المقالات

حزب الدعوة يتخلى عن مبادئه // فضائح ومؤامرات


الدكتور مصعب الجوراني

أن حزب الدعوة ليس حزب المالكي أو غيره من التسميات في الحزب الذي أسسه السيد محمد باقر الصدر والسيدان محمد مهدي ومحمد باقر نجلي الإمام الحكيم والسيد مرتضى العسكري عام 1958 وقد انسحب منه الصدر وال الحكيم تلبية لطلب الإمام محسن الحكيم عام 1960 لأسباب معروفة ولم يبقى لهم ارتباط بالحزب إطلاقا وخلال الفترة 1960 - 1970 لم يكن للحزب أي نشاط واضح وبعد سيطرة البعث على السلطة عام 1968 حتى عام 1979 كان الدعوة ووفق ما جاء في أدبياته " أن الحزب في مرحلة البناء العقائدي " رغم ادعائهم بأنهم طلبوا من الإمام الحكيم القيام بعمل معين بعد مضايقة أزلام البعث له عام 1969 ولكن الإمام رفض لعلمه بعدم استطاعة الحزب تعبئة الشارع ولم يعرف للحزب بعدها أي نشاط يذكر ألا دور عصبة بنت الهدى التي أعدمهم النظام العراقي عام 1973 وما يتناقل في أدبياتهم من دور في انتفاضة عام 1977 وما يدعون أنهم نفذوه بعد محاصرة السيد الصدر عام 1979 فانه مجرد ادعاء لان الحقيقية على ارض الواقع وليس في خلجات الشعراء.

أما في المهجر فان حزب الدعوة عاش الشتات وعدم التوافق ورافق الحزب عدت انشقاقات أولها في مؤتمر القواعد في الحج عام 1980 والذي انشق فيه جماعة الشيخ الكوراني بعدها انشقت جماعة البصرة ( حركة الدعوة الإسلامية ) بزعامة عز الدين سليم ثم استبعد الشيخ الاصفي ثم انقلب جماعة إبراهيم الجعفري على السيد كاظم الحائري وألغوا المرجعية الشرعية للحزب ليستمر العمل حتى خروج دعاة الحزب إلى أوربا وسوريا ليصبح محمد حسين فضل الله المرجع الديني للحزب والأعضاء حتى انشق جماعة السيد أبو عقيل ليشكلوا ما يسمى بتنظيم العراق ليرفض بعدها حزب الدعوة المطلب العام بإزالة نظام صدام عن طريق (عمل عسكري) ولم يشارك الحزب في اللجنة المؤلفة للتنسيق بين المعارضة العراقية المنبثقة من مؤتمر لندن عام 2002 إلا بعد أقناع الجعفري بصعوبة بالغة.

وبعد سقوط النظام عام 2003 لم يكن لحزب الدعوة أي وجود حقيقي حيث لم يكن له استحقاق في انتخابات عام 2005 ضمن قائمة الائتلاف 169 والتي منح فيها الحزب رئاسة الوزراء ضمن صفقة سياسية استغلها الحزب ليستأثر بالمنصب وبعد فشل الجعفري واخذه بالتحدث عن المقاومة والجهاد والتي لم نعرف عنه مشاركته أو جماعته في واحدة من العمليات الجهادية وإنما ظاهرا كان حديثه ناجح في الإعلام ليكسب به سمعة سرعان ما فقدها أما في انتخابات المحافظات التي جرت عام 2005 لم يحصل الدعوة فيها سوى على 300 ألف صوت مقابل حصول المجلس الأعلى على 1750000 صوت وأصبحت محافظة كربلاء من نصيب الحزب إذ فشلت الدعوة في أعمارها وحينما دخل الائتلاف "555" والتي لم يكن لحزب الدعوة أي فضل فيه ألا ما باغتوا الشارع العراقي برفعهم لشعارات "الجعفري القوي الأمين" ليدعي الجعفري انه صاحب الفضل في فوز الائتلاف العراقي والذي تنكر فيه لدور السيد السيستاني في دعمه لقائمة الائتلاف العراقي وبعد أن رفضت الأطراف السياسية تولي الجعفري لولاية ثانية رغم تقدمه على منافسه عادل عبد المهدي بصوت واحد وهذا الصوت معروف كيف فقده الدكتور عادل ورغم تضامن الكتلة الكردستانية والعراقية والحزب الإسلامي وإمكانيتهم من تشكيل ائتلاف يكون مرشح المجلس الأعلى هو رئيس الوزراء ألا أن السيد الحكيم نأى عن نفسه حتى لا يحدث خدش في الائتلاف العراقي ووافق أن يكون البديل من الدعوة حصرا وبذلك أصبح المالكي رئيسا للوزراء ليتنكر للائتلاف العراقي الذي أوصله وسانده بعد أن تركه الأقربون حيث أعلن الجعفري تياره الإصلاحي ليبقى المجلس الأعلى الداعم الحقيقي له والذي تمرد عليه المالكي بعد الانتخابات المحلية والتي لم يحصل فيها المالكي سوى 1300 مليون وثلاثة مئة ألف صوت أي بنسمة 18 % من الأصوات ومقابل 30% من الأصوات ضيعتها مفوضية الانتخابات والتي لعبت دور كبير في ترجيح كفة ائتلاف المالكي عندما أعلنت النتائج الجزئية وأكدت فيها فوز قائمة المالكي وفي الحقيقة أن المالكي لم يتقدم ألا في سبع محافظات ولكن المفوضية لعبت دور الثعلب في ذلك مع وجود الكثير من العوامل التي ساعدت قائمة المالكي على التقدم ومنها:

1. رفع المالكي شعار دولة القانون وكأنما القانون فرضه حزب الدعوة2. حزب الدعوة هو حزب الدولة (والناس على دين ملوكهم)3. أقامة مؤتمرات انتخابية تحت عنوان الوحدة الوطنية4. استئثار الدعوة بكل مقدرات الوزارات وإمكانياتها5. صرف أموال طائلة من خزينة الدولة في الحملة الانتخابية لصالح قائمة المالكي6. سخر الدعوة كافة المؤسسات الإعلامية من اجل الحملة الانتخابية بدون أنصاف7. دور الحملة الإعلامية التي شنها حزب البعث ضد المجلس الأعلى حيث كان هناك تعاون غير مباشر بين المالكي والبعث إذ رفعوا شعار (عدو عدوي صديقي).

وبذلك أصاب حزب الدعوة الغرور وبدوا يحاولون الدخول في الانتخابات البرلمانية بمفردهم ( ومن لف لفهم ) من اجل كسب منصب رئاسة الوزراء متخلين عن مبادئهم الإسلامية التي يدعونها والوحدة الوطنية التي يتحدث عنها وكأنما هم الإسلاميون والوطنيون فقط متناسين أن كل الشارع العراقي عرف أن مطلبهم هو الكرسي فإذن أين الدين والمبدأ ولكن الحقائق لابد أن تظهر ولا يخفى على احد من هو الإسلامي والوطني الحقيقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sami
2010-08-16
بارك الله فيك ياواجدي من ابن الحلة ان الحقائق هي حقائق حتى ولو مر عليها زمن طويل وان من يقول ان الدهر اكل وشرب عليها فهذا بدية التحايل على الحقائق نعم المالكي استخدم مقدرات البلد والتعيينات والرشاوي حتى على مستوى وزراء واستخدام رئاسة الوزراء للدعية ان المرشحين مع المالكي لم يرفعوا اي شعار او صورة في الانتخابات سوى صورة المالكي ان ان افضل مارئينا من اناس مخلصين وشرفاء هم اصحاب السيد الحكيم والدليل في الديوانية اذهب واسال عن الخضري وكذلك النجف الاشرف واسال ع محافظ حزب الدعوة الخزعلي ماذا فعل لكرب
عقيل الواجدي
2009-08-25
تمنيت ان يكون كاتب المقال غيرك ايها الدكتور العزيز ، لوجدت في نفسي مايلزمها السكوت او التغاضي ، لان قول من يجهل الشيء لايستدعي الرد عليه ، استاذي العزيز نحن لسنا بحاجة الان الى سرد تاريخ ومواقف عفا عليها الزمان وعلى حد قولك ليس لها من جذور الا في ادبيات الاحزاب او الحركات ، اتمنى ان تسال نفسك ماذا قدمتم لنا بعد كل هذه السنين ؟ هل خفتم الله فينا وبسنواتنا العجاف التي لم نجد الخلاص الا على يد الامريكان باذن من الله ، اتمنى ان لايستحوذ عليك هوس الانتخابات ، فالايام القادمة كفيلة بالافصاح عن الحقائق
الجزائري
2009-08-24
ياخي كافي سكوت مو حزب الدعوة افشل التجربة الشيعية بالحكم الي احنة انتظرناها اكثر من 1000 سنة يعني منذ سقوط هدام الهذا اليوم وحزب الدعوة مستحوذ على رئاسة الوزراء شنو الي قدموه غير بس مؤتمرات للعشائر والقبائل ودفع اموال ودعايات انتخابية اتقوا الله فينا فكلاب البعث نهشت اجسادنا ونحن كل يوم نموت الف مرة ونحن نراهم من جديد في دوائرنا ويتكلمون بصوت اعلى من قبل في ظل حكومة دولة القانون ولا تستغربوا ان ظهر علينا سامي العسكري او علي الاديب وهم يصرحون بأن التيار الصدري وبدر هم اعداء العملية السياسية
بود رسول الله نصعد للعلى ونصان
2009-08-23
ان أحداث الأربعاء في بغداد الجريحه تريكم ايها الغيارى مايحيط بالعراق من ذئاب تهيم بدمائنا ومسوخ تريد ان تلتهم كل منجزاتنا ليعيدوا أرجس وأدنس وأقذر من عرفهم التاريخ وهل من حاجة لتدنيس القلم باسمه النجس و أتباعه المسوخ المجنحه عند المتواطئين علينا ومتبعي نهجه الطائفيين الخونه وقد رأيتم خسأحقدهم بالتفجير والتفخيخ اللذان أتيا على كل الشعب الصابر كما هجروا وفجروا وسخروا جرذان القصاصات ولطموارغاليا عندأعداء الدين لسحقنا فهل ستدعوهم يستغلواأية فجوة مهما صغرت وأنتم أتباع محمد واله توحدواكاملا؟
الشيعي
2009-08-23
انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . لاتغرنكم الدنيا فانها فانيه وحب الدنيا راس كل خطيئة .عباد الله اتقوا الله فنحن الان فرق فرق وفي هذه الظروف لاله الا الله اتقوا الله واجتمعوا على حب الله ورسول الله وال بيت الرسول على معاناة الامهات والاباء وعلى معاناة شهدائنا في سجون البعث الكافر
ابو هاشم الحسيني
2009-08-23
فليفرح ال سعود على تشرؤمكم وتشتتكم . ان اختلفتم قيد انملة شررت غسيل بعضكم . مع الاسف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك