بقلم : سامي جواد كاظم
لو سألتموني من هم السنة الاكثر اعتدالا في المنطقة العربية لقلت هم سنة مصر لانهم كثيرا ما ينظرون الى الخلافات بين المذاهب بعقل متفتح وحتى اذا لم يقتنع فانه لا يحمل حقدا على الاخرين ، ودليلنا على ذلك هو علمائهم ومشايخهم ( شلتوت والبشري وابو رية ) ولقاءاتهم بالمراجع الشيعة والثمرات الطيبة التي تنتج من هذه الحوارات بل ان لعلماء مصر والعراق السبق في التقارب بين السنة والشيعة .هذا الامر لا يروق لاجندة يقال عنها عربية الا انها يهودية بثوب وهابي بدات التغلغل في الاوساط المعتدلة من السنة خوفا من تاثرها بالافكار الامامية وتغلغلها هذا جاء باساليب خبيثة لا صلة لها بالثقافة الاسلامية .وكثيرا ما عقدت مؤسسة الازهر اجتماعات لتدرس التدخل الوهابي في الشان المصري من خلال شراء ذمم اساتذة ومشايخ في الازهر بل وحتى ان الاموال الوهابية المرصودة لذلك بلغ حجمها 76 مليار دولار على ذمة الراصد لهذا المبلغ هو من اساتذة ازهريين .ومنذ ان نجحت الثورة في ايران والى اليوم العلاقات بين المد والجزر بين الشيعة المصريين وحكومة مصر وتازمها بسبب الاجندة الوهابية في السلطة المصرية .وبعد القرضاوي جاء دور وزير الاوقاف المصري زقزوق الذي قام بتغيير كسوة ضريح مسجد الامام الحسين بمنطقة الأزهر بالقاهرة من اللون الأسود الى اللون الأخضر، وذلك بعد موجة من الاتهامات الداخلية من المواطنين بأنه يدعم انتشار "المد الشيعي" في مساجد آل البيت في مصر بعد وضعه سابقا كسوة سوداء للضريح.ودليل انه يتحرك بموجب اجندة خفية هذا الزقزوق فانه اوضح بتصريح له مناقض لما اقدم عليه من تغيير الكسوة حيث أوضح أنه لايعترف مطلقا بكون اللون الاسود رمزا للشيعة قائلا: إذا كان الامر كذلك فكسوة "الكعبة المشرفة " باللون الاسود فهل نقول انها تخضع لسيطرة الشيعة ، عجبا اذن بماذا تاثرت وغيرت الكسوة ؟ وهذا يدل ليس عن قناعة بل تنفيذا لاوامر .وختم حديثه بالوعيد للشيعة حيث قال( لم تتقدم لنا أي جهة شيعية بإنشاء مساجد للشيعة في مصر، وإذا تقدم أحد بهذا الطلب فسيتم رفضه فورا ولن اتردد في ذلك ) .نقول لزقزوق نحن الشيعة وعلى مدى عصرين من الظلم هما الاموي والعباسي لم يكن لنا جامع نعم لم يكن لنا جامع بل وحتى ذكر اسم علي (ع) لا يمكن البوح به فكان يسمى الشيخ تارة وتارة ابا زينب ،والنتيجة ماهي ؟هي زوال هذه الطواغيت وبقي الفكر الشيعي .فاعلم وافهم يازقزوق ان الفقه الشيعي ليس جامع او مسجد بل انه فكر وفقه حاضر مع النفوس طالما ان الدنيا قائمة ومهما فعلت انت او من سياتي من بعدك فتذكر ان هنالك تاريخ في مصر اسمه الدولة الفاطمية وان شيعة مصر هم الان في تنامي بالرغم من ان الاحصاءات تقول عددهم لا يتجاوز المليون .عدم بناء جامع لا يحدد الفكر الشيعي لاننا نتواصل عبر كثير من القنوات وان كان الجامع احدها الا انه ليس الاهم او الوحيد .نحن نخضع لعلمائنا ومراجعنا الذين لا يمكن لاكبر سلطة ان تؤثر عليهم او تحدد لنا من نتبع على عكس الازهر الذي يتم تنسيب مشايخهم بامر الاوقاف .
https://telegram.me/buratha