بقلم :سامي جواد كاظم
المنافس والمنافسة لها اصولها واصولها من اساليبها وكل اسلوب ايجابي هي منافسة شريفة وكل اسلوب سلبي هي منافسة غير شريفة ، ولكن ماهي اوجه المنافسة الشريفة عن الغير شريفة هذا هو المهم ؟الايجابي في اولوياته احترام الخصم وثانيا الاعلان عن الايجابيات التي يتمتع بها باسلوب كما يقال اليوم دبلوماسي من غير التعرض الى الطرف الاخر وان كانت الدعاية الانتخابية التي يقوم بها المنافس هو طرح وعود وامنيات تذهب ادراج الرياح حال الفوز اما سابقا فكانت دعاية الانتخاب تاريخ المنافس لا على ما سيقدم .الاساليب العلمانية المستحدثة اليوم هي ان أمول جهة اعلامية سرا للنيل من المنافس الاخر من خلال كشف عورات او تلبيس اتهامات حتى يستطيع ان يشوه سيرة المنافس بمقدار المبلغ المدفوع ، واسلوب اخر هو النيل من مريدي المنافس من خلال عمليات اجرامية ، واذا حمى الوطيس وفشلت تلك الطرق اذن اللجوء الى الاغتيال ، وهنالك تفرعات من هذه الاساليب الغير نزيه يستخدمها المنافس كأن يمزق الدعايات الاعلانية للطرف الاخر.المنافسة الشريفة معروفة للملآ واروع صورها من التاريخ الاسلامي هو المواجهة بين الامام علي عليه السلام والخليفة الاول لاحظوا الحوار بينهما هل ذكر الامام علي عليه السلام المواقف السلبية للخليفة الاول في زمن حياة الرسول حتى ينال منه ؟ اطلاقا بل ركز امير المؤمنين على افعاله هو ولكن بطريقة ايحائية لافضليتها عن ما موجود لدى الطرف الثاني .مثلا يقول امير المؤمنين (ع) للخليفة الاول: فانشدك بالله، انا صاحب الاذان لاهل الموسم والجمع الاعظم للامة بسورة برآءة ام انت؟ قال: بل انت ، وقصة تبليغ سورة براءة معروفة للطرفين ثم قال (ع) : فانشدك بالله وقيت رسول الله صلى الله عليه واله بنفسي يوم الغار ام انت؟ قال: بل انت ، وهنا اشارة الى ان الهجرة تعني الهروب من الاعداء والبقاء في الفراش يعني الوقوف بوجه الاعداء فهذه الفضيلة افضل من تلك الهجرة .ثم قال :فانشدك بالله انت الفتى نودى من السماء " لاسيف الا ذو الفقار ولافتى الاعلي " ام انا؟ قال: بل انت ، هذا النداء دلالة على معارك الاسلام التي رايتها بيد الامام علي عليه السلام وانتصر فيها الاسلام وهذا لا يمتاز به الطرف الاخر .
ثم قال فانشدك بالله انت الذي حباك رسول الله صلى الله عليه واله برايته يوم خيبر، ففتح الله له ام انا؟ قال: بل انت، وهذه معلومة بان راية خيبر نكست عندما رفعها الاول ومن ثم الثاني الا انها انتصرت بيد علي (ع) فالتذكير بها من غير ان يقول له انك فشلت في هذا الامتحان . هذا التنافس شريف مما لا يدع مجال للطرف الاخر الا الاقرار للمنافس، والان ماذا يجري في العراق من عمليات تنافسية لا يقدم عليها حتى من عاش في الغابة . اسوء واشهر اسلوب يتخذه المنافس السياسي في العراق اليوم هو فتح ملفات قديمة مع التاويل والتهويل للنيل من المنافس والشواهد على هذا الاسلوب كثيرة ، والاسلوب الاخر هو اتخاذ قرارات تحد من امتياز الطرف الاخر عندما يكون صاحب منصب وقرار.
في الاونة الاخيرة كثر اللغط حول حادثة الزوية مثلا وذلك لان احد الاطراف فيها هو السيد عادل عبد المهدي والمعلوم ان عبد المهدي ضمن اربعة او خمسة يتنافسون على منصب رئيس الوزراء او على اقل تقدير ضمن الاسماء الخمسة المطروحة على الساحة السياسية في نيل هذا المنصب . الدكتور اياد علاوي نجح مع الامريكان وفشل مع الشعب ، الجعفري نجح مع الشعب وفشل مع الامريكان ، المالكي بين ما بين وعلى الطرفين ونفس الاسلوب هو ما يتمتع به عبد المهدي اما الدكتور الجلبي فكان سابقا مع الامريكان والان مع الشعب وكيفية الجمع معادلة صعبة .
تصريح المالكي الاخير بخصوص الزوية هو ان اموال السرقة استلمت والجناة لم يسلموا وبقي التعليق معلق .لماذا هذا البتر في الحديث فاين هم حتى لا يسلموا فان كنت على يقين في اماكنهم فالكارثة هي السكوت عنهم وان كنت تراهم تحت خيمة احد السياسيين العراقيين فالحق ان تذكر الاسماء لا ان تجامل على حساب الحق وان جاملت تكن قائد فاشل وان تجنبت المشاكل فالتعليق اصلا ان لايقال معلق افضل ،وان كنت في شك فالترك اولى، ام ان هذه منافسة ؟!!! وحتى الاخر البولاني الذي لم يحسن الدبلوماسية في منصبه الى الان فالمجاملات مع الضاري حاضرة وعلى حساب الحق اليوم حاضرة والمنصب لا يحتمل هذا ؟
https://telegram.me/buratha