د. احمد المبارك
ما ان سقط صدام المجرم وفر جيشه وحزبه وبدأ العراق يتنفس الصعداء لبناء جديد حتى انبرى البعثيون الى استحداث مصطلح تفريقي بين العراقيين عنوانه (سياسيو الداخل وسياسيوا الخارج ) وراحو يتهمون المجاهدين والمعارضين لنظام الذبح البعثي الاقصائي بعملاء ايران تارة وتارة اخرى بالقادمين على ظهر دبابات الاحتلال - مصطلح الاحتلال هجر من قبل البعثيين بعد ان عاد الكثير منهم للسلطة - وبعد ان اثبت هذا المصطلح فشله ظهر اليوم مصطلح جديد (كتل الخارج والداخل ) وهذه الكتل اليوم لا تحتاج الى كثرة بحث لمعرفة من هي فمثلا سافر رئيس ديوان الوقف السني الى الاردن وهناك دعى اجتمع بالمخابرات الاردنية والاسرائلية والامريكية والمصرية وشكل قائمة اختيرت اسمائها بتوافق امريكي اردني مصري اسرائلي سعودي وهذا التوافق ليس سياسيا بل توافق مخابراتي جمع البعثيين لان هدف امريكا واسرائيل كان قبل سقوط نظام صدام هو ازاحة الهرم البعثي العلوي والابقاء على القيادات الثانوية لادارة شؤون العراق لكن المعارضة العراقية انذاك اسقطت الخيار الامريكي بالاضافة الى ان صدام رفض المبادرة القطرية الاماراتية السعودية في حصوله وعائلته على لجوء سياسي وضمان حياة مترفة مقابل تركه للحك لقيادات بعثية ثانوية اي تغيير الشكل الهرمي من دون المساس بالجوهر البعثي الرديء فامريكا اليوم عادت وبمساعدة العرب من اعادة احياء مشروعها لانها وجدت ان العراقيين الوطنيين نجحوا في تجربتهم الديمقراطية واسقطوا مؤامرات امريكا والدول العربية التي كانت ترجو في الارهاب والقتل اسهل الوسائل لان يرفض الشعب القيادات الجديدة لذا نرى ان القاعدة والبعث تكثر من عملياتها الارهابية ضد المدنين من اجل زرع هوة بين الشارع العراقي اي بين الجمهور العراقي وبين قياداته وما تعمل عليهاالمخابرات في الدول المتأمركة وامريكا واسرائيل هو تشكل كتلة كبيرة تضم الاحزاب السنية لكي تستلم السلطة في الانتخابات القادمة وسيكون هدفها الاول التخلص من الاصوات الحرة الوطنية العراقية بل ستذهب الى تصفية الشيعة لان نهج هذه الدول مذهبي فهي تعرف ان البعث هو الحزب الوحيد الذي استطاع ان يجترح كل الموبقات ذون ان يشعر بالندم او الذنب ولو لحظة واحدة وهي صفة ربما لايملكها الشيطان نفسه .
https://telegram.me/buratha