المقالات

أي وطنية سيختارها الناخب ؟

768 13:23:00 2009-08-16

علاء الموسوي

بدأت ساعة الصفر الانتخابي بشراسة التمسك بالمناصب والتنافس حولها كلهفة الذباب على المزابل، وبمسميات شتى اختارت فيه الكتل السياسية عنوان ( الوطنية ) لباسا تخفي بها عوراتها المكشوفة للاعمى قبل الصحيح.اغلب الكتل السياسية اختارت كلمة (الوطنية) عنوانا لتحالفاتها وتكتلاتها مع الخصم الآخر، رغبة منها في كسب ثقة الناخب، وابعاده قدر الامكان عن الائتلاف (الوطني) الآخر.. ويأتي تمسك الكتل السياسية بكلمة (الوطنية) على اساس مفهوم مغاير لما يفقهه المواطن. فالوطنية عند الأحزاب هو ان تجتمع مع من تخالفه في التوجه السلطوي والانتماء المذهبي او القومي.. ولكن عند المواطن تكون الوطنية رداء لا يمكن نزعه او لبسه بين الفينة والاخرى.. فهي ليست برذعة تمتطي بها السلطة لكسب الشعب، هي شعور قبل ان تكون شعارا يستدرج به العاطلون عن العمل والتواقون لراحة البال في بلد آمن مطمئن. الوطنية عند البقال والزبال والحمال وعامل البناء ووو.. هي الخبز والكهرباء والماء العذب الصافي، واحترام المقدسات وكينونة الانتماء المذهبي والقومي والعرقي، فضلا عن تحريم الدم العراقي وجعله اقدس من الارض والتنازع على حكمها.. فالمواطن اغلى من الوطن، فلولاه لما كان هناك وجود للوطن .

ساسة العراق اليوم ادركوا (مؤخرا) ان الشعب يبغض الطائفية، ويمقتها حد تجريم من يحاول ان ينطقها مجددا، فالنسب والصهر والخوؤلة والعمومة كلها جذور تواصل اجتماعية تربط طائفة بأخرى ومكونا بآخر، ولا يمكن تحت أي ظرف ان ينال من رابطة الدم والعرض ، وما حدث في السنوات الماضية دليل على ذلك. الشعب يعرف جيدا الوجوه التي صّدرت الطائفية في العراق، وعملت على المزايدة بها والمتاجرة بأرواح الابرياء، فليس بالمهم عند الشعب ان يكون هناك ائتلاف شيعي مادام يحمل برنامجا سياسيا يأخذ على عاتقه حل مشكلة اهالي الانبار، ويطالب بحقوقهم قبل ان يطالب بحقوق طائفته، وكذلك الحال مع الائتلاف السني او الكردي.. وغيره.

المتاجرة بكلمة (الوطنية) باتت سلعة رخيصة لا يقدم احد على شرائها، فقد استخدمت سابقا ابان النظام الصدامي بحروب عديدة ومقابر جماعية لم تستثن الطفل والمرأة والشيخ.. حتى قيل على لسان ازلام ذلك النظام المجرم : ان العراق يكفيه ثلاثة ملايين مواطن (من وجهة نظر السلطة) فقط. وبالامس القريب كل الكتل السياسية التي شاركت في رسم ملامح العراق الجديد ، ادعت ان مشروعها وطني، وجاء من اجل خدمة الوطن والمواطن قبل كل شيء.. إلا أنها والى يومنا هذا وباعتراف منها، فشلت في انجاح مشروع المصالحة الوطنية ، ولم تستطع ان تلم الشمل المعارض والمخاصم للتجربة الجديدة.. إذن فأين الوطنية التي يدعونها، وهم غير قادرين على التنازل عن مصالحهم من اجل تلك (الوطنية) .. ؟ .

الدعاية الانتخابية المقبلة عند الجميع ستستند على رفع شعار (الوطنية)، وستضطر في الوقت نفسه، إلى الطعن بـ (الوطنية) التي يحملها الخصم السياسي الاخر. بل ان التراشقات بأبشع الاوصاف ستكون ضمن المفردات الدعائية التي ستروجها وسائل الاعلام التابعة لهذا وذاك، وستكون الحرب الدعائية على اوسع ابواب التنافس الشريف وغير الشريف، وحينها سيكون المواطن واقفا على التل (الوطني) يتفرج ويتمحص برنامج كل واحد من تلك الكيانات والائتلافات... وسيختار من يمثله في الحكومة المقبلة من دون ان ينظر إلى التوصيف الطائفي او العرقي، وانما سينجذب إلى الجديد في كل شيء. فإن كانت وجوه تلك الكتل والائتلافات نفسها، ونغمة التحريض والتقديس ملكتها، والمال السياسي العام اساس شهرتها، فلن يقدم الناخب على اختيارها حتى ان قايضوه بجبل احد ذهبا وفضة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-08-18
واكيد وديع راح يبقى كم سنه بمنصبه والله اليستر من الدسائس اللي راح يحيكها..وهذا اختبار اخر للمالكي هل يستطيع اغضاب البعثيين ومنع هذا البعثي وديع من الترشح!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك