المقالات

رسالة الشيعة في محرم هذه السنة بانهم حسينيون


بقلم / عبد اللطيف العميدي

لم يكن مصادفة أن يحتضن العراق بترابه ستة من أئمة أهل البيت (ع) بالاضافة لمئات من مراقد أبناء الائمة (ع) ، بل أن أعينّ الامام علي وأبناءه المعصومين عليهم السلام كانت ترنوا وهم في المدينة الى ثرى العراق وشعب العراق لما لمسوه منهم من ولاء وحب تعلق ، لهذا عرف شيعة العراق بأنهم أكثر شعوب العالم تمسكاً وإحياء وتعضيماً لشعائر الله تعالى في مواساة أهل البيت (ع) بل قدموا آلاف القرابين وسيول من الدماء في سبيل الحفاظ على تلك الشعائر ، حيث إجتهد أئمة الكفر والضلال وحكام الجور وآخرهم ضم البعث على محاربة تلك الشعائر وقمع وتصفية كل من يقوم بها ، إلا أن كل تلك المحاولات لم تقف حائلاً دون خلودها بل نموها وتحولها الى مداليل حضارية وثقافة عقيدية راسخة في ضمائر العراقيين من اتباع أهل البيت (ع) بل وحتى من غير الشيعة وهو ماشهدناه هذه السنة من إشتراك أتباع جميع المذاهب وحتى المسيح في إقامة شعائر الحسين (ع) ومواكب العزاء.

في هذه الاجواء الايمانية والحسينية يخرج علينا بين الفينة والفينة رموز دينية من علماء التكفير ليبثوا سمومهم محاولين التأثير على عقول وعقائد من يسمعهم فيفسقوا العاملين على هذه الشعائر تارة ويصفونها بالبدعة تارةً أخرى ، وهذا غير مستغرب بطبيعة الحال إذ أن مثل هؤلاء الطائفيون أتباع شريح القاضي وشبث بن ربعي وأشياعهم ممن شرعوا قتل أولياء الله هذا هو دينهم وهذه هي عقيدتهم التي بنيت على نصب العداوة لأهل البيت (ع) لكن الامر المستغرب والذي يدعو للنظر أن تصدر كلمات الطعن والاساءة لشعائر الحسين (ع) من داخل البيت الشيعي وهو ما نُقل عن أحد المعممين مؤخراً حيث وصف بعض هذه الشعائر مثل ركضة طويريج ومواكب اللطم والزنجيل وتمثيل واقعة الطف .. وصفها بالبدعة وبأن لا أصل لها بل جائتنا من الترك والفرس !! وفات هذا المتكلم أنه بهذا الكلام قد أساء لملايين من محبي العترة الطاهرة والذين يتقربون الى الله تعالى بمواساة نبيه في مقتل عترته ، وبالتالي فنحن نسأل هذا الشخص : ماهي الثمرة التي جنيتها من هذا الكلام ؟ ولماذا وقتَّ كلامك الآن ؟ وهل أن مراجع الدين أدام الله وجودهم الشريف لم يُدركوا مدى مشروعية هذه الشعائر لتدركها أنت ؟ كلا بل بالعكس من هذا تماماً فقد أكد تأريخ مراجع الدين أنهم كانوا في مقدمة من يشارك في هذه الطقوس ، فذلك السيد حيدر الحلي والمرجع السيد مهدي بحرالعلوم وهذا المرجع الشيرازي والتبريزي والامام الحكيم وغيرهم عُرف عنهم مشاركتهم في مواكب العزاء وركضة طويريج ، إن مثل هذه الزوبعات الكلامية حتماً سوف لن تؤثر على مسيرة هذه الشعائر هي هويتنا وُلدنا وترعرعنا عليها نحن وآبائنا وستستمر في ضمير أبنائنا ، فالحسين (ع) سفينة النجاة ومصباح الهدى للاجيال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-01-21
ابتداءا لا اؤيد ما طرحه سابقا ولا لاحقا السيد الشامي ولكن هل هو قال ونص على عزاء طويريج حرفيا ام انه استنتاج فقط.فان قال عن عزاء طويرج حرفيا فاقول له:شاركت في عزاء طويريج مند منتصف الستينات وكلهم من العرب ومن القرى المحيطة بكربلاء وطويريج وهو عزاء عفوي لا علاقة له بترك او هند وليس فيه ما يخالف العقل او الشرع.هنا في هولندا كل عام يعمل الهولنديين مثل عزاء طويريج بمناسبة انتصارهم في الحرب ويمشون عشرات كم وطبعا على طريقتهم ويعتزون بها على انها بلا مضمون فهل اهل هولندا جهلة وحمقى؟المنظرون في ازمة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك