المقالات

رحل محفوظ...فمن يعتني بالبقية؟


( بقلم : علي الخياط )

رحل منذ بضعة ايام المؤرخ والمفكر الكبير المرحوم حسين علي محفوظ ...في داره المنزوية في زقاق من ازقة مدينة الكاظمية المقدسة والتي ترعرع في حاراتها حتى غدا واحدا من رموزها الفكرية وشاهدا على تحولاتها التاريخية والسياسية ،عن عمر قضى شطرا كبيرا منه في البحث والقراءة.. وذاكرة تزخر بالابداع والمثابرة والانجاز. 

ألف العلامة وشارك في اكثر من 1000كتاب وبحث في مختلف مجالات المعرفة والعلم والترجمة والتحقيق والمعاجم والقواميس والانساب ،وحصل على الكثير من الاوسمة والشهادات التقديرية والعضوية للعشرات من المجاميع العلمية ومراكز البحوث العربية الاسلامية.محفوظ يعد من العلامات الفارقة في الثقافة العراقية والعربية،تعرض خلال حكم النظام البائد للتهميش و الاقصاء لكن ذلك لم يمنعه عن الاستمرار في التأليف والبحث والكتابة في ذاكرة الوطن بصورة اكبر واشمل.

رحل العلامة (محفوظ) الا ان نتاجه العلمي والفكري مازال قائما في ارثه الفكري،وكم كنا نتمنى ان يكرم الشيخ محفوظ على عطاءه الثر طيلة سنوات حياته وتعويضه عن الحرمان الذي لاحقه طائفيا. ولد محفوظ في الثالث من أيار عام 1926 بمدينة الكاظمية في بغداد من اسرة عرفت بالعلم والادب والمعرفة. وتعود جذورها الى قبيلة بني اسد العربية،وامه علوية من ذرية الرسول (ص) وكان ينادى بالميرزا.

درس وتخرج في دار المعلمين العالية (آداب 1948) ونال دكتوراه في الاداب الشرقية (الأدب المقارن) 1952. شارك ومثل العراق في عشرات المؤتمرات العالمية والاستشراقية والندوات والمجالس العلمية والحلقات الدراسية والمهرجانات الأدبية في العراق والبلاد العربية منذ سنة 1954.. وتقديرا لإبداعاته نال (وسام الثناء) في الثقافة 1957 و (وسام إقبال الذهبي) 1987 ، ورشحته جامعة بغداد لعدة جوائز علمية وعالمية، وهو الأستاذ الأول في كلية اللغات 1993، والأستاذ الأول في جامعة بغداد 1993 وأستاذ متمرس 1995، وقد تخرج عليه ثلاثون جيلا.. انجز د. محفوظ ما يزيد عن 1500 مؤلف وفي مختلف الاتجاهات ما بين كتاب ورسالة ودراسة وبحث، وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية، ونال العديد من الالقاب، منها (أستاذ المستشرقين)، (الأستاذ الأقدم)، (شيخ العطارين والصيادلة)، (شيخ التراث)، (المصدر الكبير)وغيرها من الالقاب العلمية والادبية..

 وكان لمحفوظ مجلس ادبي يعقده كل يوم ثلاثاء في مسكنه وهو من اهم المجالس الادبية في بغداد وتحضره العديد من النخب الثقافية والادبية والفنية،رحم الله العلامة الكبير وهذه دعوة مخلصة لكافة مؤسسات الدولة الثقافية منها خاصة لتعتني بالعلماء والمفكرين وعلى الاقل من بقى منهم وتكرمهم في حياتهم ،لابعد رحيلهم الى العالم الاخر لاننا امة تحب تكريم المبدعين ،الا بعد وفاتهم ولنا شواهد كثيرة على ذلك!فيا حبذا ان تأخذ وزارة الثقافة بيد المبدعين والمثقفين وترعاهم وتنصفهم في حياتهم قبل لحيلهم،ونحن لمن المنتظرين؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك