المقالات

برلمانيو العراق وفناني لبنان


( بقلم : ستار عواد * )

ثمة احداث تتشابه بين ما يعانيه الشعبين اللبناني والعراقي من الام وجراح ومجازر ترتكب امام مراى ومسمع كل دول العالم من دون اتخاذ أي موقف يساهم في وقف نزيف الدم المستمر في البلدين . وثمة سياسة متشابهة ضد الشعبين من قبل دول عديدة تحاول الاطاحه بالشعبين وجعل هاتان الدولتان مسرحا للصراعات الايدلوجية بين دول متنازعة اخرى في ظل تغلغل مخابراتي يضم مختلف انواع الدول ليجعلوا من لبنان والعراق ساحة حرب ودمار وجعل الحرب خارج بلدانهم التي تنعم بالحرية والرفاه على حساب الشعوب الاخرى

فالشعبين العراقي واللبناني ومنذ زمن ليس بقريب يتعرض ابناءوه الى شتى انواع العذاب من القتل والتهجير يحدث ذلك كله وسط موقف عربي متخاذل . موقف يندا له الجبين ويشيب له الرأس من جامعة الدول العربية التي لم تضع يدها على أي مشكلة تواجه الدول العربية ولم يذكر لها سوى مواقف مخجلة تتلخص بدعمها للانظمة الدكتاتورية المتسلطة على رقاب شعوبها وتمنحها الشرعية كي تحكم الشعب بالنار والحديد . ولا اعرف ما السبب الذي يجعل العراق يسعى للانضمام الىهذه الجامعة والسعي لنيل رضاها والتوسل بها لفتح مكتب لها في بغداد هل جزاءا لها لدعمها لنضام صدام ام لشرعنة الارهاب الذي يقتل مئات العراقيين يوميا . واليوم وبكل وقاحة ترى الدعم العربي الواضح لاسرائيل واتهام حزب الله بالتجاوز والمغامرة هذا بالاضافة الى فتح السفارات والدعوة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل . لااعني في مقالي هذا الدول العربية ولااريد الحديث عنهم لكن مايهمني هنا موقفنا كعراقيين ازاء ذلك

وما اثارني هنا هو الموقف المختلف بين برلمانيو العراق وفنانو لبنان فبينما النار مندلعة في العراق وابنائه يعيشون مختلف انواع الازمات وانعدام الحاجات الاساسية وسط حكومة ترفع يدها من دعم كل المؤسسات الخدمية وجعل المواطن يعتمد على نفسه في استخدام الوسائل البدائية ودفع اجور الخدمات التي يوفرها القطاع الخاص وكذلك ابقاء الكثير من الملفات عالقة دون حل. نجد برلمانيين العراق الجديد ( حفظهم الله ) يتركون البلد على هذا الحال ليتمتعوا بعطلة يقضونها خارج العراق ليتمتعوا بها بعيدا عن معاناة شعبهم الذي ذاق الامرين في حكم الدكتاتوية البغيض وويلات الاحتلال جاءت هذة الاجازة بعد ان انعزالهم في المنطقة الخضراء التي لايدخلها الا ذو حظ عظيم ممن يحمل باجا الدخول هذا موقف البرلمانيين الذين يدعون انهم صوت الشعب ولسانه الناطق بالامه وهمومه والذين وعدونا بالسهر ليلا ونهارا من اجلنا لانجاز كل المتعلقات في وطن كله خراب حتى النفوس ومؤسسات مصابة بفايروس الفساد المزمن كل هذا الخراب والتدهور بحاجة الى العمل الدؤب لابحاجة الى عطلة صيفية

واذا ما قارنا هذا الموقف بموقف فناني لبنان الذين ألوا على انفسهم ان لايتركوا لبنان وان يعيشوا المحنة مع شعبهم ويتحسسوا معانته وسط نار الحرب المحرقة وهولاء الفنانين لن يدعوا انهم ممثلي الشعب سوى في المهرجانات الغنائية التي تقام خارج بلدانهم فشتان بين الموقفين بين فنانو لبنان وبرلمانيي العراق الجريحلااعرف لماذا وافقوا بالاجماع على منحهم مثل هذه الاجازة وهل تصح الاجازة في بلد مثل العراق يعيش في حرب مستمرة ومترامية الاطراف وهل انهى البرلمان كل الملفات الموكلة اليه فما زال النظام الداخلي لم يكتمل بعد وما زالت اللجان المكلفة بمراقبة الوزارات التي تلكأت في اول الدرب في صدد تشكيلها  فما هكذا الظن بكم ايها البرلمانيون يامن انتخبكم الشعب كي تدافعوا عنه وتنقذوه من الواقع المأساوي الذي يمر به

* اعلامي في تجمع عراق المستقبل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك