( بقلم : حامد جعفر )
تجاربنا نحن العراقيين مع البعثيين وعملائهم كثيرة جدا والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين . فقد جربناهم عندما قاموا بانقلابهم الاسود على الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم, الذي قتلوه في مبنى الاذاعة والتلفزيون حتى بدون محاكمة صورية. وبعد ذلك قاموا بانشاء ما سموه الحرس القومي الذي اخذ يطارد الوطنيين من السياسيين والمثقفين ويلقي بهم في سجون رهيبة ويعذبهم عذابا لم يألفه العراقيون في عصرهم الجديد, وكأنهم كانوا يستحضرون روح الطاغية الجهنمي الحجاج بن يوسف والدكتاتور الظالم هارون العباسي المشهور بلياليه الراقصة على انغام الموصلي وهو يحتسي الخمور وامامه انواع الحلوى الفاخرةمن اللوزينج وغيره ومن غريب الطعام حتى لسان العصفور والزرزور, بينما كان الشعب وخصوصا اتباع الائمة من ال علي(ع) يرزحون تحت فقر مدقع ورعب كبير, خوفا من سيف الجلاد مسرور الشهير..!! وقد ساعد البعثيين في ظلمهم رجل دين مزيف هو الخالصي الذي راح اتباعه المجرمون بامر منه يفوقون البعثيين في اسلوب التعذيب والتنكيل فقلعوا العيون وقطعوا الاعناق وشوهوا الوجوه وسرقوا الاموال فكان هذا الخالصي في وقته صورة طبق الاصل من المجرم الوهابي ابي مصعب الزرقاوي في وقتنا هذا.
لم يحتمل عبد السلام عارف وكان رأيسا للجمهورية وحليفا للبعثية ذلك فانقلب عليهم وحاربهم من بيت الى بيت وقضى عليهم وارتاح الشعب من جرائمهم, الا ان البعثية الاوغاد لم يستسلموا وراح مجرموهم بقيادة كبير القتلة صدام يبحثون عن ثغرة للتسلل للحكم ثانية.. ولما كان عبد السلام قويا حازما لم يتمكنوا من مواجهته حتى استطاعوا ان يضعوا قنبلة في طائرته وهو يزور البصرة فانفجرت وقتل عبد السلام . وجاء بعده اخوه عبد الرحمن وكان رجلا بسيطا فاستغل البعثيون المتامرون ذلك فهجموا على القصر الجمهوري واستولوا على السلطة.وابتداء من ذلك اليوم حل العهد المظلم الكئيب على العراقيين فاذا بهم يسمعون مرعوبين بقصر النهاية الذي ان دخله عراقي فلن يخرج منه لانه سيذوب بالتيزاب, واذا خرج فسيكون اما جثة هامدة او مخلوقا مشوها مجنونا. وفي تلك الايام حدثت معارك ومؤامرات دامية بين البعثيين انفسهم للسيطرة على خيرات العراق الهائلة والاستمتاع بالحكم والنفوذ الذي لم يعرفه هؤلاء البعثيون الحرامية مثل عزة ابو الثلج وصدام التائه في الشوارع مع المتسكعين. واخيرا انتصر المحتال صدام على رفاقه فذبحهم ذبح الخرفان.. ومن وقتها صار صدام دكتاتور العراق مصاص الدماء الاوحد بلا منافس. ومن يومها بدأت الحروب الكارثية, فاحرق الحرث والنسل وقتل ملايين الشبان عبثا, وقطعت ايديهم وارجلهم واصبح المعوقون ينافسون الاصحاء في عددهم وكثرت الارامل والايتام وخربت القيم الصالحة في المجتمع العراقي وازدهرت الرشوة والمحسوبية والاستغلال واوهام تشغيل الاموال في شركة ساميكو التي كان يشرف عليها عداوي لتدمير ما تبقى للعراقيين الفقراء من امل.
واليوم وبعد سقوط البعثية المدوي وبروز جرائمهم الشيطانية امام العالم كله لم ييأس البعثي الخسيس وراح كعادته الخبيثة يستعمل لسانه العذب وشعاراته المزيفة لاستدراج العراقي البسيط الى شبكته العنكبوتية واعلن عن نفسه باسماء مستعارة ليخوض الانتخابات املا ان يتسلل الى الحكم من جديد .
ولكي تميز ايها العراقي الابي هذا الثعلب البعثي ولا تقع في حبائله, اسمع شعاره اليوم الذي يميزه عن غيره. ففي حوار هاتفي مع البعثي العتيد ظافر العاني اصبح الاحتلال الذي لا بد من محاربته والتخلص منه احتلالين . فاما الامريكي فهو على وشك الرحيل, واما الاحتلال الاخر على حد زعم العاني فهو الاحتلال الصفوي الايراني.. !! وطبعا المعني هو الاحزاب الشيعية ومن يتحالف معها. هذا هو شعار البعثيين اليوم لكي يعود عهد هارون العباسي او السلاجقة والقرة قوينلو وبذلك ينشرح قلب كبير الطائفيين عدنان الدليمي ويعود الصداميون بثوب عرس دموي جديد.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha