المقالات

الفساد حالة اجتماعية وحكومية معا وهذه الادلة..!!

1168 21:54:00 2009-08-05

حامد جعفر

قال الله تعالى : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وقد قال الشاعر:

انما الامم الاخلاق ما بقيت........ فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وعبر التاريخ الانساني رأينا أن الدكتاتوريات لا تقوم الا في المجتمعات المتفككة, مريضة الاخلاق هينة الكرامة. ولهذا ثبت حكم البعث الصدامي البشع أطناب الفساد من رشوة ومحسوبية وسرقة وخيانة أمانة وفساد ذمة , خصوصا بعد استلام صدام قمة السلطة البعثية وتصفية من تصدى له من البعثيين , ثم أفقر الشعب ومزقه بحروبه العبثية الخاسرة.

وانتشرت رموز صدام الفاسدة على قمم المسؤوليات , وقصص لصوصه الذين عانى منهم الانسان العراقي البائس أكثر من أن يجمعها حتى مجلد ولا الف ليلة وليلة.. ومن منا لا يعرف البعثي المرتزق نوري المرسومي وكيل وزير الاعلام الصدامي لطيف نصيف جاسم . لقد جاء نوري المرسومي بقريبه اللص الكبير المهندس الكهربائي مازن حسن عبد الرضا ليعين مديرا للصيانة في وزارة الاعلام..وما أدراك ما الصيانة في وزارة الاعلام..!! انها تعني أن تكون تحت سلطته قبول او رفض عطاءات المقاولين لصيانة المصاعد الكهربائية مثلا في الوزارة وجميع الدوائر التابعة لها وعلى رأسها قصر المؤتمرات والمنظومات الالكترونية والميكانيكية المعقدة وما أكثرها في مباني هذه الوزارة, وغير ذلك مما لا يخطر على بال بشر.. وللتيسير لحراميته, أصدر الحكم البعثي الدكتاتوري قانونا عجيبا لم يسمع به العالم وهو: الدولة غير ملزمة بأقل العطاءات..!! وهذا يعني ان اللص مازن حسن هو الذي يحدد المقاول الذي سيحصل على المقاولة الدسمة بلا شرط ولا قيود. وطبعا كان المقاول الذي يدفع رشوة اكبر من منافسيه من المقاولين هو الذي يحصل على المقاولة ولو على حساب المقدرة الفنية والاخلاقية..وهكذا أخذ يحصد هذا اللص وقريبه المرسومي الملايين ظلما وسحتا ليطعموا به اولادهم ونساءهم ويبنوا القصور في المنصور في حين كان العراقيون يموتون جوعا ومرضا ويبيعون اثاث بيوتهم بل حتى ابواب هذه البيوت كي يستطيعوا ان يطعموا عوائلهم المتضورة جوعا وفقرا وذلا..

ولم يكتف هذا اللص بهذه الرشى المليونية وحسب المثل الذي يقول : الانسان لا يملأ عينه الا التراب. فما أن احتل العفالقة الكويت وراحت العائلة الصدامية الحاكمة تسرق كل شئ حتى أنطلق الحبربشية الى الكويت بمختلف الحجج ليسرقوا فتات مأدبة الحرامية الصدامية وكان منهم اللص مازن حسن عبد الرضا وقريبه المرسومي. وقد سرق ذات مرة ست سيارات حديثة, وبهذا تجاوز الخط الاحمر الذي حدده الحكم الدكتاتوري الحرامي لحبربشيته, ولذلك فقد قدم مع مجموعة من أمثاله الى لجنة شكلها العفالقة لمحاسبة الحبربشية الذين سرقوا أشياء أثمن مما حدد لهم لانها من حصة العائلة الصدامية المالكة..!!واليوم يدفع العراقيون ومنذ ما يقرب من عشرين عاما خمسة بالمائة من عائداتهم من النفط الى الكويت, التي تنتزع من أفواه اليتامى والارامل والفقراء, تعويضا عن سرقات صدام واولاده واقاربه علي كيمياوي وحسين كامل واخرين, وحبربشيته من أمثال سئ الذكر الذي ضربناه مثلا مازن حسن عبد الرضا..!! ولم يستفد الشعب العراقي المظلوم من هذه السرقات قط, فقد باعها الصداميون بالاسواق وحولوا اثمانها الى العملة الصعبة وهربوها الى حساباتهم السرية خارج العراق.

واذا كان مثلنا هذا عن الفساد الحكومي لنحذر حكوماتنا الحالية ونكشف امامها وامام الناس طرق واساليب سرقة المسؤولين والقوانين الجائرة التي تسهل لهم السرقة والرشوة كقانون :( الدولة غير مسؤولة عن أقل العطاءات),فان للفساد الاجتماعي وجوها لا تقل قبحا عن الفساد الحكومي . ففي أيامنا هذه حيث زادت مرتبات الموظفين بشكل كبير وتحسنت كثيرا جدا قدراتهم المعاشية وخاصة في مجال التعليم , كنت في زيارة الى بغداد. ذهبت مع قريب لي الى احدى ثانويات البنات للحصول على وثائق اخته لكي تقدم للامتحان الخارجي.دخلنا على المديرة وبعد حديث قصير اخرج قريبي مبلغا من المال من محفظته ووضعه امامها على مكتبها . تلألأت عيناها فرحا وابتسمت ابتسامة عريضة ونادت احدى المدرسات وامرتها باحضار الوثائق المطلوبة باسرع من مارد النبي سليمان..!!دهشت مما جرى ولمت قريبي على الرشوة فنظر لي يائسا وقال اننا ان لم نفعل ذلك لن تقضى حوائجنا.

ولذلك نقول أن الفساد مرض حكومي اجتماعي ولا تكفي قوانين الردع الحكومية للقضاء عليه بل يجب مكافحته اجتماعيا بواسطة رجال الدين الذين يقع عليهم عبئ كبير في اشهار تحريم الفساد وسوأ عاقبته دينيا ودنيويا وان لا حجة للفاسد ابدا وعلى الدولة أن توجه اعلامها ضد الفساد والمفسدين وتكثر من برامج التوعية والتثقيف .

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك