المقالات

الفوز والخسارة في معركة الانتخابات


( بقلم : أبو باقر الموسوي )

الكثير ينظر إلى الانتخابات المقبلة والتي يحدد من خلالها شكل الحكومات المحلية للمحافظات على أنها مسألة فوز وخسارة ومن هنا يأتي السؤال المهم في هذه القضية ما الفوز وما الخسارة في هذه المعركة ؟؟ هل أن الفوز هو الحصول على مركز مرموق في مجلس المحافظة أو عنوان راقي مثل عضو مجلس محافظة أو رئيس مجلس أو المحافظ أو أي عنوان أخر تشعر من خلاله بعض النفوس بأنها قد فازت بالحصول عليه ؟؟ وهل أن الخسارة هي الحرمان من الوصول إلى تلك المراكز والألقاب بعد أن بذلوا ما بذلوا من أجل الحصول عليها ؟ أم أن الفوز والخسارة مبني على أسس ومرتكزات كبيرة تحدد من خلالها صورة تلك المحافظات وترسم منها حاضر و مستقبل الشعب ...

نعم التجربة التي عاشها العراقيين تدل على كل تلك العناوين المذكورة كلها فقد فازت قوائم وكتل مختلفة في الانتخابات السابقة وكل من هذه الكتل تعامل مع الفوز أو الخسارة من واقع المتبنيات والرؤى التي بني عليها كيانه أو قائمته , فمنهم الوصولي الذي يريد من خلال الانتخابات الوصول إلى مراكز ومواقع يجد نفسه من خلالها متناسي تلك الجموع من الجماهير المخلصة التي أوصلته إلى دفة الحكم لا بل أكثر من ذلك كان بعضهم على استعداد أن يدمر كل شيء من أجل الوصول إلى المركز والمنصب الذي يطمع فيه بجشع وإفراط بل وهستيريا , فكما تعلمون أن أحد الرموز الذي وصل إلى قمة الحكومة أنخرط من حزبه وكيانه الذي نشاء ووجدت نفسه فيه بسبب فقدانه ذلك المنصب فكيف لا يتخلى عن شعبه من أجل ذلك المركز .

ومن هنا يجب علينا أن نبحث ومن خلال التجربة الحقيقية البعيدة عن المجاملات والانحياز عن أولئك الذين رضوا بكل شيء من أجل المصلحة العليا للشعب ولو أمعنا النظر أكثر وكشفنا الأمور بمعول الصراحة والصدق وأتينا إلى قائمة الائتلاف العراقي الموحد ونظرنا من ينطبق عليه نظرية الانتهازي والوصولي ومن ضحى بحقه في كثير من المناصب والعناوين من أجل المصلحة العامة وهو في نفس الوقت أهلاً لتلك المناصب ولكن خوفه من تشظي البيت الشيعي وطاعته للمرجعية تنازل عن حقوقه بكل طيبة نفس وساند الحكومة بغية تحقيق المكاسب الكبيرة للشعب والحفاظ على هيبة الدولة وتفضيل مصلحة الأمة على مصلحة كيانه السياسي.

حتماً سنجد أن تيار شهيد المحراب هو الوحيد الذي تعامل بهذه الروحية فعلى دورتين متتاليتين كانت رئاسة الحكومة من حقه , ولكن تشبث الغير بالعناوين وجريهم وراء المناصب جعل منه المضحي من أجل الحفاظ على هيبة المذهب وقوة الحكومة وتنازل عن الكثير وما زال باستطاعته أن يتنازل من أجل تحقيق المصالح العليا للشعب فكان دوره كأم الولد التي قالت ( خذيه من أجل أن يبقى حياً ) .

ومن هنا يتبين لنا معنى سامي للفوز والخسارة فالفوز هو حصة المخلص والمضحي من أجل شعبه في كل الحالات فهو يعتبر نفسه فائزاً سواء وصل إلى الكرسي أو لا سامح الله لم يصل فهو طالما عرض نفسه لخدمة المجتمع فهو فائز وبذلك يكون من الصالح العام أن يصل مثل هؤلاء إلى مقاليد الأمور وإدارة الدولة.  بينما الخسران هو الذي يفكر بنظرة ضيقة مبنية على مصالح فئوية وشخصية يكون عدم وصوله إلى الكرسي أو المنصب هو الخسارة وهذا في كل الأحوال خاسر والأمة التي يتحكم في زمام أمورها مثل هؤلاء حتماً ستكون والعياذ بالله خاسرة .

وهنا يأتي معنى أخر للفوز والخسارة مبني على أرادة الشعب فنستطيع القول بأن الخسارة هي خسارة الشعب والفوز هو فوز الشعب والأمر متروك له من خلال اختيار المخلصين الأمناء على مصالحه الذين لهم القدرة في الارتقاء بتلك الشعوب إلى أفضل مستوى من الرقي والعمران في بلد آمن ومستقر ونسأل الله العلي القدير أن يفوز الشعب العراقي في اختياره فقد خسر الكثير وقد آن له أن يذوق طعم الفوز بأذن العلي القدير ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-01-22
للاسف فان الاتخابات هي اسهل سوق للانتفاعيين والمصلحيين الدين يجيدون اللعب بالحجر والبيضة على قول المصريين.ولبساطة كثير من الناس فانه تاخده الضحكة الماكرة من هدا او داك او يستحي من هده المساعدة او تلك حتى لو شك بانها ليست في سبيل الله ان البلد بحاجة الى رجال شجعان امناء بعيدين عن منطق الحزب او الجماعة بل يساعد البعيد عنه سياييا قبل القريب فادا حصل هدا فنحن بخير او بعض الشيء من هدا اي لو فقط 20بالمئة منهم صالحين فلا زلنا بخيرو عافية بالتداريج دعاءنا للمخلصين بالموفقية وللفاسدين بالصلاح او الانقلاع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك