( بقلم : باسم حاتم الحطاب )
في اجواء الانتخابات و في كل الدول التي لديها تجارب انتخابية تظهر للسطح دائما أصوات مهمتها تسقيط بعض المرشحين او بعض القوائم . و العراق ليس بدعا من هذه الدول ، فبرغم حداثة تجربته الديمقراطية ، شهدت فترات الانتخابات ما لم تشهده معظم التجارب الانتخابية في دول العالم العريقة في المنحى الديمقراطي . فبين من يمزق صور المرشحين و بين من يحاول القاء اللوم على الذين فازوا في الانتخابات السابقة و لم يحققوا شيئا في مجال الخدمات و بين الذي يتهم غيره بانه من ايتام النظام السابق و قد يكون هو منهم و الى آخره من المحاولات لازاحة اكبر عدد ممكن من المترددين (في أيّ يرشحون) عمن يمكن ان تكون اصواتهم له علها تتحول بصورة او باخرى لحسابه او لحساب قائمته . و في خضم هذه المعركة الانتخابية قد يظهر الكذاب و المسوف و يبرز و يغطي على الصادق و المخلص و هو ديدن الانتخابات في الدول الديمقراطية . و لكن لم اسمع و لم اطلع على مرشح في أي انتخابات سواء أكانت عراقية ام في بلد آخر ان يقول احد لا تنتخبوا فلان او لا تنتخبوا القائمة الفلانية الا في حالة واحدة و هي حالة اول رئيس وزراء عراقي منتخب و زعيم تيار اصلاحي كبير .
قد يستغرب البعض بل الاغلب من هذا الكلام و لكن هذه هي الحقيقة ، فمن يتابع الانترنت سيجد موقعا لمعالي السيد رئيس الوزراء الاسبق و زعيم التيار الاصلاحي المستقل تحت اسم (الوثيقة) و على الجانب الأيسر من الصفحة ستجد اسما قد يفاجئك و هو اسم (محمد رشاد الفضل) مدير الموقع . و في تصوري ان هذا الاسم نكرة الى درجة قد لا يعرفه الا عدد قليل من العراقيين كعدد اصابع اليد و ربما يزيد قليلا . و لمن يحب معرفته بشكل اكبر فهو محمد رشاد خليل الفضل (رئيس وزراء اول حكومة عراقية منتخبة) بعد سقوط نظام الطاغية عام 2003 اعلن عن حكومته بعد ايام من تاسيس مجلس الحكم كما ورد في موقع إسلام اون لاين نت و بالنص التالي : أعلنت مجموعة من المحامين العراقيين الإثنين 21-7-2003 عن تشكيل حكومة وطنية مؤقتة تتكون من 22 وزيرا، ويرأسها "محمد رشاد الفضل"، وهو محامٍ من مدينة النجف جنوب العراق . جاء الإعلان عن هذه الحكومة بعد نحو 10 أيام من إعلان الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر إنشاء مجلس الحكم الانتقالي الذي من المنتظر أن يكون من مهامه إعداد الدستور وتشكيل حكومة . وتم الإعلان عن الحكومة الجديدة الإثنين 21-7-2003 أمام جمع لا يتجاوز الـ100 شخص في ساحة فندق "فلسطين" وسط بغداد. ولم يصدر أي تعليق أو اعتراف من قوات الاحتلال بهذه الحكومة.
وقال بيان لهذه الحكومة: "إننا منتخبون من الشعب العراقي، ووزراؤنا يمثلون محافظات العراق المختلفة، وقد تم الإبقاء على 3 حقائب فارغة للمحافظات الكردية . واعترف محمد رشاد الفضل رئيس الوزراء بالحكومة الجديدة بأن "مجلس الحكم الانتقالي" المعين من قبل الولايات المتحدة يمثل معظم شرائح الشعب العراقي إلا أنه ليس منتخبا؛ مما يفقده الشرعية . ويقول مراسل شبكة "إسلام أون لاين.نت" في بغداد: إن الوزراء الجدد في "الحكومة الوطنية المؤقتة" تسابقوا على إلقاء كلمات التهاني للشعب بمناسبة تشكيل هذه الحكومة. وقال وزير الزراعة: "نعد الشعب العراقي بأن الخيرات قادمة على يدي الحكومة الجديدة التي تعبر عن إرادة الجماهير .
من جانبها قالت مراسلة موقع "بي بي سي" على شبكة الإنترنت في العراق: إن الهيئة التي أعلنت عن هذه الحكومة هي رابطة محامي العراق. وهي رابطة تكونت في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين بناء على دعوة من محامي النجف ونقلت "بي بي سي" عن فائز سوداني السلطاني -وهو محام من مدينة النجف تولى حقيبة الخارجية- قوله: إن تسمية الوزراء جاءت في أعقاب انتخابات صوت فيها أعيان ومثقفو المحافظات تحت إشراف قضاة. غير أنه لم يشر متى كانت هذه الانتخابات؟ وأي المحافظات جرت فيها؟ وأوضح السلطاني أن "الحكومة الوطنية المؤقتة" تحتفظ بخطوط اتصال مفتوحة مع الدول العربية والأمم المتحدة، وكذلك الإدارة الانتقالية المؤقتة . وأشار السلطاني إلى أن مسألة الاعتراف الحالي بهذه الحكومة أمر ما زال الخوض فيه مبكرا، نظرا لحداثة الإعلان عنها .
و ظهر اسم هذا النكرة مرة ثانية في ندوة اقامها (مركز دراسات جنوب العراق حول الاتفاقية الامريكية العراقية طويلة الامد و مستقبل العراق) بتاريخ 15/6/2008 في لندن على قاعة مؤسسة الابرار حيث جاء في التقرير ما نصه : هذا وقد قامت قنوات الفرات والفيحاء والشرقية بتغطية الندوة ولم تحصل مفارقة الا من خلال احد الاشخاص واسمه محمد رشاد الفضل حين تكلم بالاسماء على الرموز العراقية وتم اسكاته جدير ذكره ان الندوة كانت مفتوحة للجميع ولم توجه لهذا الشخص دعوة خاصة من قبل المركز .
و اترك التعليق على ما ورد في الخبرين السابقين للقارئ و اقول بعد تتبعي لهذا الاسم عرفت من خلال موقع المفوضية انه قد رشح نفسه لانتخابات الجمعية الوطنية ككيان فردي مستقل و رقم مصادقته (76) و رقم تعريفه في ورقة الاقتراع هو (238) و لم يحصل على اصوات كافية للدخول الى الجمعية الوطنية . وكذلك وجدت له مقالات قليلة على شبكة الانترنت و اغلبها على الموقع المسموم (الرابطة العراقية) الذي سطر في صفحاته مئات بل الاف المقالات التي تروج للطائفية المقيتة .
و للقارئ ان يتخيل مدى صدقية هذا الشخص الذي انشأ موقعا كاملا مخصصا بشكل او بآخر للنيل من بيت عرفناه و يعرفه القاصي و الداني ، بيت لطالما قدم الدماء على طريق الحرية ، بيت له تاريخ لم يستطع حتى صدام الطاغية ان يمحو ذكره ، بيت شارك العراقيين الامهم و امالهم و لم يغب عنهم حتى بعد ان انتقل من انتقل منه الى دول الجوار هربا من بطش النظام الاجرامي و محاولة لتاسيس مقاومة تطيح بهذا الكابوس المرعب الذي لم يبق شيئا من الحرمات الا انتهكه هو و جلاوزته ، بيت كانت مخابرات النظام البعثي تتبعه حتى في الخارج لتغتال من تصل يديها اليه كما حصل مع الشهيد السعيد السيد مهدي الحكيم في السودان ، بيت تمتد جذورمعرفته لاغلب العراقيين الى ثورة العشرين حيث شارك السيد محسن الحكيم ، بيت المرجعية التي امسكت بزمام الامور على مدى اكثر من عشرين عاما و لا زال على نفس الخط و لم تغيره و لم تحد عنه ، بيت كانت تهابه السلطة و لم يكن يهابها ، بيت لا يمكن ايجاز صفاته بسطور مقالة كهذه .
نعم ان الموقع الذي انشأه محمد رشاد الفضل يكاد يكون مخصصا للنيل من هذا البيت العريق ، فما ان تدخل الموقع حتى ترى رؤوس اقلام لمقالات و عناوين لاخبار و دعايات كتبت تحت عنوان (تحذير) و (تحذير هام الى الشيعة العراقيين) و تحت هذه العناوين و الدعايات (لا تنتخبوا قائمة 290) و (عدي الحكيم) و ما الى ذلك . و حين تتصفح المقال او الخبر تجده متنوع العناوين و لكن يمكن اختصاره بكلمات قليلة و هي (نحن نعادي بيت الحكيم لاننا من ايتام النظام السابق او لاننا نقبض اجورا لمحاولة تسقيطهم او لحقدنا عليهم لان الشعب سينتخبهم و لن يتركوا لنا مجالا) . و من خلال المتابعة لهذا الموقع تجد جميع كتّابه نكرات و لم اقرا لهم الا في موقع (الرابطة العراقية) و مواقع شبه مجهولة بل و حتى المقالات التي كتبها كتاب معروفين تجدها منقولة من مواقع اخرى .
انا لست منتميا لا الى المجلس الاعلى و لا الى غيره ، برغم اني كنت معتقلا سياسيا، لكني اتابع في اوقات راحتي ما ينشر على الانترنت ، و احاول ان اتصفح في الاراء التي تؤيد و الاراء التي تعارض و لكل الكيانات السياسية ، و احاول ان اجد في المواقع ما يمكن ان يكون موضوعيا ، و ليس عندي مشكلة مع اي راي يعارض منهجي و لكن حين يكون الراي لمجرد التسقيط لا يمكن ان أظل صامتا متفرجا لذلك و عند دخولي لموقع الوثيقة بدأت تتبع اسم و سيرة مدير الموقع و كذلك الكتاب الذين يكتبون له و خصوصا و انهم يتهجمون على رموز لطالما انتظرنا ان نراها فضلا عن ان تكون في هرم العملية السياسية ، و بالاخص هذا البيت الذي لم يكن اغلب العراقيين يعرف ان هنالك معارضة لنظام الطاغية سواهم و ليس ادل على ذلك من الاستقبال الكبير جدا لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم و من ثم لشهيد المحراب الخالد السيد محمد باقر الحكيم لدى عودتهما الى ارض الوطن ابان سقوط الطاغية الهالك و في كل المحافظات التي مرّوا من خلالها ، و لا اريد بقولي هذا ان انتقص من الباقين و لكن لم يحظ اي معارض آخر للنظام بما حظي به بيت الحكيم من لهفة و حفاوة في الاستقبال .
و يمكن القول هنا و بكل بساطة ان موقع الوثيقة لا توجد فيه اي وثيقة الا في اسمه فلا يمكن لاي عاقل ان يصدق انه و في هذا الوقت لا نستطيع ان نحصل على صورة او كتاب (ليس مزورا) او مقطع فيديو ، بعد توافر كل الامكانات على ذلك بعكس ما كان في نظام صدام ، تدل على خطأ و لو بسيط لاشخاص هم في اغلب الاحيان بين الجماهير و على وسائل الاعلام . في حين افتضح نظام الطاغية بملايين الوثائق من كل نوع برغم التعتيم الاعلامي و صعوبة الحصول على الامكانات البسيطة فضلا عن المعقدة الموجودة الآن .و في الختام ، و عذرا على الاطالة ، اعتقد ان نتائج الانتخابات القادمة كفيلة باسقاط شخصيات مثل محمد رشاد الفضل و غيره ممن لم يستطيعوا ان يصلوا الى الجماهير و كذلك كفيلة بان تثبت للمتخرصين القاعدة الجماهيرية الواسعة التي يمتلكها هذا البيت و هذا الخط الشريف .
https://telegram.me/buratha