احمد عبد الرحمن
من بين ماقاله رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم في احاديثه لبعض وسائل الاعلام الخليجية على هامش جولته الاخيرة "مرحلة المخاوف يفترض أنها انطوت، وأن القوى العراقية وبناءها لنظام سياسي يفتح آفاقا وطنية سلمية تصالحية منفتحة على الجوار، كاف لأن يثبت رغبة تلك القوى والشعب العراقي في انفتاح متزايد على الواقع العربي...فالعراق بمختلف قواه يركز على وحدته أرضا وشعبا، ويعمل من أجل المصالحة الوطنية واللحمة العراقية، والعراق الموحد والمستقر هو العراق الذي يريد استعادة دوره العربي في تجسير الخلافات والمساهمة في النهضة العربية".ان مثل هذه الرؤية تتطابق تماما مع الواقع القائم، وتنسجم مع التوجهات الوطنية في العراق الجديد. ومعلوم للجميع ان العراق شهد خلال الاعوام القلائل الماضية تحولات ومتغيرات كثيرة بالاتجاهات الايجابية بعد موجة العنف والارهاب الدموي التي اريد منها ان تقوض كل اسس ومقومات وركائز المجتمع العراقي، وتخرب وتدمر ما مالم تأتي عليه سياسات نظام البعث الصدامي وتبعاتها واثارها الكارثية.ولم يعد بأمكان المراقب المنصف والموضوعي ان يغض الطرف ويتجاهل تلك التحولات والمتغيرات المهمة والجوهرية على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية، ويركز انتباهه وتفكيره على السلبيات والاخطاء التي لم تعالج حتى الان، او التي ظهرت خلال الاعوام الستة من عمر التجربة العراقية الجديدة.ولايختلف اثنان في ان المشاكل والازمات لم تختف بالكامل حتى الان، ولانعتقد انها يمكن ان تختفي وتتلاشى خلال وقت قصير .ولكن هناك فرقا كبيرا بين نظام سياسي يسعى دائما الى اختلاق المشاكل والازمات والدفع بأتجاه اقحام الاخرين-اعداء واصدقاء على السواء-فيها، ولايمكنه العيش في بيئة مستقرة وهادئة تخلو من الحروب والصراعات والمؤامرات، وبين نظام سياسي مختلف تمام الاختلاف في منهجه وسلوكه وتوجهه، وهو بدلا من ان يكون جزءا ومحورا في المشاكل والازمات، وعنصرا محركا لها، يكون اداة للحل.هكذا ينبغي ان يفهم العراق في ظل تجربته السياسية الجديدة، رغم ما يعتري تلك التجربة من نقاط ضعف وسلبيات واخطاء، ترتبط معظمها بحداثتها وعمرها الزمني القصير.ومن هنا فأن الانفتاح العربي، وبالخصوص الخليجي على العراق بات يمثل ضرورة وحقيقة لامناص منها، وفي الوقت الذي تقدم العراق خطوات مهمة وكبيرة نحو اشقائه واصدقائه، وعموم المجتمع الدولي، ينبغي ان تكون هناك خطوات مقابلة، حتى تتكامل الصورة.ان الرسالة التي اطلقها السيد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في جولته الاخيرة على عدد من البلدان العربية-الخليجية الشقيقة، حملت معان ودلالات في غاية الاهمية، ورسمت الاطار الصحيح والسليم لعلاقات العراق مع محيطه العربي، تلك العلاقات التي لايمكن لها ان تقوم وتتأسس الا على مبدأ الاحترام ومراعاة المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة والخصوصيات السياسية والثقافية والاجتماعية.انها ابلغ واوضح رسالة...
https://telegram.me/buratha