اجتمع اوباما اليوم مع كبار مساعديه للشؤون العسكرية ورشح من الاجتماع ان اوباما صرح انه مقبل على خيارات صعبة في العراق وافغانستان والمتابع لبرنامج اوباما تجاه العراق يعلم جيدا ان الرجل وعد بسحب القوات الامريكية من العراق في اقرب فرصة خصوصا وان الوضع الامني نسبيا قد تحسن في العراق ولكن الوضع السياسي لازال مقلقا للغاية وهو الامر الذي دعا روبرت غيتس وزير الدفاع للتصريح قبل ايام من ان هناك خشية من التطورات المفاجئة للوضع في العراق والذي وصفه بالهش ..هشاشة الوضع كما اعتقد هي مايعتري الوضع السياسي من تفكك وتلك الصراعات والتجاذبات السياسية بين كبريات الاحزاب في الساحة العراقية والتي باتت تبرز بكل وضوح كلما اقتربت انتخابات مجالس المحافظات من ساعة الانطلاق وهو مايشغل المراقبين للوضع في العراق لان هذه الانتخابات ويجمع الجميع على ذلك سترسم خارطة جديدة للعراق لا اخفيكم انها ستكون مخاضا صعبا وعسيرا ونحتاج الى ارادة قوية لتجنب الانزلاق في مالايحمد عقباه نتيجة تلك الانتخابات المزمع انطلاقها السبت خصوصا اذا ماتزامنت معها قرارات خارجية ستؤثر ايضا على الساحة العراقية التي تتربص بها قوى يهمها ان تعود المعادلة الى توازناتها السابقة ولاسباب معروفة للجميع ...لشعبنا العراقي لن اكرر قول انتخبوا النزيه والكفوء في ان معا فالامر بديهي ويقوله كل العقلاء وهو مايجب ان يكون ولن يقول ذو عقل وادراك أي كان مستواه او خلفيته غير ذلك وهنا لن اكرر ماقاله الاخرون وهل هناك من يقول لننتخب الفاسد او البعثي او المتخلف ..؟؟ولمن يسالني عن رايي الخاص فانا امام كم هائل من الاسماء والعناوين والكل يقول سافعل وساقوم بـكذا وكيت ووووو والكل يعد بالصورة المثالية من العمل والبرامج المتشابهة جميعها وهنا فلن اقول انتخبوا هذا دون ذاك وعليكم بتلك القائمة واتركوا تلك فليس انا من يؤيد مايجري من الية ولا انا من يعرف كل اسم رشح نفسه بالتفاصيل الدقيقة التي تجعلني ازكيه او اتهمه وانا الذي يحمل كل العيوب واحتاج لان اقوم نفسي فلن اجعل من نفسي قيما على الاخرين واسال الله ان يحسن الشارع اختيار ممثليه وان يختار من هو اهل لخدمته وتطبيق الدستور وقوانينه لا من يعتقد نفسه فوق العصمة وفوق الانتقاد وفوق الاخطاء وان يكون المعيار المحاسبة والمتابعة وسبق وان قلت ان المهم هو ليس الانتخاب انما الاهم هو كيف نجبر المنتخب على تطبيق برنامجه الذي وعدنا به وتلك الالية التي من خلالها تتوضح المصداقية التي اتانا بها المرشح قبل انتخابه لنحاسبه بعد ذلك او نحييه ان هو نفذ وعوده البراقة ..الانتخابات واختيار ممثلينا هو حلم راود الجميع ومانتمناه لعراقنا الحبيب ان يقوده الاخيار الشرفاء الكفوئين الاذكياء وان تكون كل مفاصل الدولة بعيدة عن الفساد وعن الوصوليين والمنافقين والسراق وان يُحترم القانون وان تسود شرعة الثواب والعقاب كل باستحقاقه ..اعترف انه لم يصل العراق الى هذه المرحلة بعد ولازلنا في مرحلة المخاض العسير وهناك شارع لما يزل فيه امراض الحقب الماضية ولنعترف بذلك وهذا اعتقادي وحينما يسالني احدهم عن رايي بما يجري ويطالبني بابدائه اقولها وبكل صرحة ولست بمتشائم حد القنوط انني اعوذ بالله من شرما بعد الانتخابات وليس الانتخابات ذاتها واخشى ما اخشاه ان تاتي الانتخابات بما لانتمناه ولانرتضيه لعراقنا وشعبنا وخصوصا واننا امام ثقافة الاختلاف مع القطيعة تلك سمة مايجري في الشارع عموما سواء اكان السياسي اوالاجتماعي وهو انعكاس ومؤشر غير صحي لم تلتفت لاصلاحه الاقلام واصحاب الفكر بل هناك من يغذيه ويعززه اما بجهل او وفق صراع التسقيط والضرب تحت الحزام ولن ينفع مايجري بالنتيجة سوى اعدائنا وسنؤسس لعودة من اقسموا بطاغيتهم ان يقلبوا عاليها سافلها على العهد الجديد وان تعود اليهم وان جرت الامور كما لانتمنى فانهم سيسجلوا انتصارهم علينا وساعترف لهم بذلك وقتها ولكن اتحداهم ان تجري الامور بما تشتهي اراذلهم مادامت في عروقنا دماء تعشق العراق وارضه واهله ..منذ الانتخابات السابقة حتى هذه الساعة والسبت انطلاقها لاختيار مجالس المحافظات لم استمع او اشاهد ثقافة احترام خيارات الشعب والمعارضة الصحية والتصويب والتصحيح للحكومة من على طاولة البرلمان , وحصل انقلاب كبير على الاستحقاق الانتخابي ومرر الامر تحت شعار المصلحة العامة واشراك الجميع في صنع بداية العراق الجديد وتحملنا الامر وقلنا ليمر الانقلاب الملون لعل المرحلة القادمة تكون فيها الفائدة القصوى من التجارب الماضية وقد نرى خارطة جديدة مختلفة عن الخارطة السابقة وسننتقل نحو الافضل كحال الامم المصرة على خير شعوبها واوطانها ..مايجري وجرى يجعلني في قلق مما بعد الانتخابات خصوصا وليس من الانتخابات و ان حصلت تطورات او انتهازية او قرارات كما اسماها باراك اوباما بالصعبة من قبل القوى التي دخلت العراق بجيوشها لتضع العراقيين في زاوية واحدة لاخيار غيرها امامهم فسنكون مع هذا الوضع التراشقي المزري في موقف صعب لانتمناه واخشى ما اخشاه ان يضيع الجميع وعندها لن ينفع الندم لاننا لن نكون موفقين ومتهيئين لسوء احتمالات كهذه وهذا مايقودنا للقول والسؤال لماذا كل هذا يجري وماهي المبررات ومن الرابح والخاسر اذا ما حصل مالايحمد عقباه وهل هيئنا انفسنا لاحتمالات مثل هذه ام ان الاختلاف والتراشق والتسقيط هو من سيحمينا ان حدث أي مكروه لاسامح الله ..؟؟اسئلة كبيرة مطروحة امام القيادات العراقية والصورة باتت واضحة للعيان والقلق يعترينا والشارع يحتاج منكم ومن الجميع ارادة قوية وانتفاضة على الذات وتغليب لخيارات المصلحة العليا على الطموحات الضيقة وليعلم المتناحرون ان اقبلت موجة الغدر والانتهازية والتغيرات الخارجية فانها ستجرف الجميع نحو وحول من الصعب الخروج منها فرادى ..سؤال اخر يطرح نفسه اليوم وبقوة وهو مايجعلنا نترقب بقلق النتائج وهذه المرة غير سابقاتها فالوضع غير الوضع والزمن غير الزمن والاسماء المحركة والمؤثرة في الاوضاع الاقليمية والدولية تغيرت وسؤالنا نضعه امام الجميع وهو هل سيحترم الخاسرون نتائج الانتخابات القادمة ام ان اسطوانة التزوير ووووو ستكون هذه المرة ليست بالتصريحات والتقارير الاعلامية بل بما لانتمناه ونخشاه خصوصا وهناك من يتربص بعراقنا دائرة السوء وسيغذي هذه الاختراقات والتحولات المحتملة تحت مسميات جديدة قديمة وسيبث فتنته بين صفوف شعبنا المبتلى بشتى الامراض اخطرها مشكلة الاختلاف والقطيعة واعني بهم الكتل الخيرة جميعا وقواعدهم في الشارع ونعرف جميعا ان ثقافة ان اختلف الزعماء اختلفت القواعد تلاقائيا وان اتفقوا اتفقت وتلك الحالة في العالم الشرقي دموية في بعض حالتها ومرت الامة بتجارب كثيرة مماثلة في لبنان وفي كوردستان مثلا ليتنا نستفيد من تلك التجارب المريرة انتهت الى انهم مجبرون على الاتفاق لان ماسال من دماء كان قاسيا ومريرا وغير ذا فائدة للجميع ولم نصل بعد الى مرحلة القناعة بان الاختلاف في الراي نعمة ونمتلك نظريات كبيرة وواضحة ولكن التطبيق مفقود والعمل بها معطل ولا ادري الى متى ..لا اخفيكم اخشى على عراقنا مما بعد الانتخابات واسال الله ان تقبر مشاريع المنافقين في مهدها وان تمضي هذه المرحلة بردا وسلاما على عراقنا العزيز والذي يعزز خشيتي تلك ان تتزامن القرارات المفاجئة بانسحاب محتمل في الاوقات الحرجة مع تواريخ انتخابية منها ماسيجري بعد ساعات ومنها الانتخابات البرلمانية القادمة وهناك وعد قطعه بعض اوباش العرب من ان انسحاب الولايات المتحدة سيجعلهم يتدخلون مباشرة لصالح مكون سبق وان حكم العراق دهرا طويلا انتهى الى مزابل التاريخ ..نحتاج منكم اليوم وبقوة لوحدة الصف واكثر من أي وقت مضى فالمرحلة عصيبة ومفصلية وهي مرحلة عبور هامة وعلى القيادات التي تصدت بقوة للوصول بالعراق الى هذه المرحلة تقع مسؤولية اتمام المهمة التي اوكلها لهم الناخب العراقي وخصوصا اصحاب المقابر الجماعية والذين ينتظرون منهم المزيد من التكاتف ووحدة الصف وتجاوز الخلافات الجانبية لان التطورات القادمة ستكون حبلى بالكثير الذي يحتاج الى قوة الوحدة .الخميس، 29 كانون الثاني، 2009احمد مهدي الياسري