بقلم : سامي جواد كاظم
منذ الشروع بعملية صولة الفرسان وانتهاءً بالنجاحات التي حققتها هذه العملية مع العمليات الاخرى في بقية المحافظات العراقية يرافقها التحركات السياسية الخفية على الساحة العراقية والامريكية فقط دون العربية التي بدات تحس بلي الذراع بعد ما استجد على الساحة العراقية من قوة سياسية باسم الحكومة العراقية وبامضاء المالكي ، وللحق صوت فقد حقق المالكي نجاحات باهرة على الصعيد الامني لحقه بقية النجاحات التي ترتبط ارتباط مباشر بالوضع الامني .
احد المشاوير التي بادر بها المالكي منذ ان استلم الحكومة هي المصالحة الوطنية والتي اطلقها في ظروف كانت الاجندة الارهابية هي التي تشرط على المالكي بمساعدة امريكية لتحقيق التوازن كما ادعت الادارة الامريكية في الحكومة العراقية ومنح السنة دور اكبرفي الحكومة العراقية الا انها بحثت عن السياسي الذي يمكن له ان يشارك الشيعة فلم تجد من هو المؤهل لذلك الا البعثيين والضباط في الجيش العراقي المنحل وهم ممن تلطخت ايديهم بالدماء العراقية ويعملون مع عصابات القاعدة او على شاكلتها . ومن هنا بدات الادارة الامريكية بالضغط على المالكي لاحياء مبادرة المصالحة . رافق المصالحة تعثرات كثيرة بل وانتقادات اكثر من الشارع العراقي على اساس لا يمكن المصالحة مع الارهابيين .
نعم قلنا وكتبنا نستفهم عن الطرف الثاني الذي تريد الحكومة ان تصالحه من هو ؟ ولا من مجيب الا انا نعلم بصفاتهم واجرامهم وتواجدهم وكنيتهم وهويتهم الا اسمائهم كانت غير معلومة ولا تهم معرفتها اذا كانت طبيعتهم الاجرام . واليوم بعد ما تحقق الكثير الكثير من الانجازات الامنية بدأ يرافق ذلك اعمار ميداني واعمار سياسي واهم ما يدور على الساحة العراقية هي الانتخابات التي بدأ وطيسها بالغليان ، وعليه فان أي قرار تتخذه القوى المسيطرة على الحكومة يدخل وبطريقة مباشرة ضمن حسابات الانتخابات فعندما يتفقد المالكي المحافظة الفلانية لايخفى على احد انها دعاية انتخابية ، ومن المعلوم هنا يجب ان تراعى الحدود الاعلانية بحيث لا يكون تجاوز على حق الغير او استخدام ما هو ليس بملكك لاغراضك .
ومن بين ما اقدم عليه المالكي والذي حيرني في كثير من الافتراضات والاحتمالات هو تفعيل المصالحة وبثوب جديد مع التصميم على تحقيق الاهداف المرجوة منها لا سيما وان الادارة الامريكية استبدلت بالكامل الا كواليسها .المالكي ليس بذلك الرجل الذي يمكن لنا ولي ان ابخس حقه في الانجازات التي حققها على الساحة العراقية وتحديدا خلال العام الماضي ، ولكن تغيير ستراتيجيته في التعامل مع البعثيين هذا هو المحير وكل الاحتمالات حتى السلبية منها تكون من حقنا لا من حق المالكي فان اخطأنا فلنا الحق بذلك .مسالة التفاوض مع عناصر لها صفحة اجرامية بحتة في العراق كيف سيكون شكله ؟ هل سيفاوضهم المالكي على اساس الكف عن الاعمال الارهابية؟ واذا كان هذا فما الثمن ؟ اما ايقاف الملاحقة القانونية او منحهم مناصب او امتيازات سياسية . فلو كان هذا لماذا لم يمنحهم سابقا حتى يتجنب الكثير من العمليات الارهابية التي احدثوها بحق الابرياء العراقيين ؟
وان قيل لا لان الدولة الان قويت فانها تمنح ما تريد من مبدأ القوة وليكن هذا ماذا تمنح ؟ ان قلتم العفو فهذه طامة وان قلتم مناصب فالطامة اكبر ، فالعفو والمناصب تستطيع الحكومة رفضهما بهذا الوقت بالذات بعد ان انكشفت اوراق الارهابيين وبدأوا بالرحيل من العراق فما الداعي لمنحهم هذه الامتيازات ؟، بل قيل ان الغاية هو منحهم فرصة المشاركة بالانتخابات وجعلهم تحت عين الدولة فهل يمكن لمثل هذا الاسلوب ان يجهله الارهابيون ؟ ولربما لا يقال ان هذه الحركة استخدمها المالكي لاغراض انتخابية ، وهذا وارد فهل يجوز ذلك ان صح هذا الاحتمال ؟ لاسيما وان الاخبار تناقلت واكدت ان المالكي يدرس طلب العفو عن الضاري وهنا وقفة قوية جدا عند هذا الحد .مبدأ عفا الله عما سلف قد ينفع في ظروف معينة ، ولكن هل هذه الظروف مواتية في العراق الان ؟لايخفى علينا رحيل بوش من دفة الحكم وجاء البديل الذي على ما يعتقده الكل ان له سياسة تختلف عن سلفه وعليه هل ما اقدم عليه المالكي هو التاهب للطاريء ام لترجمة ما وعد به الادارة الامريكية بضرورة تفعيل المصالحة لاسيما وان المسؤولين الجدد في الادارة الامريكة نوهوا الى ذلك .
في المصالحات تكون هنالك اهداف منظورة وغير منظورة والمنظورة قد تكون قريبة الاجل او بعيدة الاجل ولكن الغير منظورة قد تكون تاملات في خيال المفاوض او في تنبؤات السياسي بحكم ما يملك من حنكة سياسية .نعم صلح الحديبية الذي عقده النبي محمد (ص) مع الكفار كان فيه هدف منظور بعيد الا وهو حج بيت الله الحرام في العام القادم ولكن اهداف المشركين المنظورة كانت اكثر من اهداف المسلمين منها منعهم من الحج وتسليم المشركين أي مشرك يسلم وعدم تسليم المشركين أي مسلم يشرك وبالرغم من ذلك وافق محمد (ص) ، وموافقته هذه جاءت لاهداف غير منظورة قابعة في خلد نبينا (ص) وتحقق كلها بعد عام من الصلح .
هل يدور في خلد المالكي غايات من هذا القبيل ؟ اذن ما هي الضمانة لبقاء المالكي لدورة رئاسية اخرى ؟ وهذا الاحتمال هو الذي يصعد من همته في شحذ الاصوات لقائمته في الانتخابات التي لم يبقى لها الا ايام وتجرى .والمؤلم كلنا يعلم ان هنالك بعثيين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين هم يتبوأون مناصب كبيرة في الدولة واذا ما التحق بهم رفاقهم في الارهاب بعد المصالحة فان ذلك سيزيد الطين بلة بل وقد تجعل الارهاب رسمي في العراق وبقناع مغاير لما سبق . التشاؤم وراد ولكن التفاؤل واجب
https://telegram.me/buratha