المقالات

بغداد تغزوها ظاهرة مايكل جاكسون


الباحث عمار العامري

غزت الشارع العراقي وخصوصاً العاصمة بغداد في الآونة الأخيرة ظاهرة مستوردة لا تمت إلى قيمنا العربية الأصيلة ولا إلى مبادئنا الإسلامية بشيء ، ظاهرة طفت على السطح كأنما هي من وليدات الثقافة الحديثة ولكنها لا تلتقي مع الثقافة ولا الحضارة بصلة مجرد أنها تأثر بثورة عاطفية يطبل لها الأعلام لخلق حالة تأيدية كيفما يشاء ، وبذلك نكتشف أن خلفها دوافع سياسية واجتماعية تحاول بعض الجهات الاستفادة من ما يخالف نمط المجتمعات لتخلق منه ظاهرة وكأنما هي من أحوال ذلك المجتمع نفسه.

ما أن سلبت الروح من - مايكل جاكسون- حتى اظهر المتأثرين به من أتباع "الهلوسة المايكلية" والفاقدين للقيم العليا للإنسانية شتى أنواع التعاطف معه وهذا شيء طبيعي لا يلامون عليه لأن " من شب على شيء شاب عليه" وفي نظر الثقافة الغربية أن صاحب هذا الشأن من المجددين ولهم نمط معين في الحياة قد يتلاءم مع طبيعة تفكيرهم وإشباع لغرائزهم وبنفس الوقت لا يمتلكون البديل في تحقيق طموحاتهم الذاتية لعدم بحثهم عن حقائق الأمور.

ولكن ما يخصنا هو أن نجد أن المجتمع الإسلامي وفي البلاد العربية لاسيما في العاصمة بغداد قد تأثر بوفاة هذا الشخص والذي لا يرتبط به لا قيمياً ولا اجتماعياً ولكنها التأثيرات الإعلامية المدروسة والتي يحاول الممؤلين لها جر الدخلاء على المجتمع الإسلامي في العراق إلى هاوية التأثير بالثقافة الغربية الفارغة من القيم والأعراف ولكن ما يتصف به المواطن العربي من مروة وحياء ومحافظة قد تكون هي من جعلت مجتمعه متماسك ومنسجم لا يقبل الولوج أليه من خلال تفاهات دخيلة.

الأمر الذي يستنكره البغداديون هو محاولات البعض من المتأثرين بهذا النوع من الثقافة في أحيائهم لفرق ما يسمى " البوب" وهو تقليد أعمى للظاهرة مايكل جاكسون التي كان يتمتع بها وكأنما بغداد ما عرفت في تاريخها وما جنته حضارتها وثقافتها ألا من هذا الشخص الذي لا يمكن معرفة جنسه ولا فرز ملامحه ألا من خلال اسمه ، فأن انتشار الفرق الراقصة وإحياءها لحالات احتفالية لا أخلاقية وفي آماكن داعرة في قلب بغداد لا ينم ألا عن مجون وخروج عن المألوف في مجتمعنا وهي ظواهر غربية استوردت للعراق من اجل خلق انحلال اجتماعي وتسفل أخلاقي بين أفراد مجتمعاته وهي محاولة لخلق فجوة بين الدين الإسلامي وأهله وإبعادهم عن كل ما هو مؤروث لديهم ومصان عندهم وهي محاولات خلفها أجندة خارجية يراد منها تصدير ظاهرة الانحطاط في الغرب إلى المجتمعات الشرقية وخاصة إلى المجتمع العراقي الذي صمد ويصمد أمام هجمات أعداء الإسلام التي تشرذم الشعوب "وتجعهم طرائق قددا" لا يفقهون أهدافهم وغاياتهم في الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وليد النجفي
2009-07-18
السلام عليكم الطيور على اشكالها تقع من احب عمل قوم حشر معهم ومن يعمل له ذلك فانها شفيعه في الاخرة وان شاء الله مع مايكل جاكسن يامهووسون
ابو علي
2009-07-17
ينبغي على الحكومة ان تحارب كل هذه الظواهر ..فان من يشجع لها ويروج لها له اهداف سياسية واجتماعية واضحة ... يجب علينا ان نحافظ على المجتمع من هذه الثلة المنحرفة وذلك بتطبيق القوانين حيث نص الدستور على المحافظة على الذوق العام ..ونحن بلد اسلامي محافظ وكل مايقوم به هؤلاء يمثل انتهاك للذوق العام للمجتمع ..
زيد مغير
2009-07-17
شدعوة يا أهالي بغداد شو هنا بشيكاغو 90 بالمية ما دايريلة بال
Army
2009-07-16
لا استطيع ان اقول سوى رحم الله مايكل جاسم لسبب واحد فقط اعتقده انا ويمكن للفكاهه. ان وفاته ادت الى اسكات الابواق والحملة الاعلامية الضخمة التي كانت تستهدف الجمهورية الايرانية وانتخابات الرئاسة . لكن نحن اليوم نخاف من ان تتهم ايران في قتله .
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-07-16
بسمه تعالى صح هذا الكلام بس عمي هذولي الفايخين مو احنه ابناء الشهداء والمعدومين ندور تعيين وما لاكين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك