( بقلم : عمر عبد الستار )
تمر شبكة الاعلام العراقي هذه الايام بأسوأ مرحلة منذ سقوط النظام السابق حيث بدأت هذه المؤسسة الاعلامية الضخمة التابعة للدولة والممولة من المال العام تتجه اتجاها حزبيا ضيقا لصالح جهة معينة . وقد سيطر على هذه الشبكة مكتب رئيس الوزراء سيطرة كاملة وبالخصوص قناة العراقية الفضائية واخذ يتحكم حتى في البرامج التي تعرضها هذه القناة، وباتت الاوامر والتوجيهات تصدر مباشرة من المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ياسين مجيد او من مدير المكتب طارق نجم عبد الله. ولم يعد السيد حسن الموسوي المدير العام للشبكة سوى منفذ للاوامر والتوجيهات ليس الا.
وكنا نتصور ان قضية تسلط بعض الاطراف على الشبكة سوف تنتهي بعد ان تم اقصاء مديرها السابق حبيب محمد هادي الصدر وتعيين حسن الموسوي ولكن تبين ا الامور تنحو منحا اخر اكثر خطورة.فقد قام حسن الموسوي بالابقاء على اربع مستشارين جميعهم من البعثيين السابقين، حيث سيطر هؤلاء على الشبكة بشكل كامل وهؤلاء الاربعه هم:
1-سوسن الجزراوي: عملت في صحف النظام البائد,وبالتحديد في صحيفة الثورة وهي عضوة عاملة في حزب البعث، رشحها اياد علاوي لهذا المنصب الذي تشغله اليوم في العراقية، تمتلك توجها بعثيا حتى الان ، وعملت على دعم علاوي والبعثيين وهي صاحبة قرار مؤثر في الشبكة.
2-علاء المولى: كان يعمل مدير الاذاعة في العهد البائد وهو اليوم يتملق الى مكتب رئيس الوزراء لينال رضاهم عنه.
3-صادق الصحن، شاب يحمل شهادة دكتوراة مشكوك في صحتها العلمية ويقال انها مزورة، ليس له خبرة في المجال الاعلامي, وهو متخرج من معهد تابع للمخابرات العراقية في زمن النظام السابق.
4-زاهد البياتي: بعثي وهو شقيق (عاصم جهاد) مسؤول الاعلانات في قناة الشباب الفضائية في زمن النظام والناطق الاعلامي لوزارة النفط حاليا ، واليوم هو من الذين يتملقون الى مكتب رئيس الوزراء هو واشقائه ويعمل على ازاحة كل من لا يوافقه في الرأي
وينقل احد المقربين من حسن الموسوي , ان الاخير يتعرض الى ضغوطات كبيرة بحيث تم فرض بعض البرامج لكي تقوم قناة العراقية ببثها، وكذلك في بعض الاحيان يتصل مكتب رئيس الوزراء ويامر بحذف هذا المانشيت او ذاك الخبر. لم يحصل هذا الامر في الحكومتين السابقتين لا في زمن اياد علاوي ولا في زمن ابراهيم الجعفري والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو .. هل اننا بدئنا عهداً جديداً من الديكتاتورية وهل ان السيد رئيس الوزراء سوف يكون رئيساً للوزراء مدى الحياة ام انه سوف يطلب من البرلمان تعديل الدستور لتكون رئاسته للوزراء الى خمسين سنة اخرى..... الله اعلم!.
https://telegram.me/buratha