية من الداخل.ومن هنا فان البعثيين اذا لم يخجلوا من جرائمهم قبل وبعد سقوط سلطتهم واذا كان هناك من يحاول اغماض النظر عن الدستور الذي حظر البعثيين صراحة من العمل السياسي في العراق الجديد فعلينا جميعاً العمل معاً لمنع وصول هؤلاء الى مفاصل الدولة والبرلمان العراقي فانهم لم ولن يتعايشوا مع ابناء شعبنا الا وسط المؤامرات والتهديدات والانقلابات.
https://telegram.me/buratha