ميثم المبرقغ
هتفت الجماهير المحتشدة في البصرة بصوتها المدوي (كل أرواحنا فداء لأبي عمار) أثناء خطاب سماحة السيد الحكيم في ملعب الجمهورية السبت الماضي، فردّ سماحته على الحشود (فداؤكم أبو عمار) وقالها بكل صدق حتى أبكى الحاضرين لفدائيته من أجلهم...لم يقلها سماحته مجاملة أو تناغماً مع الحماس الجماعي، ولم يرددها بلسانه، فقد قالها عملاً وممارسة قبل أن يرددها قولاً وشعارا.. ردّ سماحته على هذه الجموع المندفعة للاستماع إلى خطابه (فداؤكم... أبو عمار) تعني ان هذه القيادة هي أول من ضحى من أجل شعبها...
وقد ذكرني ردّه هذا بمقولة أخرى قالها شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس) للجماهير المجاهدة في المهجر عندما رددت ((نعم.. نعم للحكيم)) و((بالروح بالدم نفديك يا حكيم)) قال رداً على هذا الشعار لا تقولوا (نعم.. نعم للحكيم) بل قولوا ((نعم.. نعم للإسلام)) ولا تقولوا ((بالروح بالدم نفديك يا حكيم)) بل قولوا ((كلنا فداء للإسلام)) هذا الوعي القيادي الذي يؤسس للأمة معاني الفداء والولاء والتضحية والإباء...
فدائية آل الحكيم للشعب العراقي أثبتها الواقع والميدان والوجدان، ومازالت الذاكرة العراقية القريبة تستذكر ما قدمت هذه الأسرة من شهداء فقهاء علماء مجتهدين في طريق الإسلام والوطن..قدمت أكثر من ستين شهيداً داخل الوطن وخارجه، وامتزجت دماء آل الحكيم مع دماء أبناء شعبنا في ميادين الجهاد والزنزانات، وقد اثبتوا إخلاصهم وتفانيهم من اجل الدين والوطن، فمنهم (من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
هذه الثقافة (الفدائية) أثبتها آل الحكيم قولاًَ وفعلاً وشعارا وشعوراً ونظرية وتطبيقاً، وقد اعتادت الشعوب أن تهتف للزعماء والقادة والرؤساء بهذه الشعارات وسط استئناس وسعادة الزعماء من دون ان يردوا، بينما هذه القيادة الرشيدة كانت ومازالت تضحي من أجل شعبها.. فالأسرة العلمية المجاهدة التي أعطت دماءها لشعبنا طيلة المواجهة السابقة ألا تستحق أن نضحي من أجلها بأصواتنا عبر الحضور الواعي في الانتخابات القادمة وفاءً لشهيد المحراب، وطاعة للمرجعية، واستجابة للسيد الحكيم.
https://telegram.me/buratha