المقالات

الفيدرالية تحمي الثروة الوطنية ولا تبددها


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

الوجوه الكالحة الصدامية التي تطل بين الفينة والاخرى على شاشة فضائية أختارت لنفسها أسم (المستقلة) وهي ليست كذلك، ويمكن للمشاهد العادي وليس للمحلل السياسي أن يقرأ ما بين سطورها ويتعرف على اتجاهها، فهي لاتستضيف في الاغلب الاعم إلا منْ زمَر وطبَل للدكتاتور الذليل بل والهه أمثال المدعو عباس الجنابي إمّعة عدي المقبور أو أمثال عبد الباري عطوان عراب كابونات النفط سيئة الصيت.

هذه النكرات التي خرجها النظام المقبور لتتبوأ منابر اعلامية هزيلة بأموال وثروات العراقيين التي بددت هنا وهناك فأصبحوا بيادق صغيرة في رقعة صدام الشطرنجية لتسطيح الوعي العربي من خلال(سلفنة)القائد الضرورة!! وتسويقها الى البسطاء لاستمالتهم ودغدغة عواطفهم.

فهولاء عندما يريدون تسويق بضاعتهم الفاسدة لم يجدوا سوقاً لترويجها ولم يجدوا طريقاً آخر للنيل من التجربة العراقية الجديدة سوى اطلاقهم الاراجيف والخزعبلات التي لا تنطلي على ابسط الناس. وخاصة ما يتعلق بالنظام الفيدرالي الذي اصبح من حقائق الدستور العراقي الدائم الذي صوت له ابناء الشعب العراقي في اكبر ملحمة تأريخية ديمقراطية لم تشهدها شعوب المنطقة امتازت بكل مقومات النزاهة والحرية المطلقة في إبداء الرأي الحر، فراحوا يكيلون الاتهامات الباطلة بأن الفيدرالية تعني التجزئة وتبديد الثروات الوطنية رغم انهم في قرارة انفسهم يعترفون بأن التجارب الفيدرالية في عدد من بلدان العالم قد نجحت في الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى التراب الوطني وعلى الثروات الوطنية سواء كانت هذه الشعوب اثنية التكوين ام احادية الانتماء .

نحن لسنا بصدد تقويم ما يطرحه هؤلاء الاقزام من مرتزقة النظام البائد من ترهات معروفة الغايات والنوايا ولكن نقول إن تشكيل اقليم الوسط والجنوب الذي اصبح الهدف المركزي للجماهير سوف يكون الرد الحاسم على تخرصاتهم، ذلك لان الوسط والجنوب العراقي يسكنه العرب المسلمون المعروفون بتأريخهم المجيد ومعروفون باخلاصهم لاسلامهم وعروبتهم، لذلك لا يصدق عاقل أن يبدد هؤلاء وهم يشكلون اغلبية الشعب العراقي ثروات وطنهم وأمتهم وهي ثروات آبائهم وأجدادهم وبالتالي هي ثروتهم الوطنية ومصدر عيشهم. ابناء الوسط والجنوب الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد والحرمان والبطش والتنكيل والقتل الجماعي ورغم جسامة هذه الخسائر التي تعرضوا لها طيلة حكم البعث العفلقي لم تثنهم هذه الجرائم ولم تفت في عضدهم بل زادتهم إصراراً وإيماناً وصبراً في الدفاع عن هويتهم وعن العراق العظيم وعن شعبه الكريم وعن ثرواته الوطنية، فهم بسواعدهم السمر استطاعوا أن يمرغوا انف النظام الحاكم بالوحل في انتفاضة الخامس عشر من شعبان عام 1991 والتي اسقطت اربع عشرة محافظة في ساعات معدودة وكادوا أن يسقطوا النظام المجرم لولا تدخل القوى الخارجية.

هؤلاء هم أمناء على العراق كل العراق شعباً وتراباً وثروة ومنجزات وليس لاحد أن يزايد على امانتهم ووطنيتهم وإسلامهم، فهذا شاعرهم المرحوم مصطفى جمال الدين الذي قال فأحسن:نحن العراق شموخه وإباؤهوكريم ما اعطى بنوه وأنجدواعرب تكاد عروقنا مما بها من دارم ومجاشع تتفصدإن حماة الاعراض وحماة الدين والقيم والمبادئ هم الذين سيحمون ثروات وطنهم ولن يساوموا عليها، فهم اهل الدار والمدافعون عنها بالأنفس والأموال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك