المقالات

منذ سقوط النظام.. قرارات قمم عربية وإقليمية ودولية.. حبراً على ورق

1692 21:12:00 2006-09-14

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

غداً وبعد غد سوف يجتمع العديد من رؤساء دول ورؤساء حكومات في هافانا للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز ليتدارس هؤلاء المسؤولون اهم المشاكل التي يعّاني منها أغلب شعوب الكرة الارضية، خاصة وإن النظام الدولي منذ بداية الالفية الثالثة اصبح أحادي القطب بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وبعد تحكم العولمة في أغلب الشؤون السياسية والإدارات فضلا عن العامل الاقتصادي المسمى (اقتصاد السوق) الذي ألغى أيديولوجيات وربما ستلغي أخرى اقتصادية كانت أم سياسية.

هذه المؤتمرات وأخواتها من القمم العربية والآسيوية والافريقية والاوربية وحتى اجتماعات المؤتمر الاسلامي وغيرها من القمم والمؤتمرات لم تحل ولا مشكلة لحد هذا اليوم بل ربما فاقمت من هذه المشاكل. فإذا ما نظرنا الى مشكلة الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي فسوف نجد ان توازن القوى في المنطقة قد تحول الى كفة مدعومة بشكل قوي من الاحادية القطبية ومحاولة انزال الهزيمة بالطرف الآخر، وهذا ما ادى الى توسع الصراع الدموي ولعل من مصاديق ذلك حرب الـ(33) يوماً ضد البلد العربي لبنان وما تعرض له من دمار وخراب تحت بصر وسمع العالم بأسره.

أما في أفريقيا فلم تستطع الصومال الى يومنا هذا ان تقف الحكومة على قدميها وبقيت ساحتها السياسية عرضة للقتل والصراع القبلي ولا من يلتفت الى ذلك. ولعل مأساة اقليم دار فور في جنوب السودان الذي يتعرض شعبه يومياً الى حرب اهلية مدمرة محط ساحة صراع ارادات بين الفرقاء في الداخل والمتربصين في السودان من الخارج.

المشكلة الاخرى الاكثر تعقيداً والتي تنبئ ببوادر حرب قد تقع على ضفاف المياه الدافئة في الخليج وفي بحر قزوين تحت لافتة السلاح النووي الايراني المفترض، علماً ان المسؤولين في ايران قد اكدوا في أكثر من مناسبة ان مفاعلاتهم النووية هي للاغراض السلمية وليست لصناعة اسلحة مدمرة. وبقيت القضية يحفها صراع الارادات الدولية دون الوصول الى حل يمكن ان ينزع الفتيل.

وفي اسيا لا تزال كوريا الشمالية هي الاخرى وبسبب مفاعلاتها النووية وقدرتها العسكرية محل قلق وخوف من تطورها الى سلاح نووي يهدد اسيا قبل غيرها وخاصة كوريا الجنوبية واليابان، وربما تايوان فهذه المخاوف المقلقة ربما ستكون في المستقبل لا اساس لها من الصحة، باعتبار ان هذه الدول تريد أن ترتقي بشعوبها الى مستويات اكثر نضجاً وأكثر تطوراً مما هي عليه الآن.

لا نريد أن نذهب بعيداً عن صلب موضوعنا وتساؤلنا: ماذا استفاد العراق بعد سقوط النظام البائد من كل القمم العربية والمؤتمرات الدولية ومنها مؤتمر دول عدم الانحياز؟ فعلى صعيد القمم العربية كنا نقرأ في البيانات الختامية حرص الدول العربية على استتباب الامن والاستقرار والحفاظ على وحدة الشعب العراقي ووحدة ترابه، لكن الواقع الذي نعيشه اليوم يؤكد عكس ذلك، فعلى الصعيد السياسي لم نلمس أي تقدم في العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء سوى عدد قليل جداً من اشقائنا.اما على الصعيد الاقتصادي فإن النتائج التي تمخضت عن اجتماعات نادي باريس قد اطفأت بحدود الـ80 % من الديون التي ترتبت على السياسات الطائشة للنظام البائد كما بادرت العديد من الدول الاوربية والآسيوية بالتنازل عن بعض ديونها على النظام البائد بل ودخلت نادياً جديداً سمي بالدول المانحة، اما الاشقاء فلا زالوا متمسكين بالمطالبة للحصول على ديونهم والتعويضات التي اقرها مجلس الامن الدولي بعد حرب تحرير الكويت.

من جهة اخرى دخلت العراق ومن اوسع حدوده مع اشقائه زمراً تكفيرية ارهابية لتعبث بأمن وأستقرار العراق وعرضت مواطنيه للذبح والقتل الجماعي ونشر ثقافة الرعب التي لم يألفها سابقاً، فأصبحت المساجد والمدارس والمستشفيات والمراقد والحسينيات ومؤسسات الدولة عرضة للتفجير والتهديم والخراب فيما تعرضت البنى التحتية وخاصة الخدمات كالماء والكهرباء الى تدمير وتخريب اوسع لشل عملية التغيير والتحول السياسي الديمقراطي الجديد.

نحن كعراقيين لا ننتظر من العامل الدولي ان يساعدنا في تجاوز هذه المرحلة اكثر من المساعدة المفترضة التي يمكن ان يقدمها الاشقاء لشعبنا في العراق باعتباره يمثل العمق الاستراتيجي لمجموعة الدول العربية بل وحتى الاسلامية المجاورة وإن أمنه وأستقراره هو امن واستقرار هذه الدول وإن أي خطر-لا سمح الله-يتعرض له فسوف يتعرض أمن المنطقة برمتها الى نفس الخطر خاصة اذا علمنا ان الكثير من المشتركات في الرؤى والافكار هي التي تحكم شعوب المنطقة شاء البعض ام ابى.

المطلوب وبعد النجاحات التي حققتها العملية السياسية وانضمام كافة المكونات الطيف العراقي الى هذه العملية والسير قدماً في تثبيت الامن والاستقرار والقضاء على البطالة وإنجاز العديد من المشاريع الخدمية التي سوف تخفف من وطأة الحرمان والتفاف الشعب العراقي بعربه وكرده وبمذاهبه وآقلياته الاخرى حول حكومته الوطنية وبرلمانه المنتخب وإنجاح مبادرة المصالحة والحوار الوطني الذي سيجمع كل العراقيين بأختلاف اطيافهم على مائدة واحدة كل حسب قدراته وكفاءاته وثقله الجماهيري.. كل هذه المنجزات تتطلب من الاشقاء والاصدقاء معاً وقفة شريفة تعبر عن عمق الروابط التأريخية والاجتماعية والمصيرية بين الشعب العراقي وشعوب المنطقة لكي تؤتي ثمارها وهي بالتأكيد سيعم خيرها الجميع بعيداً عن المزايدات غير المجدية او المواقف المهزوزة أو ربما التوقعات التي لا تنسجم والواقع ولا تصمد أمامه..

ومن هنا لا بد لكل الاخوة العرب والمسلمين ان يبادروا لاقامة علاقات متكافئة تأخذ بنظر اعتبارها مصالح شعوبها اولاً وقبل كل شيء ولا تنظر الى من يراهنون على وقف المسيرة من اعداء الشعب العراقي وأعداء التحولات والتغييرات الحاصلة اليوم ، وأن لا تبقى قرارات القمم السابقة وبياناتها الختامية حبراً على ورق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك