باسم العوادي Basim_alawadi@yahoo.co.uk
استعرت في الأيام القليلة الماضية الحرب الشعواء ضد القائمة 290 وهي قائمة تيار شهيد المحراب والقوى المستقلة وتوقيت تلك الحرب يشير الى عدة معطيات منها تحديد الأيام الاخيرة التي تسبق الانتخابات لتلك الحملة لكي تؤثر على قناعات الناخب العراقي اولا ومنها ادارك البعض من خلال الحمة الإعلامية الرصينة بان القائمة 290 ستحقق نتائج جيده جدا لانها اعتمدت في الأساس ليس على الشعارات فحسب بل على ماحققته من انجازات خلال السنوات الأربع الماضية ورغم ان قيادة تيار شهيد المحراب لم تدع الكمال ولم تدع تمام الطموح لكنها لو قورنت بغيرها ممن عمل معها لامكن بيان الفرق الشاسع بين ما تحقق.
استطلاعات مضحكة واستبيانات سخيفة ومقالات مهزومة تنشر بين الحين والآخر هدفها الأساس هو الانتقاص من شعبية القائمة 290 في حين ان الاستطلاع الأكيد والواضح هو استطلاع الأرض الذي يحكي عن تجمعات جماهيرية بعشرات الآلاف بل واحيانا بمئات الآلاف من الجماهير الوطنية العراقية التي شاركت في الحملة الدعائية الانتخابية للقائمة ، وفي الوقت الذي اقتصرت فيه الحملات الدعائية لبعض القوائم على شخص واحد يجمع له الانصار والاتباع توزعت قيادات القائمة 290 المتعددة على مختلف اختصاصاتها فمنها مايخاطب العقل المثقف النخبوي ومنها مايخاطب العقل الاجتماعي والعشائري ومنها مايخاطب العقل الطلابي الشبابي ومنها مايخاطب العقل النسوي ومنها ما يخاطب العقل الجماهيري الشعبي العام ومنها مايخاطب العقل العقائدي الديني ومنها مايخاطب العقل السياسي للآخر وكل واحد من هؤلاء يستعرض انجازات قيادات التيار في كل حقل من الحقول المذكوره في اشارة واضحة الى دقة التنظيم وشمولية الحالة ورصانة الاستعداد ومن يمتلك ولو خبره قليل بالسياسية سيدرك حتما ان تلك الحملة الاعلانية الواسعة والمنضبطة والمركزه والتي لم تستهدف اي أحد بل ركزت على انجازاتها وسياساتها وما تريد ان تحققه مستقبلا سوف لن تذهب سدا وستأتي بأو كلها ولو بعد حين.
هذه الرؤية ليست بعيده عن اعين المتابعة ولأنها مرصودة ركزت عليها السهام بقوة وقسوه لثنيها والتلاعب براي الناخب ولكن بطريقة غير شريفة وغير منصفه ، فما عسى ان يفعل من لايملك الانجاز ولا يملك الخبره السياسية ولايملك القيادات المتعددة ولايملك العقلائية السياسية ولايملك التأييد الجماهيري ولايملك الماضي النظالي ولا الحاضر السياسي ولا التصور المستقبلي للحالة العراقية سوى ان يوجه سهامه بالسب والشتم والتشهير لقائمة تستنهض همم جماهيرها بكل شفافية ووضوح من خلال وسائل اعلامها المتابعة وبدون التواء وتعرج.
وهنا فالقائمة 290 تستهدف لاسباب عديدة منها :
1 ـ لكونها أقوى القوائم الشيعية وهزيمتها تمثل هزيمة للشيعة وهذا هدف ومطلب خارجي وداخلي فبعد ان فشل اولئك في وصم الشيعة ( بالخونة ، والعملاء ، والقادمين عل دبابات الاحتلال ، والرافضة ، والصفويين ) اخترعوا اسما جديدا هو الاحزاب ( الدينية ) ومعلوم لدى كل متابع حصيف ان هذه التسمية الجديدة انما المراد منها (الشيعة ) تحديدا دون غيرهم باعتبار ان الأحزاب الإسلامية ( الدينية ) هي المعبر الواسع اليوم عن التواجد الشيعي في مؤسسات الدولة وفي الشارع العراقي وبالتالي فان محاربة الاحزب الدينية هي محاربة للشيعة ونظره بسيطة اليوم للفضائيات الطائفية التي تتمنطق بمهاجمة الاحزاب الدينية يمكن ان يفهم اي متابع ان المستهدف هو الشيعة واحزابهم وقوائهم القوية ولاجدال بان هزيمة القائمة 290 ستعتبر اقسى هزيمة لشيعة العراق قد لايتمكن الشيعة من استعادة عافيتهم بعدها بسهولة وهذا هو المطلوب عند الكثير لذلك ترى ان الاعلام الخارجي والداخلي المعادي يزكز كل طاقاته في مواجهة القائمة 290.
2 ـ كذلك تستهدف القائمة 290 لانها تمتلك برنامجا سياسيا ورؤية واضحة للماضي والحاضر والمستقبل وهي صاحبة قرارا وموقف وبرنامج واكبر دليل على ذلك هو دورها الاساسي في كتابة الدستور الذي يعبر في اقل التقادير واضعف الأيمان عن انها تعرف بالضبط ما تريد ان تفعله وانها تسير على وفق برنامج سياسي متكامل ليس لها فحسب بل للعراق اجمع وهذه النقطة كذلك مرصودة حيث ان التركيز والحرب السياسية والاعلامية لاتشن ضد العابر والمشوش والفاقد للذاكره والناسي للماضي والمتخبط في الحاضر والمتحير في المستقبل بل تشن ضد الواعي ماضيا والمعاصر المدرك للحقائق حاضرا والمستعد والمتهيئ لكسب المستقبل وقيادات القائمة 290 هي في طليعة من تنطبق عليها هذه المواصفات.
3 ـ كذلك تستهدف القائمة 290 لانها كانت ولا زالت رمز للعقلائية والمنطقية السياسية في الحالة العراقية منذ سقوط النظام وكانت رمزا للاعتدال والوسطية في الوضع السياسي العراقي وبالتالي فكل من لايريد للعراق الخير ويريده ان يتخبط في التطرف والمواقف المتصبلة يريد لتلك القائمة ان تهزم ليكسر بهزيمتها معاذ الله قوة العملية السياسية ـ على ماهي عليه ـ حيث من المعلوم ان الداعم الأساسي وعمود الخيمة التي ترتكز عليه العملية السياسية العراقية الجديده هي قيادات القائمة 290 وبالتالي فكسرها وهزيمتها هو بالأصل كسر وهزيمة وانتكاسة لكل العملية السياسية وما تحقق عنها منذ سقوط سلطة صدام وزبانتيه بل هي كسر للعراق الجديد.
4 ـ وكذلك تستهدف القائمة 290 لانها اوضح ممثل للحالة الإسلامية في العراق وانصع متحدث باسم التيار الإسلامي العراقي وعليه فاستهدافها ومحاولات هزمها هي محاولات مشبوهة لضرب عموم التيار الإسلامي وافشال تجربته الرائده والفتية في ادراه النظام في العراق ( مع كل الاخطاء التي حصلت ) والتي تعترف بها قيادات التيار الإسلامي ، لكن هزيمة التيار الإسلامي المعتدل الحالي وعدم وجود البديل المقبول لادارة النظام بدله سيؤدي الى فوضى عارمة وهو الهدف المنشود بالأساس من مهاجمة اقوى الاحزاب الإسلامية الممثلة للتيار الإسلامي والمتمظهر بالقائمة 290 وقياداتها مع بعض القيادات الإسلامية في قوائم اخرى .
5 ـ كذلك تستهدف القائمة 290 لانها استطاعت ان تحقق مقدارا مقبولا من الانجازات في المحافظات التي اشرفت عليها خلال السنوات الماضية يفوق ما حققه غيرهم لذلك فهي مستهدفه من كل اولئك الطائفيون الذي يعز عليهم ان تتمتع محافظات الوسط والجنوب وبغداد ببعض المنجزات غلا في قلوبهم على ابناء الوسط والجنوب وبغداد ، ولكي لا تحصل اي نهظة مدنية او عمرانية او خدمية في المناطق الشيعية تكون حافزا ودافعا لغيرهم في المناطق الاخرى في التوجه نحو العملية السياسية ومكاسبها ولاستقرار العراق فتراهم يركزون كل جهدهم وسهامهم نحو كل من يحقق انجازا معينا محاولين بشتى الوسائل الانتقاص منه.
واخيرا هذه النقاط ليست موجهة لمن ينافس القائمة 290 وقياداتها في هذه الانتخابات بنزاهة وقوة معتمدا على برنامجه الانتخابي وانجازاته السياسية اياً كان ، ففي التفاته ذكيه تستحق الاشاده للسيد عمار الحكيم قال قبل عدة ايام في رد له على سؤال حول من ينافس القائمة قائلا : ( ان منافس اليوم هو حليف الغد ) وهذه حقيقة لايمكن ان يفهمها اصحاب (الشخابيط السياسية) هنا وهناك ففي يوم 31 / 1 مساء ستنتهي المنافسة السياسية وبعدها بـ ( 24 ) ساعة فقط سيبدأ مشروع ( التحالفات السياسية ) الذي يمكن ان يوفر الغلبة السياسية في مجلس أية محافظة لاختيار المحافظ من الكتلة الاقوى واختيار رئيس المجلس من الكتلة الثانية المتحالفة مع الأولى وهكذا ..
ستحقق القائمة 290 مثلما يتوقع لها الكثير حصة تعادل جهودها وحركتها السياسية والحملة الشعواء الاخيره ضدها هو دليل تقدمها ( فالصراخ على قدر الالم ) وستتحالف مع كل من اختلف معها ونافسها لانها لاتبحث عن الخلاف وانما تبحث عن الاستقرار والاعمار والذي لايتحقق إلا بالتحالف مع الأخر القوى والوطني ، وستذهب كل تلك الأصوات المبحوحة ادراج الرياح مثلما ذهبت أمام التجارب السابقة فرجع الحاقدون بخفي حنين وحققت قائمة تيار شهيد المحراب والقوى المستقلة التقدم وهي لا تنظر إلا الوراء.
https://telegram.me/buratha