احمد عبد الرحمن
تشكل جولة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم الخليجية-العربية، التي بدأها يوم الاحد الماضي بمملكة البحرين خطوة مهمة للغاية في طريق تعزيز الانفتاح العراقي على المحيط العربي، وكذلك انفتاح ذلك المحيط على العراق، واصلاح ما خربته السياسات العدوانية للنظام الصدامي البائد التي الحقت اضرارا بالغة لا بالعراق فحسب وانما بالكثير من اشقائه وجيرانه.ليست الجولة الاخيرة لرئيس المجلس الاعلى الاولى من نوعها، فخلال الاعوام القلائل الماضية كان لسماحته زيارات لعدد من الدول العربية، من بينها سوريا ومصر والكويت والاردن والامارات العربية المتحدة، ساهمت تلك الزيارات في توضيح الكثير من الحقائق وعكس الصورة الحقيقية للعراق الجديد، وتقريب وجهات النظر، وازالة قدر كبير من الهواجس والمخاوف حول الواقع العراقي بعد الاطاحة بنظام صدام.ومع ذلك فأن جولة السيد الحكيم الاخيرة تكتسب اهمية استثنائية، انطلاقا من جملة حقائق، منها انها تعد الجولة العربية الاولى له بعد تسنمه منصب رئيس المجلس الاعلى، وانها من المفترض ان تشمل دولا لم يتم التواصل والانفتاح عليها بالقدر الكافي في المراحل السابقة لاسباب وظروف معينة، وكذلك جاءت هذه الجولة في ظل مرحلة سياسية يتأهب فيها العراق ليخطو خطوة اخرى مهمة وكبيرة في طريق البناء الديمقراطي الصحيح، تتمثل بالانتخابات البرلمانية اواخر شهر كانون الثاني-يناير المقبل. اضافة الى انها تعكس في جانب منها طبيعة وحجم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في الساحة السياسية العراقية، وفي ذات الوقت منهجيته في الانفتاح والتواصل السياسي عربيا واقليميا ودوليا، بما يخدم ويعزز موقع ومكانة العراق في مختلف الميادين، ويؤسس لواقع جديد في علاقاته مع مختلف الاطراف.
ان الاستقبال الكبير الذي حظي به السيد رئيس المجلس الاعلى والوفد المرافق له في محطات جولته المتعددة، انما يعكس ذلك الحجم وتلك المكانة للمجلس الاعلى، وصحة وواقعية منهجه السياسي. ولاشك ان كل ذلك لم يتحقق بين ليلة وضحاها، وهو ليس وليد اليوم او الامس، وانما نتاج سنين طويلة من العمل والجهد المتواصل لقيادات المجلس الاعلى وفي مقدمتهم شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، وكذلك عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سرهما الشريف)، حيث انه منذ اليوم الاول لتأسيسه تبنى المجلس الاعلى مبدأ الانفتاح والتواصل مع محيط العراق العربي والاقليمي والاسلامي على ضوء تقدير واع ودقيق وعميق لاهمية مثل ذلك الانفتاح والتواصل مرحليا واستراتيجيا.واليوم حينما يزور سماحة السيد عمار الحكيم هذه الدولة العربية وتلك فأنه انما يفتح افاقا جديدة معها، ويزيل بعضا من سوء الفهم لديها، ويبدد مخاوف وهواجس لامبرر لها، ويقرب العراق الى اشقائه، ويقرب اشقائه اليه.
https://telegram.me/buratha