المقالات

فقيد العراق وحكيمه‏

932 00:57:00 2009-09-02

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق/ فرع الجنوب‏‏

اليوم نعزي أنفسنا اليوم نبكي حالنا اليوم نفصح عن مشاعرنا اليوم نتكلم مع عالمنا اليوم فقدنا ركنا من أركان عراقنا اليوم نتحدث عن رمز من رموز العراق ورجل مغوار عرف في ساحات الوغى وكان صمام أمان بين العراقيين في أصعب الظروف وأشدها وهذا أمر ربما يخفى على بعض من أبناء شعبنا العراقي المخلصين بسبب بعض قنوات التشويه والتشويش فإذا أردنا أن نتحدث عن سماحة السيد الحكيم (رحمه الله تعالى )بتجرد ومصداقية إنما نتحدث عن رجل وإنسان بل نتحدث عن تاريخ مرجعية إسلامية كبيرة لعبت دورا كبيرا في العراق وهي تقارع قوى الظلم والاستبداد والإلحاد والعنصرية.

وكانت دائما بمواقفها تقف لجانب الشعب العراقي ومصالحه العامة ولعل من أبرز المواقف التي وقفها المرجع السيد محسن الحكيم (رحمه الله تعالى) في قضية الكورد وتحريم قتالهم ثم مقارعته لبعض القوى الإلحادية التي كانت تبث سمها وإلحادها وفسوقها في ذلك الوقت إضافة إلى امتلاك هذه المرجعية علاقات طيبة مع كبار علماء السنة في العراق والعالم الإسلامي وقصة استقبال السيد محسن الحكيم من قبل كبار المسئولين في السعودية وأظن من بينهم جلالة الملك السعودي وذلك في موسم الحج يعرفها الكثير من الناس وقد أشير له بالبنان لا لشيء وإنما لمواقف هذا المرجع الإسلامية والوطنية نعم من هذا البيت العلوي يظهر سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ومن هذه الأجواء الإسلامية الأصيلة تبرز شخصيته وإذا أردنا أن نتحدث عن السيد الحكيم بعمق فإنما نتحدث عن إنسان بذل وقدم كل حياته لأجل شعبه ووطنه وهو يجاهد ويصارع وينقل قضية أبناء شعبه إلى العالم كله في وقت عجز الكثير الكثير من الناس أن يلعبوا هذا الدور نعم كان يعمل هو وإخوته في سياق واحد لكي يصلوا إلى هدفهم وهو تحرير الشعب العراقي من سنوات الظلم والاستبداد وان يعود العراق إلى وضعه العربي والإسلامي الفعال

المهم إن هذا القائد والرمز والسيد يخرج من هذه العائلة الكريمة والتي هي بجهادها وجهدها في سبيل الله والوطن قدمت الكثير من صلب عائلتها وكان جلهم من الفقهاء والوجهاء وآخر ما قدمته هذه العائلة هو شهيد المحراب سماحة السيد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (رحمه الله تعالى ) والذي اغتيل بسيارة مفخخة غادرة أودت بحياته وهو يسرع الخطى من مرقد سيدنا علي بن أبي طالب (رضوان الله عنه) لكي يقدم شيئا للعراق وشعبه وكان قد أسس لمشروع عراقي كبير تجتمع فيه القوى السياسية لكي يقدموا شيئا لهذا الشعب والذي بدوره قدم التضحيات تلو التضحيات ولكن أمر الله نافذ ويقدر الله أن يحمل هذه الأمانة الكبيرة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم ليحملها بكل دقة وشجاعة وموضوعية وثقة بنفسه حتى يكون محط أنظار العالم وأنظار العراقيين وهنا لابد لأبناء شعبنا أن يعرفوا أن هذا الرجل قد عمل في ظروف استثنائية معقدة لكنه كان يتعامل معها بعقلانية وصبر ومصابرة ولربما الوقفة الجادة من جميع أبناء شعبنا مع هذا السيد الجليل أعطته زيادة ودفعة في العمل مع انه كان يعاني من آثار المرض ولكنه ما أن يتشافى قليلا حتى يرجع إلى ميدان العمل السياسي والفكري من جديد

لقد كان رحمه الله تعالى مركز الرحى والفيصل الناصح بين إخوانه العراقيين في ظروف شائكة عاشها الشعب العراقي وهذا يشهد به القادة السياسيون على اختلاف توجهاتهم ولعل من أبرز تلك المواقف الوطنية النبيلة وقفته الجادة بوجه الحرب الطائفية التي خطط لها أعداء العراق من القاعدة وحلفاؤهم الأوغاد ومن خلال الإعمال الإرهابية التي استهدفت أبناء شعبنا الأبرياء وأمام مرأ ومسمع من العالم كله ولكن السيد الحكيم (رحمه الله) كان وسطا في ذلك بين الحفاظ على مبادئ الدين والوطن وبين أبعاد أبناء الشعب عن أتون حرب طائفية مقيتة ولكم أن ترجعوا إلى كلماته التي نطق بها بعد تفجير المرقد الشريف للإمامين العسكريين وعند زيارته إلى مدينة سامراء فقد كان لها الأثر الكبير في تهدئة النفوس وهذا هو دور القائد الحقيقي الذي يستطيع أن يتعامل مع الإحداث بهذه الروح الإنسانية النبيلة وهذا فارق واضح بينه وبين البعض الذي حاول أن يشعل نارا لا تنطفىء وهو يصرخ من تركيا أنا طائفي أنا طائفي ويكررها بلا حياء

لكم أن تفرقوا بين هؤلاء وبين شخص كالسيد الحكيم وهو يطالب بان يأخذ الشعب العراقي كله جميع حقوقه وان يكون شريكا حقيقيا في العملية السياسية القائمة وبين البعض الذي يريد أن يرجع العراق إلى مربعه المظلم حيث الرجل الواحد والسلطة الواحدة والحزب الواحد والقرار الواحد لقد لعب دورا كبيرا ومهما في كتابة الدستور على انه لابد أن يكتب بأيدٍ عراقية تتناغم مع متطلبات شعبنا وخصوصياته الدينية والاجتماعية والسياسية والمواقف كثيرة والمزايا وفيرة في شخص هذا السيد الجليل وعلينا أن نتعلم الدرس جيدا لكي نواصل الطريق في بناء بلدنا وعزة شعبنا وهنا لابد أن نقف عند الأطياف العراقية الوطنية بجملتها وهي تقدم التعازي إلى عائلة الفقيد والشعب العراقي والعالم الإسلامي وفي هذا لدليل على أن هذه القوى والشخصيات تجمع على شخص الحكيم رحمه الله تعالى ولما قدمه لدينه وشعبه وهكذا نحن في جماعة علماء العراق فرع الجنوب نتعامل مع كل المخلصين العراقيين الذين يبذلون أرواحهم وأوقاتهم لأجل العراق وشعبه بمسافة واحدة لا نفرق بين احد منهم نتألم ونحزن كلما فقد العراق رجلا من رجالته في وقت نحن بحاجة إلى كل شريف وغيور على بلده وشعبه وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق/ فرع الجنوب‏‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الناصري
2009-09-03
ياكم الله فضيلة الشيخ وليت ابناء الاسلام ينظرون بالعين التي تنظر بها فهي باصرة بصيرة حفظك الله من كل سوء ومكروه ليس لانك منصف فقط بل لان عندك الجراءة على قول الحق و ان اكثرهم للحق كارهون
احمد الربيعي
2009-09-02
والله انت رجل شريف ووطني ياشيخ خالد الملا...ورحم الله عزيز العراق الحكيم وادخله فسيح جناته
صريح وبس
2009-09-02
جهادك ايهاالشيخ الاجل في الزئيربالحق وما أحوجنا اليوم لأمثالك من المتجردين الاطياب لينقذوا البلد الجريح من براثن مسوخ الطائفية والاجرام الذين عاثوا بنا فسادا ما بعده فساد ولولاصيحات الأطياب الغيارى وتوعيتهم للشعب لكنافي دوامة مظلمة كأداء من التناحر الطائفي المقيت وبحقدالمكفرين واللطامين والجهلة المسخرين الذين حاولوا رغاليا وضغينة أشاعة الفساد والدمار في أرضنا نحمد الله الجبار العليم على تواجد المرجعيات المجاهدة للحق وأنتم احدهم لدرء المسوخ وشرهم الباغي في تازة وخزنة وبغداد وسامراء الخ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك