موسى حسين
لو كان ظهر قاسم عطا أو متحدث باسم قيادة عمليات بغداد أو الدكتور علي الدباغ الذي اصبح له في كل يد مغرف لهان الأمر واعتبرنا المسالة طبيعية .. لكن ظهور السيد نوري المالكي في مؤتمر صحفي ليعلن عن جريمة استهداف الوزارات السيادية فهذا ما يصب في ذهن القارئ الحصيف والمتابع السياسي في خانة الدعاية الانتخابية .ليس من المعقول أن يدخل السيد رئيس الوزراء بوابة الدعاية الانتخابية من شباك جريمة مروعة راح ضحيتها المئات من المواطنين فيما السيد الرئيس يعرف جيدا أن هذا الأمر من شان الوزراء الامنيين أو الجهات الأمنية ذات العلاقة ولو كان الأمر صدر منهم لكان اعطى السيد المالكي دفعا قويا لصورة الأجهزة الأمنية التي اهتزت كثيرا أمام الناس وفي اذهان أبناء الضحايا فهل هي دوائر اللاشعور التي تدفع بالمسؤول الأول في البلد تقديم نفسه باعتباره هو المسؤول عن هذا الاهتزاز الأمني وان الصورة المهزوزة ليست صورة الأجهزة ؟.
كان لابد من تحسين صورة الأجهزة الأمنية التي اصابها الارهاق بسبب توالي العمليات المجرمة وعدم القدرة على الإمساك بمقود الدليل المؤدي إلى المخطط الأول ولو كانت هذه العمليات جرت في بلد أخر غير العراق - ولو في الجوار العراقي على الاقل - لخرج مسؤول امني بدرجة وزير داخلية وليس وزيرا امنيا أو حتى ضابطا مسؤولا في المخابرات وكشف الملابسات واماط اللثام عن الجريمة والاسباب والاشخاص .. ومن الصعب أن نجد رئيس وزراء دولة يخرج في مؤتمر صحفي ليعلن على الملأ مثل هذا الخبر !!.
هنا أقول .. على أهمية الاعلان عن نتائج التحقيق المتعلقة بالتفجيرات الدموية التي طاولت الوزارات السيادية لكن ظهور رئيس الوزراء لا يدل على مؤشر قوة ولو كانت المسالة لها علاقة بمؤشرات القوة التي يعتقد رئيس الوزراء أنها ستاتي له بمكاسب سياسية وتوسع من مساحات التاييد (الانتخابي) فلماذا لم يظهر في تفجيرات الاربعاء السوداء ضد الخارجية والمالية خصوصا بعد أن توصلت (الأجهزة الأمنية ) كما تقول مصادرها إلى الجاني الحقيقي ؟.لماذا لم يظهر في مؤتمر صحفي مماثل في الاربعاء السوداء وظهر في جريمة العدل ومجلس محافظة بغداد ؟.هل كان جاني الاربعاء مزيفا وجاني الاثنين حقيقيا ؟. وإذا كان الأول احاطته شبهة الدليل الدامغ فلم ذهب السيد الرئيس المالكي إلى الامم المتحدة وطالب بقيام المحكمة الدولية فيما المطلوب قيام المحكمة وبدا إجراءات مخاطبة المجتمع الدولي بمجزرة العدل ومجلس محافظة بغداد ؟.
كيف يمكن ترتيب اثر سياسي على جاني مزيف والذهاب إلى المجتمع الدولي بهذه الذريعة بينما نظهر في التلفزيون لنعلن عن القاء القبض على مرتكب جريمة حقيقي .. هذا إذا كان الجاني حقيقيا ؟.المجتمع العراقي واحزابه السياسية وقواه الوطنية يطالب دولة الرئيس بكشف الملابسات واخراج الجناة إلى العلن لا الاكتفاء بالظهور في المؤتمرات الصحفية .. والا فان أبناء القتلى واجساد الشهداء ومن حنقها على الإجراءات الأمنية المرتبكة من قبل الحكومة والأجهزة الأمنية سوف لن تفرق بين جاني العدل وجاني الدليل .. بين القاتل الأول ومن يقتل الدليل بالظهور التلفزيوني بلا دليل .
https://telegram.me/buratha