المقالات

أحرجتنا يا حزب الله!


بقلم: مصري

أحرجتنا يا حزب الله.. منذ سنوات طويلة اعتقدنا أن الأمور هدأت لصالح موتنا الأبدي، واستسلامنا وامتثالنا لخيار السلام الاستراتيجي، والتسوية السياسية التي تعطينا بقية من بقايا فتات اليهود..! احرجتنا يا حزب الله، فقد نسينا الحرب وأيام الحرب، وادمنا حالة الانتظار الأزلي لمجدد العصر او المهدي المنتظر.. أو عودة المسيح، ارتخت عضلاتنا واحترفنا خيار اللهاث وراء خبز يومنا وكفافنا من الحياة الدنيا، بكل ما فيها من "دنية" ودونية وأدنى... أحرجتنا يا حزب الله، سرقت منا نومنا اللذيذ على فراش الاستسلام، أو السلام لا فرق، وتسليمنا بقوة وجبروت عدونا، فشطبنا من قاموسنا مفردات القتال والنزال، وبيانات سير المعارك، وسرحنا بقية باقية من "فوتيك" وتحولنا إلى معارك "التعمير" والعمران وبناء الاقتصادات (وليتنا أفلحنا!) حولنا خطوط إنتاجنا كلها إلى الجانب المدني، فلا فائدة ترتجى من نزال عدو رهيب عملاق لا تطوله قاماتنا القزمة، ولا أيدينا المغلولة..!! شطبنا، مع تشديد الطاء، وانتهت مواسم الرجولة والعنفوان والكلام الكبير الذي لعلع أيام الستينيات بعد أن تحول إلى وكسات ونكسات وانتكاسات، صدقنا تماما أنه "مفيش فايدة.. غطيني يا صفية" على حد تعبير سعد زغلول، بل إننا لم نجد الغطاء حتى، فبتنا في العراء ملتحفين السماء مفترشين الأرض: ربنا كما خلقتنا.. ملط.. زلط! أحرجتنا يا حزب يا مجموعة من الرجال القلة، عددا وعدة، بعد أن شاغلتم أقوى قوة في المنطقة العربية، وجعلتم منها مسخرة عسكرية، لأن أصبح لزاما عليها أن تدفع مقابل كل متر تحتله دما ودبابات ورجالا وكرامة وكبرياء، أحرجتمونا والله بعد أن تقهقرت أمام هذه القوة جيوش جرارة مكتنزة بالفشك والتعبئة القومية والكلام الكبير، فخسرت في ست ساعات ثلاثة أوطان، بعد أن خسرت من قبل حلما كبيرا بالاستقلال الكبير! أحرجتمونا يا أيها الشباب الأغرار بعد أن اكتشفنا أننا كنا نائمين على مخدات وفرش من الأكاذيب والأوهام التي سوقوها لنا باعتبارها حقائق دامغة لا تقبل المراجعة، احرجتمونا أيما إحراج بعد أن اكتشفنا أنه لم يزل بين ظهرانينا رجال قادرون في غفلة منا على المناجزة والانتصار وإلحاق الإذلال والانكسار بعدونا، صحيح أن الثمن من ضحايانا المدنيين كان مذهلا وجارحا، لكننا كنا ندفع هذا الثمن دون أي انتصار، أفلا ندفعه الآن مع شيء من الانتصار أو التجديف على تخومه على الأقل؟؟ كنا نموت بشكل مجاني على كل حال، حتى قال شاعرنا محمود درويش" منكم السكين ومنا لحمنا، وقد آن للحمهم أن يُفرم هو أيضا، وأن نمسك السكين ولو على سبيل التجربة فحسب! لكل هذا..احرجتنا يا حزب الله، واحرجتنا أكثر لأنك من مذهب آخر، حتى انك فتحت المجال للمتقولين أن يجدوا "عذرا" للتبرؤ من النصر.. لأسباب مذهبية!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك