بقلم : سامي جواد كاظم
الحكم العثماني هو احد الحقب السوداء التي مرت على شيعة العراق بحكم ممارساتهم التعسفية والطائفية التي مورست بحق شيعة العراق والتاريخ شاهد على ذلك .وكما هو المعلوم ان بريطانيا عندما شنت حربها على العراق جاءت من البصرة على امل وقوف الشيعة المضطهدين من الحكم العثماني معهم الا ان الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وكذلك النتائج التي ترجوها القادة للحركات الشيعية في الدفاع عن الوطن جاءت بما لا تشتهي السفن .والمعلوم ان العراقي اذا اراد ان يثبت عراقيته فالوثيقة المعتبرة هي العثمانية واذا جاء بالصفوية التي كان العراقي يحملها هربا من التجنيد العثماني يعتبر صفوي وهذه احدى الموبقات التي مورست بحق الشيعة في العراق .
ومن هنا يتضح ان هوى الحكم العثماني هو على غرار الهوى الطائفي في السعودية وبالرغم من القسوة العثمانية على اهالي المنطقة الشرقية وتحديدا الاحساء والمعروفة بشيعيتها الا ان هنالك تجاذبات مع جاهلية نجد وحجاز.وعلى اثر سقوط الدرعية عاصمة الدولة السعودية على يد والي مصر من قبل العثمانيين محمد علي باشا، عام 1818 م، أعاد العثمانيون بسط نفوذهم على الأحساء و القطيف، و نصبوا بني خالد حكاماً على المنطقة من قبلهم, فعادت المنطقة إلى الحكم العثماني المباشر من جديد، و أصبحت المنطقة تابعة لولاية البصرة العثمانية ، انتبهوا انتبهوا انتبهوا جيدا انها تابعة لولاية البصرة .والغاية من الموضوع انه اذا لا بد من وجود علاقة بين الحكومة العثمانية والسعودية بل كما كانت تسمى نجد والحجاز طبيعة هذه العلاقة تثبتها الوثائق التي يمكن العثور عليها في المؤسسات التابعة للدولة .
نعم فقد تم العثور على 100 الف وثيقة عثمانية في الاوقاف السعودية وطالما انها وجدت في الاوقاف السعودية اذن العلاقة تتوسم فيها الامور الدينية سواء كانت ثقافية او مذهبية ، فعندما عثرت الوهابية على هذه الوثائق كيف تصرفت بها ؟ هل تعلمون انهم ارسلوها الى المحرقة كي يتم اتلافها وعدم الاطلاع عليها وقد اثارت جدلا واسعا في السعودية لولا نائب رئيس مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور عبد الباسط بدر حيث استطاع ان ينقذ هذه الوثائق وهو ومن معه يقومون الان بترجمة ما يمكن ترجمته من هذه الوثائق .
ولناخذ جانب الاحتمالات والتحليل لنعرف على ماذا تحوي ، فاذا كانت هذه الوثائق تحمل في طياتها سلبية الحكم العثماني اذن لماذا لا يتم البت بها او على اقل تقدير حفظها لانها لا تعتبر دليل ادانة لحكام وشيوخ قبائل الدرعية واما حرقها فهذا لا يمكن له ان يفسر الا اذا احتوت على ادلة تظهر طبيعة القبائل التي كانت تنمي الفكر الوهابي في حينها . وهذا الاحتمال الثاني هو الارجح لان هنالك مداخلة كانت من احد المسؤولين الوهابيين على الدكتور عبد الباسط اثناء الندوة المنعقدة في المدينة المنورة لدراسة وضع الاثار اثر تصريحات الغامدي رئيس رجال الحسبة عن نيته في ازالتها او تغيير اسمائها والمداخلة كانت من قبل الدكتور محمد بن صنيتان حيث اشار إلى "خطر المؤرخين" في وصفهم للقبائل بأنها كانت تقطع الطريق ,مؤكدا أنهم كانوا يسهلون الطريق للحجاج، محملا أمراء تلك الرحلات الذين كانوا يراوغون في تسليم الصرر التي كانت توزع مما يسبب تلك المشاكل. حيث رد المحاضر بأن الدولة العثمانية لم تكن تجيد التعامل مع تلك القبائل كما تتعامل معها الدولة الآن، تاملوا في كيف علم ما في الوثائق بالرغم من ان الدكتور عبد الباسط لم يتطرق الى ما موجود فيها فمن اين علم ان للمؤرخين خطر !!!.كما وانه لو كانت فعلا سلبية اذن لماذا يتم ارسالها الى الحرق ؟!!
هذه هي قبائل الوهابية وهذه هي الجاهلية التي حاول نبينا محمد (ص) ان يقضي عليها فهاهم يعترفون من باب الدفاع عن انفسهم مثل الذي سُرق منه مئة دينار وعندما قال لمن يتهمه هل سرقتني اجاب انا لم اسرق المئة دينار، حيث كانت القبائل هي قطاع طرق وعلى من؟ على الحجاج وسرقة ماذا ؟سرقة الصرر اي التبرعات التي يرسلها المسلمون من خارج مكة الى المسجد الحرام .للتاريخ كلمة مهما حاول المفسدون من تحريفه وعند محاولتهم ستكون للتاريخ شهادتان الاجرام والتحريف .وهل تعلمون ان مدينة الرسول (ص) والذي معجزته القران الكريم لايوجد فيها دار خاصة بالقران حيث جاء ذلك خلال محاضرة للدكتور محمد آل زلفة بعنوان "الإفراط والحساسية عند بعض المتشددين" من وجود الآثار الإسلامية وبقائها .
https://telegram.me/buratha