المقالات

حكومة الشعب الدستورية تحد مستمر

1842 12:16:00 2006-09-04

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

في الوقت الذي عاد فيه الصداميون وحلفاؤهم التكفيريون محاولين تقويض العملية السياسية باستهداف الابرياء ضمن سلسلة هجمات بربرية لديمومة استمرار دوامة العنف بالقتل على الهوية، في استهداف واضح على خلفيات طائفية واضحة المسارات لاستنزاف الخطوات المتسارعة لنجاحات الحكومة المنتخبة والوقوف بوجه المشروع الوطني الذي اطلقه (الحوار والمصالحة الوطنية) للحد من نزيف دماء العراقيين على ايدي الذباحين واصحاب ورش التفخيخ والقناصين الذين ضمخوا ايديهم بدماء الزائرين العزل،

 وبالتالي عزلهم عن النسيج العراقي ونبذهم مع قطع النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية، فمشروع المصالحة العراقية مع الفصائل الغائبة التي لم توغل بدماء العراقيين تحديدا هو حتما لتصحيح اوضاعها لكي تسترد لياقتها السياسية ان كانت تحمل الرغبة الحقيقية في الانخراط لبناء العراق الجديد، وهذا النجاح سيشجع الاطراف الاخرى على اللحاق بالركب، والتوقف عن العمليات الاستفزازاية بعد ان اثبتت الاحداث انه ما من فئة تعيش بسلام وامان وهي معزولة عن باقي التكوينات الاخرى، فلابد من التخلي عن عقد الماضي السلطوية وابداء القدر الكبير من المرونة بالتعاون مع معطيات المراحل السياسية، فضلا عن تشجيع المساندة العربية والاقليمية بنجاح المبادرة لتاخذ دورها الفاعل في تصحيح المسارات السياسية والشعبية بعد ان اصبح واضحا للعيان من انها ستكون المرتع الاول والاخير للارهاب، وليس الدول الغربية كما يعتقد ويردد،

ففيما لم تشهد الولايات المتحدة الامريكية منذ احداث المركز التجاري العالمي عملية ارهابية واحدة في ذات الوقت شهدت كثير من دول المنطقة والمحيط الاقليمي عدة عمليات ارهابية، فالقراءة للفكر التكفيري المتطرف اذا ما تاصل اجتماعيا وعقائديا ومد جذوره واصبح ذا قواعد فكرية راسخة تستمد قوتها من التاويلات المحرفة المستندة الى مدارس الافتاء المنحرفة سيتحول الى اخطبوط لا يسلم من شروره احدا، والمفارقة ان عقلية التكفير هي ذاتها التي يحملها الارهابيون حيث تلبست بسلوكياتهم وادبياتهم وحراكهم الجمعي، فايديولوجياته عموما تنم عن ضحالة تفكيره وسطحية عاجزة عن مواجهة الاخر او التاثر به، وحتى لا تختلط الاوراق يجب مناقشة ما يحدث في العراق والدور الذي تلعبه القاعدة من استهداف وقح وجريء ومكشوف لاتباع اهل البيت(ع) من دون سماع اية مواقف واضحة للتنديد ، فلقد اخذنا العبر والدروس التاريخية التي سنرسم من خلالها طريقنا السياسي المستقبلي للعراق الجديد، بعد ان تعرض ابناء الرافدين الى اقسى انواع الدمار والتنكيل والمقابر الجماعية والتهجير القسري حيث برهن تقادم الزمن عدم اصابة تلك الجماعات المنحرفة في قراءة منهجية مدرسة اتباع اهل البيت(ع).

لقد لازم انتصارات العملية السياسية تفعيل الفيدرالية لاسيما اقليم الوسط والجنوب الواحد من اجل المشاركة في رسم معالم السلطة السياسية وتوزيع الثروات بصورة عادلة تتناسب مع احتياجات السكان للحد من الضرر التي اصاب معظم المدن العراقية التي عانت الاهمال والضرر من نظام مارس اسوء اساليب الاستبداد وارتكابه جرائم الابادة بسياسات عنصرية لا تقل بشاعة عن النازية، فمن المفيد كما نعتقد عدم التوقف امام الفقرات الدستورية التي تسهم في دمقرطة الشعب، بل نؤكد انه من الخطا استباق الامور بالقفز على عملية استفتائية مقرة من قبل غالبية ابناء الشعب العراقي لاجل اعادته الى حاضنته ضمن المنظومة العربية والدولية، والخطو باتجاه السيادة مع التوازن والاعتدال بايجابية رصينة نابعة من ثوابته الوطنية والقومية والاسلامية المعلنة لبناء دولة المؤسسات الدستورية لتمسح غبار الايام عن ابنائه بعد ان ذاقوا الامرين ليكون العرق شعلة وضاءة تنير درب الاحرار الذين ضحوا بدمائهم من اجل تراب الوطن وسموه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك