المقالات

احتواء المد الشيعي


( بقلم وليد جواد زاهد )

 اعتادت الدول الاستعمارية لدى احتلالها لدول أخرى تطبيق أجندة خاصة بها ظاهرها التحرير وباطنها مصالح مهمة أما أن تكون استثمارية ذات أطماع أو استراتيجية لتحقق أهدافاً في المستقبل المنظور وما بعده على ضوء دراسة مستفيضة للتداعيات والنتائج المرجوة قبل الشروع بالعمل.

 ومن حسن الظن بالاحتلال على نه فاتح ومحرر بدون مقابل وجب عليه تقديم المسوّغ الحقيقي لفقدان المال والرجال بدون مصلحة تذكر, ولذا لم يكن احتلال أفغانستان بدعوى القضاء على طالبان وتنظيم القاعدة وان كان ذلك جزءً من المشروع كما وان هذا البلد الآسيوي الفقير لا يحتوي على المعارف والمواد الأولية كالنفط مثلا ً حتى تلهث وراءه هذه الدول المتجبرة وإنما الهدف الرئيسي هو السيطرة على أواسط آسيا والتحكم بمصير الدول المحيطة به من كل جانب, فتكون بذلك قد وضعت يدها على إيران لأنها ضمن الخطة المرسومة لاركاع الدول المعترضة على السياسة الغربية وخاصة تلك التي تحمل الفكر الشيعي المناهض لأفكار الغرب لتمنع عنها مستقبلا الإمدادات العسكرية واللوجستية من شرق آسيا وخاصة كوريا الشمالية ووضعت اليد الأخرى على الباكستان باعتبارها قوة نووية هائلة تهدد إسرائيل على المدى البعيد وكذلك لكونها ذات كثافة سكانية شيعية متميزة, ولم ينسَ الاحتلال أن يضع عينه الثاقبة على جنوب روسيا للاستعداد لأي رد فعل محتمل عندما تبدأ ساعة الصفر.

ويأتي الدور على احتلال العراق وقمع الأغلبية الشيعية بالذات وهذا ما يفسر تخلف بلدنا إلى الآن من حيث الاعمار والخدمات بعد مرور أربعة سنوات على السقوط, وبذلك أصبحت إيران بين فكي كماشة لا تستطيع الخروج منها أو الاستعانة بدول إقليمية لتبقى تنتظر الطبخ على نار هادئة. ويستمر المخطط إلى الأمام لنرى الجيش السوري مرغماً على الانسحاب من لبنان لتبقى الساحة اللبنانية مكشوفة لإسرائيل بدعم غربي وصمت عربي مهين لتفعل فعلتها بالجنوب الشيعي والفتك القاسي بالمقاومة الإسلامية وهذا ما يحدث الآن ولم يهتز ضمير العالم لمقتل الأطفال وتشريد أكثر من مليون إنسان وحرمان الباقي من الحياة بل وحق الممات بشكل أصولي على ارض الوطن, وعندما ينتهي هذا الجانب سيلتفت الاحتلال إلى سوريا الداعمة للمقاومة وضرورة تغيير النظام فيها خاصة وان المعارضة في الخارج قد اكتمل نصابها وجهز أمرها للتغيير القادم.

 ويعود السيناريو بعد ذلك إلى إيران للقضاء على النهج الشيعي بأجمله في المنطقة ليبدأ سيناريو آخر من نوع ثاني في احتواء الفكر الشيوعي من جديد المتمثل بكوريا الشمالية والذي يقلق السياسة الغربية بعد أن تم احتوائه من قبل في كوبا وغيرها لتكتمل خطة السيطرة على العالم.

 وليد جواد زاهد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك