علي المالكي
أن انبثاق الائتلاف الوطني العراقي بحلته الجديدة وهو يجمع كل ألوان الطيف العراقي تحت خيمته في هذه الحقبة الزمنية المفصلية مكسب كبير للعملية السياسية العراقية الفتية كونه اللاعب الأساسي الذي جذر وقوى الصياغات الدستورية والقانونية في انتقال السلطة بهذه الطريقة الحضارية المتطورة ومن حق الائتلاف الوطني العراقي الجديد مواصلة ما بدأه والسعي إلى توفير الخدمات وإعادة أعمار البنى التحتية والقضاء على البطالة والتسريع في تشريع القوانين التي لها علاقة بحياة المواطن اليومية وتوفير الحياة الحرة الكريمة له. وبكل تأكيد فان الائتلاف الوطني العراقي قادر على تجاوز أخطاء المرحلة السابقة والتي أملتها ظروف مرحلة عصيبة وحساسة شارك فيها الجميع وصاغتها استحقاقات مرحلة انتهت إرهاصاتها بانتهاء ظروف زمنها.ولن يكون غائب عن ذهنية قيادات الائتلاف الوطني العراقي حجم الحملة الشرسة المضادة من دول مجاورة مدعومة بعشرات المليارات من الدولارات والتي تستهدف هذا الكيان الشامخ من اجل الوقوف بوجهه وخلق معادلة جديدة تتماشى مع أجندات هذه الدول . ولن يكون الإعلام المضاد غائب بكل تأكيد عن كيل التهم لهذا الائتلاف المبارك واتهامه بالطائفية والتبعية وهي اتهامات معدة مسبقا لا تستحق البحث وإضاعة الوقت في الاستماع إليها.وان اهتمام الائتلاف الوطني بالمؤسسة دون المؤسسين وبالبناء المؤسساتي دون بناء الرمز سيعطي انطلاقة جديدة في بناء الدولة دون اختزالها بالرمز كما حصل في العهد البائد وانهار كل العراق بمجرد انهيار رمزه.تنوع قياداته واطيافه قد يوحي بقوة المنافسة الداخلية لرئاسة الوزراء او ينذر بخلافات قوية قد تكون عوامل لتفرقه وتمزقه ولكن هذه القضية لو كانت تحمل قدراً من الاحتمالية المقبولة فان الاحتمال الاقوى هو ستكون هذه القيادات قوة للتماسك للائتلاف الوطني العراقي وسيحظى بنفوذ وسعة على المستويين الجماهيري والسياسي.قوى الائتلاف الوطني واطيافه المتآلفة كالمجلس الاعلى بقيادة سماحة السيد عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة سماحة السيد مقتدى الصدر والاصلاح الوطني بزعامة الدكتور ابراهميم الجعفري والمؤتمر الوطني العراقي برئاسة الدكتور احمد الجلبي ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري ومجلس انقاذ الانبار برئاسة الشيخ حميد الهايس وبقية القوى والقيادات الفاعلة والمؤثرة ستترك اثارها الملموسة على طبيعة الواقع السياسي في العراق على المستوى التعبوي الجماهيري والسياسي والدولي والاقليمي والمحلي وتعدد رموزه يعني انه يتجه باتجاه الكيان المؤسساتي.نتوقع ان يبدأ الائتلاف الوطني قوياً ومؤثراً وسيفرض حضوره على كافة المستويات وليست على مستوى الانتخابات النيابية القادمة وان كانت في غاية الاهمية والاهتمام.سيترك هذا الائتلاف الجديد بصماته على العملية السياسية بشكل واضح وبوقت مبكر وسيعيد ترتيب الخنادق والاصطفافات السياسية ضمن الاطار الديمقراطي المشروع وستبدأ اولى خطواته على تشكيل اكبر كتلة في مجلس النواب الحالي كما سيوجه هذا الائتلاف الوطني رسائل عملية لكل من يحاول الاستفادة من معطيات الائتلاف العراقي الموحد ويستأثر بايجابياته ويحمل اخطائه على الاخرين بلعبة انتقائية مفضوحة ومكشوفة.
https://telegram.me/buratha