( بقلم : غالب الياسري )
على مســافة أيام قليلة نقف جميعاً من الأنتخابات القادمة لمجالس المحافظات لأختيار أعضاء المجالس المحليه فيها. في مرحلة دقيقة ومهمة بعد دورتين أنتخابيتين من المفترض من خلال ألنتائج التي أسفرت عنهما والتجربة لدى الناخب العراقي وتقييمه لهما ... أن تــكون الصورة قد توضحت أكثر والرؤية أصبحت واضحة والهدف أكبر لدى الناخب لأختيار ممثليه وأختيار البناة الحقيقيين الذين يتميزون بالقدرة والكفاءة والنزاهة والصلاح لقيادة مرحلة البناء والأعمار وتغيير الواقع الخدمي للمجتمع العراقي وفي ذلك يبرز لنا دور المرجعية الرشيدة التي رسمت معالم العراق الديمقراطي الحديث .حتى لانغفل الحقيقة ولا تضيع وتتبعثر الجهود ونبقى نذكر للأجيال ونتذكر الدور الرائد والقيادي والأبوي للمرجعية الرشيدة لكل مكونات الشعب العراقي وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع دون تمييز على أساس الدين أو المذهب أو القومية أو المناطقية أو الولاءات العشائرية والحزبية مما جعل مرجعيتنا الرشيدة في نظر الجميع صمام الأمان والحارس والراعي لمصالح الشعب والأمة .... وعن ذلك سنتحدث في جانبين مهمين .
ألأول:- خلال حكم البعث ونظام صدام والجريمة البائد حيث كان
1- رغم محاولات النظام وأجهزته القمعية لم يتمكن النظام أن ينتزع الشرعية ولو في موقف واحد من المرجعية الرشيدة لكل حروبه وغزواته .
2- كانت المرجعية أول من تصدى للنظام وقدمت الشهداء تلوا الشهداء دفاعاً عن الأسلام وعن الحوزة العلمية وعن حقوق الشعب وكرامته وحريته وحفظ حقوق الأقليات وحفظ الدم العراقي ولعل الفتوى الشهيرة لآية الله العظمى السيد محسن الحكيم رضوان الله علية بتحريم قتال الأكراد خير مثال على ذلك .
3- تميزت مواقف المرجعية بالصبر والحنكة واستطاعت أن تحفظ دورها وتحفظ الحوزة العلمية دون أن تنقطع عن الشعب والأمة ويتمثل ذلك في مواقف آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي رضوان الله عليه وهذه المواقف لم تكتب في المسجد فقط أو أروقة الحوزة العلمية او صفحات الكتب بل لامست واقع الأمة. وكتبت تأريخ التصدي في المدرسة والجامعة وفي السوق والحوزة والمسجد والملعب والسجون والشارع واعواد المشانق والمنافي وكل شبر من ارض العراق الطاهرة .
الثاني:- بعد التاسع من نيسان 2003 وسقوط نظام صدام وزوال البعث واركانه مارست المرجعية الرشيدة دوراً ريادياً ورعوياً وقيادياً بارزاً للأمة من خلال :-
1:- احتواء الأزمات الداخلية ومنع الأقتتال الطائفي وتخليص الشعب من مخاطر الحرب الأهلية
2- الأصرار على اجراء الأنتخابات رغم كل الظروف والأجواء الأرهابية وأعمال القتل والتهديد وعدم الأستقرار وأن ينتخب الشعب ممثليه بحرية وأرادة وطنيه .
3- الأصرار على أن يكتب الدستور من خلال ممثلي الشعب المنتخبين ورفض كل المحاولات القائلة بخلاف ذلك . والتأكيد على أن الدستور لابد أن يضمن مصالح الأمة ويراعي حاجات الناس ويضمن حقوقهم ورفض كل المحاولات لكتابة الدستور خارج الحدود وأن لايستورد العراقيون دستورهم ولا نعود لأيام (عبد الرحمن النقيب-كوكس) من خلال ذلك تجلى لنا وبوضوح شديد موقف المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف ودورها وموقعها في حياة الأمة وأنها مارست مسؤوليتها وبامانة كواجب ديني ووطني ولا اعتقد ان التاريخ سيغفل ذلك لمرجعيتنا الرشيدة متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف وبقية مراجعنا العظام .
أخي الكريم
بعد أن استــعرضنا دور المرجعية الرشيدة في مرحلتين مهمتين من تأريخ العراق الحديث نقف الآن على نقطة مهمة ونحن مقبلون على الأستحقاق الأنتخابي القادم فهل سنكون بمستوى المرحلة وبمستوى المهمة وبمستوى الوفاء والأمتنان لمرجعيتنا الرشيدة بالتأكيد نثق بشعبنا وقدرته على ممارسة دوره وأصراره الكبير على انتزاع حقوقه من خلال صندوق الأقتراع ويتمثل ذلك بعاملين مهمين :-
الأول :- أهمية المشاركة الواســعة لكل قطاعات الشعب في الأنتخابات القادمة وعدم الأذعان لأصوات المرجفين والمحبطين الذين يحاولوا التقليل من أهمية المشاركة والتشكيك فيها .
الثاني:-الكيانات السياسية واهمية تقديم مرشحين أكفاء جديرين بالمسؤولية وبرنامج أنتخابي واضح المعالم يتناسب مع حاجات الناس ورفع المعاناة والظلم الذي لحق بهم لسنين طويلة .
الثالث:-المشاركة الواعية والملتزمة وحسن الأختيار فالصوت كل صوت أمانة ومسؤولية فلا نشك بوعي المواطن وعقله وتجربته وقدراته التي صقلتها المحن والتجارب المريرة في أختيار الأكفاء ممن يتمتعون بالقدرة والنزاهة والشرف في تحمل المسؤولية بعيدأً عن الحسابات العشائرية والمناطقية والحزبية والقومية .. حيث نجد المعيار الأساس للكفاءة والنزاهة بقوله تعالى في كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
((قالت إحداهما يا أبتي أستأجره ان خير من أستأجرت القوي الأمين)) صدق الله العلي العظيم *القصص 26
وقال في موضع آخر عن لسان النبي يوسف على نبينا محمد وعليه أفضل الصلاة والســلام
بسم الله الرحمن الرحيم ((قال أجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم))
صدق الله العلي العظيم *يوسف 55
نفهم من ذلك اشارة واضحة الى قيم القوة التي تعني الخبرة والجدارة والعلم والأمانة التي تعني النزاهة ونظافة اليد وعدم المساس بالمال العام وحقوق الناس والأستئثار بالسلطة ومنافعها ... وبذلك فقط نقف على مسافة واحدة من مرجعيتنا الرشيدة ونمتثل لتوجيهاتها السديدة ونفيها حقها ونكون عوناً لها في حفظ حقوقنا وصيانة كرامتنا وبناء الوطن وتنمية مواردنا في الصحة والتعليم والضمان الأجتماعي وتخليد دماء شهدائنا الأبرار وان غداً لناظره قريـــــب
غالب الياسري
إذاعة كربلاء - صوت العراق الجديد
ديترويتhttps://telegram.me/buratha