بقلم : سامي جواد كاظم
مهلا انتظريني في السيارة لحين التسوق واعود اليك امي اريد ملابس للمدرسة ..نعم ساذهب الى السوق كي اشتري لك ما تريد زوجته واطفاله يشيعونه بالسلام كي يفتح محله في السوق حتى يسترزق مما شاء الله ويصرف على عياله لقد انهينا التمارين الرياضية لنشتري بعض الفواكه الى اهلنا اين الصيدلية اريد ان اشتري دواء لامي ...هنالك في السوق صيدلية سوق اكتظ بالناس بين المتسوق واصحاب المحلات والمارة وجاء اخر ايضا له غاية في السوق انه ارهابي بسيارة مفخخة ركنها في السوق وما هي الا ثواني وانفجرت ..كيف هي الان صورة السوق ؟اجساد محترقة ....اشلاء متناثرة...... جرحى تأن.... محلات دُمرت... الاصوات تعالت وامتزجت مع صفير الاسعاف والشرطة .ساعة او اكثر يبدأ العد كذا شهيد وكذا جريح وكذا محل احترق والتبعيات ما هي ؟؟ .دعوا الاستنكارات جانبا ...دعوا توعد المسؤولين بالكشف عن الجناة جانبا.... دعوا تعويض عوائل الشهداء جانبا..... دعوا امال بناء السوق جانبا .....
التفتوا لامرين الشهيد والجريح...... لذوي الشهيد ثلاثة خيارات اما ان يكون شهيدهم قد تناثر جسده ولا اثر لبقيته وهذه افضل الاحوال واما بعض الاشلاء كأن يحصلوا على رأسه او قدمه وعندها سيكون له قبر واما جثة محترقة او فيها جرح بليغ ادت بحياة صاحبها ، واستشهاد الشهداء تستغرق مدة الانفجار وما هي الا دقائق ويكون انتقل الى الرفيق الاعلى وياتون ذويهم ينصبون السرادق ليقيموا الفاتحة ثلاثة ايام وسبعة تعقبها الاربعين وينتهي الامر ويصبح ذكرى .
ولكن الجريح وما مدى جرحه وحالاتهم لايمكن لها ان توصف وما خلفوا من مأسي لذويهم لاسيما ان المستشفيات تعاني من نقص الكادر والادوية والاجهزة. فهذا الذي جاء من ملعب كرة القدم قد بترت ساقاه وبقي جذع وراس ويدان كيف ستتم العناية به من قبل اهله؟ قبل يوم يلعب يداعب الكرة بقدمه واليوم يطلب الاعانة لقضاء حاجته وذاك الذي ترك عياله لغرض الكسب فاذا استشهد فمن لهم؟ وان كان اهون ولكن اذا جُرح جرحٌ ادى به الى الاعاقة فمن سيتكفل علاجه ورزقه ورزق عياله ؟!.
وطفل اخر ينتظر امه لكي تشتري له ملابس المدرسة فلم تعود لا امه ولا الملابس ، فان كان حظها تعيس وجرحت وتاتي مبتورة اليد الى طفلها كيف سيكون الحال عليه؟ .واما الجرحى الذين يفقدون الحياة ايام بعد قلائل من ساعة الانفجار بعد المعاناة المقسومة بالتناصف بينه وبين من يهتم به فان النياحة والالم والفاتحة لا يمكنها ان تعوض ما فُقد . والمعلوم لو استشهد مئة فالجرحى مئتان على اقل تقديرومع كل يوم يمر على الجريح هو حزن شهيد والم جرح ونياحة محبيه وصرف مال وضنكة العيش
https://telegram.me/buratha