( بقلم : د. انوار الخزاعي )
صحيفة الصباح هي صحيفة الدولة الرسمية التي يقع على عاتقها تقع مسؤولية تعريف الناس بالانتخابات وحظهم على الذهاب الى صناديق الاقتراع بكثافة ومن واجبها ان تعرف الناس بالمرشحين وعند هذا الحد التثقيفي يقف دورها وجهودها لكن من يطالع صحيفة الصباح وخلال فترة شهر كامل يجدها تترك ما هو واجب لتذهب الى ما ينافي عملها جملة وتفصيلا فهي اليوم لم تقدم اي مرشح انتخابي كما انها لم تعرف بالعملية الانتخابية ولم تحض المواطن على الذهاب الى الانتخابات وان ما يعرض على صفحاتها من نتف تدعو للانتخابات هي عبارة عن اعلانات مدفوعة الثمن من المفوضية
اي ان ماتنشره الصحيفة عن الانتخابات هو عبارة عن اعلانات المفوضية التي تنشرها كل الصحف والاذاعات والتلفزيونات وهو يدخل في انجاز المفوضية وليس في انجازات صحيفة الدولة الرسمية ولا اعرف ما هو عمل هذه الصحيفة ان كانت لا تدعو الى اهم مظاهرة وطنية عراقية وهي الانتخابات وربما لم تقف الصحيفة عند هذا الحد بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما دخلت صراعا مع الكتل والاحزاب المشاركة في الانتخابات فهي اليوم تدخل كمروج لحزب الحكومة فيما تروج العداوة للاحزاب الاخرى لتخرج من عالم المهنية الى عالم التخندق والحزبية وان القاريء البسيط لصحيفة الصباح خلال هذا الاسبوع يجدها تدخل صراعا مكشوفا للنيل ممن يحاول توجيه النقد لحزب تتبناه
وكان الطرف الاخر الذي يوحه النقد ليس شريكا في الدولة فجريدة الصباح اليوم هي جريدة الحكومة وليست جريدة الدولة العراقية ولا هذا الدخول وهذا التخندق الا نوعا من انواع الفساد الاداري او عقلية قديمة لم يستطع كتاب جريدة الصباح بما فيهم فلاح المشعل رئيس تحريها من الانعتاق منها وهي شبيه بتلك المقالات التي كان يكتبها المشعل ابان حكومة البعث عندما كان يمجد رئس النظام البعثي انذاك ولو دعوة الله للستر لنشرت تلك المقالات التي كان يكتبها المشعل لصدام والتي جعله فيها صنما من الاصنام يعبد ولعل ارشيف المكتبة الوطنية زاخر بتلك الكتابات التي تفضح عدم تحول المشعل من ثقافة الحزب القمعي الى ثقافة الديمقراطية وهو اشبه بتلك الاحزاب البعثية التي تحاول اسقاط التجربة العراقية .
https://telegram.me/buratha